في خضم التوتر الذي ساد في مدينة دير الزور، شرقي سوريا، في الأيام الماضية، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيديوهات مصور تدعي بارتكاب “قوات سوريا الديمقراطية”، انتهاكات ضد المدنيين قي المدينة، بعد دخولهم على وقع سقوط النظام السوري.
وعاشت مدينة دير الزور، حالة من التوتر الأمني، إثر تصاعد حوادث العنف والاعتداءات، حيث شهدت انتشاراً أمنياً واسعا، تزامن فرض حظر تجوال، بعد تظاهرات طالبت بضبط الفلتان الأمني، في حين تتهم “قسد” خلايا تنظيم “داعش” بالوقوف خلف الأحداث.
فيديوهات قديمة
أحد الفيديوهات المصورة، الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أنه عملية قتل نساء قام بها عناصر تتبع لـ “قسد”، تبين أنه عارٍ عن الصحة، إذ أعاد البعض نشر فيديوهات قديمة عبر وسائل التواصل، “واتس أب” و”تليغرام”، ما أثار حفيظة السوريين المتابعين.
موقع “مسبار” تأكد من عدم صحة عدد من الفيديوهات التي انتشرت عبر المنصات المختلفة، إذ يعود الفيديو المذكور أعلاه، إلى تشرين ثاني/ نوفمبر 2019، إذ نشرته “HBR” التركية قبل بدء العملية العسكرية التي نفذها الجيش التركي.
وسيلة الإعلام التركية، قالت إنها عثرت عليه في هاتف عنصر من “وحدات حماية الشعب” بعد أن حيّدته بمنطقة رأس العين في محافظة الحسكة الحدودية مع تركيا ضمن عملية “نبع السلام”، التي أطلقها الجيش التركي في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019.
ويظهر الفيديو 4 أشخاص، أحدهم يقوم بتصوير الآخرين، وهم يقتحمون منزلًا بداخله امرأة وطفل. يُظهر المشهد اعتداءً جسديًا على الضحيتين، يعقبه إطلاق النار عليهما مما أدى إلى مقتلهما. بعد ذلك، يُشعل المعتدون النيران في الغرفة.
بحسب مصدر محلي من مدينة دير الزور، فإن أهالي المدينة انقسموا بين مؤيد ومعارض من دخول “قسد” إلى المدينة، إذ تزامن ذلك مع سقوط النظام السوري السابق، صباح الأحد الماضي.
وشهدت المدينة احتجاجات شعبية واسعة شارك فيها المئات من أهالي المدينة، خلال الأيام الماضية، للمطالبة بخروج “قسد” ودخول “إدارة العمليات العسكرية”، بينما تطورت الأحداث إلى حصول مواجهات مسلحة، ما أدى إلى وقوع 4 قتلى وجرح نحو 20 آخرين.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية”، مساء أمس الثلاثاء، دخول مدينة دير الزور، بعد انسحاب “قسد”، بينما سيطرت على حقل التيم النفطي في بادية دير الزور.
ماذا قالت “قسد”؟
على وقع هذه الأحداث، أعلن قادة وعناصر من مجلس دير الزور العسكري التابع لـ “قسد” انشقاقهم عن صفوف الأخيرة وانضمامهم إلى “فصائل ردع العدوان”.
المنشقون، أكدوا في بيان مصوّر، التزامهم بتعليمات غرفة عمليات “ردع العدوان”، مع التعهد بالحفاظ على الممتلكات العامة وسلامة المدنيين، بالإضافة إلى التصدي لما وصفوه بـ”المخربين”.
قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، قال إن المناطق التي توجهت إليها “قسد”، كانت بدافع محاربة تنظيم “داعش”، مشيراً إلى أن المشاكل التي تحصل في الرقة يجب أن تُحل عن طريق الحوار.
عبدي، في لقاء عبر قناة “الحدث”، أكد استعدادهم للتواصل مع السلطة الجديدة في العاصمة السورية دمشق، مضيفاً: “نحاول أن نتشارك مع القوى الجديدة بالعملية السياسية”. وصرح عبدي، أن “علاقتنا المباشرة ستكون مع الحكومة المركزية في دمشق، لم يكن لدينا علاقات أو توافق مع نظام الأسد، كنا أكثر القوى التي تصـادمت مع الأسد”.
وأضاف عبدي، “نتواصل عبر الأميركيين مع الأتراك والهدف خفض التصعيد، كما نتواصل مع هيئة تحرير الشام عبر أصدقائنا الأميركيين، والقوى الدولية التي كانت تتواجد في سوريا تغيرت”. وبيّن أن سوريا تعيش وضعاً جديداً والتطورات “لم نكن نتوقعها”، مشيرا إلى أنه يجب تمثيل كافة المناطق والمكونات في سوريا من خلال الحوار.
- سوريا: حملة “لباس المرأة الحرة” لمواجهة دعوات لـ”حجاب المرأة المسلمة”
- الشيباني يلتقي مسرور البارزاني ويدعوه لزيارة دمشق
- مصرف سوريا المركزي يجمد حسابات مرتبطة بنظام الأسد.. ضمنها إمبراطورية اقتصادية
- بـ”شرطين”.. إعفاء خطوط الإنتاج والآلات من الرسوم الجمركية
- “الإدارة الذاتية” تسمح للسوريين في مخيم “الهول” بالعودة إلى مناطقهم
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.