اندلعت اشتباكات مسلحة في مدينة طرطوس بالساحل السوري، إثر مظاهرات منددة بإحراق مزار لشخصية علوية في حلب. وعليه، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، قبل قليل فرض حظر التجوال في كل من مدن طرطوس واللاذقية وجبلة وحمص، اعتبارا من الساعة السادسة مساء الأربعاء حتى الساعة 8 صباح يوم غد الخميس، في إطار حفظ الأمن والنظام، بحسب إعلان “القيادة العامة”.

وكانت احتجاجات غاضبة قد اندلعت، اليوم الأربعاء، في عدة مناطق في سوريا بعد تداول مقطع فيديو يظهر هجوما على مقام ديني علوي في حلب شمالي سوريا، بحسب ما أورده “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وشهود.

مظاهرات في سوريا

وقال “المرصد السوري” إن تظاهرات حاشدة خرجت في مناطق بالساحل ووسط البلاد بعضها ذات غالبية علوية. وأكد “المرصد السوري” خروج مظاهرات في مركز مدينة طرطوس وبانياس وصافيتا وقرى في ريف طرطوس، ومركز مدينة اللاذقية والقرداحة وجبلة وقرى في ريف اللاذقية، إضافة إلى حي الزهراء وشارع الحضارة بحمص، وحي المزة في دمشق، وسلحب في حماة.

وطالب المتظاهرون بمحاسبة المعتدين على الرموز والمقامات الدينية، وإخراج القوات الأجنبية والمتطرفين المندمجة مع إدارة العمليات العسكرية، والإفراج عن ضباط وعناصر الجيش الغير ملوثة أيديهم بالدماء والمحتجزين في سجن عدرا وحماة، وإيقاف القمع وضبط أمن المنطقة وإيقاف القتل بحق أبناء الطائفة العلوية تحت مسمى “حالات فردية”، وفق “المرصد السوري”.

وردد متظاهرون شعارات مثل “بالروح بالدم نفديك يا خصيبي”، و”يا علي” و”واحد واحد واحد الشعب السوري واحد.”

ولفت “المرصد السوري”، إلى أنه تم إطلاق النار خلال المظاهرات في محاولة لتفريقهم، مما أدى إلى وقوع إصابات.

وقال شهود عيان، لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، إن تظاهرات خرجت في طرطوس واللاذقية وجبلة بالساحل السوري. وكذلك وقوع احتجاجات في مناطق من حمص وسط البلاد.

من جهتها، قالت وزارة الداخلية السورية، إن “مقاطع فيديو تظهر حادثة اقتحام واعتداء على مرقد الشيخ أبي عبد الله الخصيبي أحد المقامات الدينية لإحدى الطوائف في محافظة حلب. وتم الترويج لهذه المقاطع على أنها حدثت مؤخرا”.

وأكدت الوزارة السورية أن: “الفيديو المنتشر هو فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب أقدمت عليه مجموعات مجهولة”.

وأضافت: “أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية، الهدف من إعادة نشر هكذا مقاطع هو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا”.

بدوره، قال “المرصد السوري”: “انتشر اليوم شريط مصور كالنار في الهشيم، يظهر اعتداء مسلحين على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، قبل أيام، ومقتل 5 من خدم المقام وتم التنكيل بِجثامينهم، وخربوا المقام واضرموا النيران داخله”.

وبحسب “المرصد السوري”، يعتبر “أبو عبد الله الحسين الخصيبي” شيخ العلويين وله رمزية دينية كبيرة لدى الطائفة العلوية، ويعتبر المقام من أهم المقامات على مستوى العالم.

اشتباكات في طرطوس

في السياق ذاته، دارت اشتباكات بين مسلحين في طرطوس وحمص واللاذقية السورية من جهة، وقوى الأمن التابعة لإدارة العمليات العسكرية من جهة أخرى، واستهدف المسلحون سيارة تابعة لقوى الأمن العام ما أدى لإحراقها، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسقوط قتلى، بحسب ما نقلته “العربية”.

وأفاد مراسل “العربية/الحدث”، بوقوع اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومسلحين في طرطوس وحمص واللاذقية إثر فيديو يظهر الاعتداء على مقام أبي عبدالله الحسين بحلب.

إلا أن “المرصد السوري”، قال إنه لا علاقة للاشتباكات في طرطوس بالمظاهرات التي اندلعت في عدة محافظات سورية، تنديدا بالاعتداء على المقامات والرموز المقدسة.

وأشار “المرصد السوري” إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحين من أهالي قرية خربة المعزة في طرطوس، وقوى الأمن العام التابعة لإدارة العمليات العسكرية، بعد رفض عدد من الأهالي تفتيش منازل في القرية، واستهدف المسلحون سيارة تابعة لقوى الأمن العام مما أدى لإحراقها، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسقوط قتلى من الطرفين.

https://twitter.com/dr_daark/status/1871960283805327404

وطبقا لمصادر “المرصد السوري”، فقد قُتل عنصران من قوى الأمن العام وأصيب 4 آخرين بحالات خطيرة. وقد استقدمت إدارة العمليات العسكرية فرقة خاصة وتعزيزات عسكرية إلى الساحل السوري.

هذا وسيطرت فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” على العاصمة دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري بعد تقدم خاطف دفع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى الفرار إلى روسيا بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما، و54 سنة من حكم “آل الأسد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات