قلق كبير تشهده أسواق العاصمة السورية دمشق جراء الأحداث الحالية، بعد السيطرة السريعة لفصائل “المعارضة السورية” على حلب وإدلب وحماة بغضون أسبوع، فالعوائل كل العوائل الدمشقية لا تعرف كيف سيكون الوضع بقادم الأيام.

التغيرات الكبيرة في المشهد السوري، دفعت بالدمشقيين إلى شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية التموينية والأدوية مخافة انقطاعها من الأسواق، خصوصا وأن الحديث في الجو العام، بات يتسع حول أن هذه أخطر أيام النظام، إن لم تكن آخرها.

حالة هستيرية في أسواق دمشق

في أسواق دمشق، ثمة حالة شبه هستيرية لحركة البيع والشراء تسود العاصمة منذ نحو 3 أيام، ونتيجة لذلك، رفع التجار أسعار البضائع مع ازدياد الطلب عليها، ولم يتوقفوا عند هذا الحد.

تجار دمشق، قاموا أيضا باحتكار النقد الأجنبي واحتساب قيمة البضائع وفقا لقيمة صرف الدولار في السوق السوداء، وهو الذي ارتفع نتيجة للأحداث الجارية ليتجاوز سقف تصريفه 17 ألف ليرة سورية للدولار الواحد.

الأسر الدمشقية المقتدرة والميسورة الحال، بدأت بحسب تقرير لصحيفة “العربي الجديد” اللندنية، شراء المواد التموينية الأساسية من المحال التجارية ومحال بيع الجملة بكميات تكفي لأكثر من شهرين في بعض الحالات، تحسباً لاندلاع أي مواجهات في دمشق قد تؤدي لفقدان هذه السلع من الأسواق.

ما قامت به الأسر الدمشقية المقتدرة من خطوة احتياطية، “ارتدت على الفقراء وهم الغالبية الساحقة، إذ ارتفعت أسعار هذه المواد والسلع وبدأ بعضها يشح في الأسواق وعلى وجه الخصوص السكر والأرز والبرغل والطحين”، وفق التقرير.

تجار مقربون من النظام وراء الأزمة!

سعر الكيلوغرام الواحد من السكر وصل في بعض المحال وسط مدينة دمشق ليتجاوز حاجز 15 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يُباع بنحو 12.500 ليرة سورية، فيما ارتفع سعر لتر الزيت النباتي من 27 ألفا إلى 31 ألف ليرة سورية، والأرز نخب وسط قفز من 12 ألفا إلى 16 ألف ليرة سورية.

أحد أصحاب المحال التجارية من دمشق لـ”العربي الجديد”، قال إن “ورود بعض البضائع والسلع خاصة الغذائية، بدأ يخف شيئا فشيئا منذ بداية العمليات العسكرية في الشمال”، وحمّل ذلك بالدرجة الأولى لكبار التجار في سوريا الذين أطلق عليهم اسم “تجار الأزمات”.

ومنذ فجر 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من قبل تركيا، بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، وفي مساء الـ 30 من الشهر نفسه، أعلنت دخول مدينة حلب، قبل فرض سيطرتها عليها وعلى مطارها الدولي بشكل كامل، لتسيطر بعدها على إدلب.

وفي تاريخ 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تمكنت فصائل “المعارضة السورية”، دخول حماة والسيطرة عليها، بعد معارك استمرت لأكثر من 3 أيام مع جيش النظام السوري، قبل أن ينسحب الأخير من المحافظة لاحقا، تمهيدا لـ “هجوم مضاد” بهدف استعادة السيطرة على حلب والمناطق الأخرى، كما يقول.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة