في تحول جديد بالسياسة الأميركية حيال سوريا، يصل وفد دبلوماسي أميركي إلى دمشق، للقاء قادة من “هيئة تحرير الشام”، إذ تعتبر هذه الزيارة الأميركية الأولى للبلاد منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

وقال مسؤولان أميركيان لموقع “أكسيوس”، مساء أمس الخميس، إن باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ستتوجه إلى العاصمة دمشق اليوم الجمعة، بينما وجه وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، في وقت سابق، رسائل لـ أحمد الشرع، القائد الفعلي لسوريا.

أول اتصال رسمي مع “الهيئة”

صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية نقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن ليف ستقود وفداً يضم دبلوماسيين أميركيين إلى دمشق، من أجل لقاء القائد العام لـ “إدارة العمليات العسكرية” أحمد الشرع.

القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع – انترنت

وأوضحت أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيرسل دبلوماسيين أميركيين كبار من أجل اللقاء مع الشرع في دمشق. حيث تعتبر زيارة الوفد الأميركي إلى سوريا، أول زيارة علنية لمسؤولين رسميين من الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد.

اجتماع الوفد الأميركي المقرر، سيكون أرفع لقاء بين مسؤولين غربيين والشرع، إضافة إلى أنه يعتبر أول اتصال رسمي معلن بين واشنطن و”هيئة تحرير الشام”.

كبيرة الدبلوماسيين بالخارجية الأميركية باربرا ليف، تتوجه إلى دمشق بعد أن كانت في جولة شملت الدوحة والمنامة والأردن وتركيا والعقبة، خلال الأيام الماضية.

إذ يرجح أن تكون هذه الزيارة للحديث إلى الشرع على أرض الواقع والتأكيد على المطالب الأميركية لرفع العقوبات عن سوريا، إضافة إلى شروط إلغاء تصنيف “هيئة تحرير الشام” كجماعة “إرهابية”. بينما ما يزال هناك أمل لدى واشنطن بالعثور على الصحفي الأميركي، أوستن تايس.

وكان مسؤولون أميركيون قد التقوا مع نظراء لهم من نظام الأسد المخلوع، في سلطنة عُمان للبحث بموضوع الإفراج عن الصحافي الأميركي، أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ 12 عاماً، حسبما كشفت عدة تقارير.

هذه الزيارة، ليست الأولى لدبلوماسيين غربيين إلى دمشق، حيث سبق وأن التقى الشرع بوفد بريطاني، بمن فيهم الممثل الخاص للمملكة المتحدة في سوريا، آن سنو، إضافة إلى وفود أوروبية، ألمانية وفرنسية، في الأيام الماضية.

شروط للاعتراف

في السياق ذاته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، تعيين دانييل روبنشتاين مبعوثا خاصا في سوريا، مبينا أن الأخير سيعمل بشكل مباشر مع الشعب السوري والأطراف الرئيسية وينسق مع الحلفاء والشركاء لتعزيز مبادئ مؤتمر العقبة

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وجّه دعوة إلى “هيئة تحرير الشام”، للوفاء بوعودها بالاعتدال، والاستفادة من الدروس التي أدت إلى انهيار النظام المخلوع في سوريا والعزلة الدولية التي تواجه “حركة طالبان” في أفغانستان.

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن - انترنت
وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن – انترنت

في مداخلة أمام مركز “كاونسل أون فورين ريليشنز” للبحوث في نيويورك، قال بلينكن: “إذا كنتم لا تريدون هذه العزلة، فهناك أمور معينة يجب عليكم القيام بها لدفع البلاد إلى الأمام”.

بلينكن دعا إلى تشكيل حكومة سورية “غير طائفية” تضمن حماية الأقليات وتعالج المخاوف الأمنية، بما في ذلك مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة (داعش) وإزالة مخزونات الأسلحة الكيميائية المتبقية.

الوزير الأميركي أشار إلى أن “هيئة تحرير الشام” يمكنها أيضاً أن تتعلم دروساً من سقوط نظام الأسد حول ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية مع الجماعات الأخرى. إذ أوضح أن “رفض الأسد المطلق الانخراط في أي شكل من أشكال العملية السياسية كان أحد الأسباب التي أدت إلى انهياره وسقوطه”.

وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في دمشق، في شباط/فبراير 2012، بعد اندلاع الثورة السورية، احتجاجاً على القمع الوحشي الذي مارسه النظام المخلوع ضد المتظاهرين السلميين، كما فرضت واشنطن عقوبات على النظام حينها، على رأسها برنامج عقوبات “قيصر” في 2019.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة