أخذت العلاقات السورية العربية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في الأسبوع الثاني من شهر كانون أول/ديسمبر الجاري تأخذ شكلاً مغايراً عما كانت عليه، حيث التقت وفودٌ عربية بـ أحمد الشرع، القائد الفعلي المؤقت للبلاد، في قصر الشعب بدمشق، بينما أكد لبنان، أمس الخميس، أنه يتطلع لمرحلة جديدة في العلاقات مع سوريا. 

يأتي ذلك بينما لم يتبين موقف جمهورية مصر العربية من سقوط الأسد، إذ لم تُجرِ القاهرة اتصالا بـ “الإدارة السياسية الجديدة” في دمشق. 

“أفضل علاقات الجوار”

خلال اتصال هاتفي أبلغ وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أمس الخميس، نظيره السوري، أسعد الشيباني أن بيروت تتطلع إلى “أفضل علاقات الجوار” مع السلطة الجديدة في سوريا.

وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب – انترنت

الخارجية اللبنانية قالت في بيان على منصة “X”، إن بوحبيب هنأ نظيره السوري على تعيينه في منصبه، مؤكدا “يتطلّع لبنان إلى أفضل علاقات الجوار مع الحكومة الجديدة في سوريا، بما يخدم مصالح الشعبين والجمهوريتين”. 

بو حبيب أكد لنظيره السوري “تمسّك لبنان بوحدة سوريا وسلامة أراضيها واستقلالها وحق شعبها بتقرير مصيره”.

وكان وفد لبناني رفيع، يرأسه الرئيس السابق لـ “الحزب التقدمي الاشتراكي” في لبنان، وليد جنبلاط، التقى مع الشرع في قصر الشعب بدمشق، إذ اعتبر، جنبلاط، أن زيارته إلى دمشق تُعد حجر الأساس لإعادة العلاقات بين سوريا ولبنان إلى طبيعتها.

بينما قال الشرع، إن لبنان عمقٌ استراتيجي وخاصرة لسوريا ونأمل بناء علاقة استراتيجية وثيقة بين البلدين. 

ماذا عن مصر؟

رغم أن وفودا عربية وغربية التقت مع “الإدارة السياسية الجديدة” في سوريا، إلا أن مصر لم تحرك ساكناً في هذا السياق، إذ اكتفت القاهرة إعلان دعمها لوحدة سوريا وطلبها بإدارة منتخبة للبلاد.

قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع – انترنت

إذ لم تعلن مصر عن أي تواصل رسمي مع دمشق منذ الإطاحة بالنظام السابق، بينما لم تُصدر القاهرة تعليقا واضحا بشأن الاتصال بـ “الإدارة السورية الجديدة” أو مستقبل التعاون معها. 

خلال الأسبوعين الماضيين، أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالات مكثفة لمناقشة الأوضاع في سوريا، مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، خلال هذه الاتصالات دائما ما تؤكد مصر على دعم استقرار سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض المساس بسيادتها أو تقسيمها. 

يأتي ذلك بينما تهاجم العديد من الوجوه الإعلامية المصرية، المعروفة بقربها من الحكومة في مصر “الإدارة السورية الجديدة”، وقائدها أحمد الشرع، وفق ما ذكر موقع “BBC”. 

وشاركت مصر في 14 كانون أول/ديسمبر الجاري في اجتماعات لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي عُقدت بمدينة العقبة الأردنية، حيث استعرض الوزير عبد العاطي محددات الموقف المصري من التطورات في سوريا التي تستند إلى ضرورة دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.

ومنذ إسقاط الأسد وهروبه إلى موسكو، زار سوريا وفودٌ أممية وأخرى دولية، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا، ألمانيا، فرنسا، الأردن، وقطر، والسعودية، وتركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات