عانى الشعب السوري على مدار 5 عقود من الأفرع الأمنية، التي شكلها الأسد الأب لحماية حكمه في سوريا، حيث كانت مهامها موجهة بشكل رئيسي على السوريين ومراقبة تحركاتهم وتوجهاتهم السياسية، إذ تغلغلت في المجتمع عبر شبكة واسعة من المخبرين.
هذه الأجهزة، عملت على تقييد الشعب السوري ثقافيا وفكريا وسياسيا، بينما عملت على المشاركة، عبر مخبريها، في الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في آذار/مارس 2011، وفصائل المعارضة التي تشكلت لاحقاً.
لذلك فإن الحديث عن المنظومة الأمنية وتشكيلها يثير القلق بالنسبة للسوريين، إذ إن طموحهم اليوم أن يتم تشكيل جهاز استخبارات لحفظ أمن البلاد وليس لحماية الحكم من الشعب، وتقييد الحريات العامة.
توجه الإدارة السورية الجديدة
في أول تصريح رسمي له، قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة، أنس خطاب، إن الإدارة العسكرية السورية الجديدة ستعيد تشكيل المؤسسة الأمنية من جديد بعد حل كافة أفرعها.

هيكلة المؤسسة الأمنية ستتم بصورة تليق بالشعب السوري وتضحياته وتاريخه العريق في بناء الأمم، بحسب خطاب، إذ قال إن الأفرع الأمنية لدى النظام السابق تنوعت وتعددت واختلفت أسماؤها وتبعياتها، إلا أنها “اشتركت جميعا في أنها سلطت على رقاب الشعب المكلوم لأكثر من 5 عقود من الزمن.”
“على صعيد الأمن والاستخبارات، سيعاد تشكيل المؤسسة الأمنية من جديد بعد حل كافة الفروع الأمنية وإعادة هيكلتها بصورة تليق بشعبنا وتضحياته وتاريخه العريق في بناء الأمم”، وفق خطاب.
ولفت إلى أن الأفرع الأمنية لم تقم أي منها بدورها المنوه بعهدتها، وهو حفظ الأمن وإرساء الأمان، مشدداً على أنهم لن يدخروا جهدا في سبيل حفظ أمن السوريين ورعاية حقوقهم على أكمل وجه، وأن الإدارة الجديدة “ستقف في وجه العابثين والمجرمين الذين يحاولون ليلا نهارا النيل مما وصلوا إليه.”
خطاب أشار إلى أن الشعب السوري بمختلف أطيافه وفئاته عانى الكثير من ظلم وتسلط النظام السابق عبر أجهزته الأمنية المتنوعة التي “عاثت في الأرض فسادا وأذاقت الشعب المآسي والجراح”، وتعهد بأن تكون كل المؤسسات والوزارات يدا واحدة للبدء بمسيرة البناء والتطوير.
من هو خطاب؟
القيادة العامة في سوريا، أعلنت، الخميس الماضي، تعيين أنس خطاب رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة للجمهورية العربية السورية.

بحسب تقارير صحفية، فإن خطاب من مواليد 1987، وينحدر من بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي، وكان يدرس الهندسة المعمارية في جامعة دمشق.
ويعتبر من أقرب الشخصيات في “هيئة تحرير الشام” إلى أحمد الشرع، وكان نائبه الأول، والمسؤول عن الملف الأمني في الهيئة، أحد أبرز الملفات الاستراتيجية فيها، حيث أسس جهاز استخبارات “هيئة تحرير الشام”، ثم “جهاز الأمن العام” في إدلب.
خطاب، المعروف بلقب “أبو أحمد حدود”، أشرف على جهود القضاء على الفصائل المتطرفة مثل تنظيم “داعش” في إدلب، مستخدما أساليب اختراق متطورة وتكتيكات استجابة سريعة. وقد نُسبت إليه قيادة عمليات حفظ الاستقرار النسبي في المناطق التي تسيطر عليها “الهيئة”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

سوريا.. ما احتمالية تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟

شرعي سابق بـ”تحرير الشام” يدعو لتوطين “المجاهدين” في الساحل السوري

وسط صمت حكومي.. قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية على درعا

تغييب بنود عن الدستور الجديد وتمييع حقوق السوريين تثير انتقادات واحتجاجات
الأكثر قراءة

وصفت بـالتاريخية لحظة تصديق الشرع على الإعلان الدستوري

هل تستفيد المصارف السورية من تعليق العقوبات عن “البنك المركزي”؟

هجوم لفلول النظام على حاجز للأمن العام بدمشق

نزوح الآلاف من الساحل السوري باتجاه لبنان.. تفاصيل

ميليشيات عراقية تعتدي على سوريين وتعتقلهم

ميليشيا عراقية تعتدي على السوريين.. دمشق تندّد والسوداني يأمر باعتقال المتورّطين
المزيد من مقالات حول سياسة

مصرف سوريا المركزي.. إسقاط الملاحقة القضائية عن هذه الفئات

سوريا.. ما احتمالية تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟

توغل إسرائيلي في القنيطرة وغارات على تدمر.. ماذا استهدفت بوسط سوريا؟

واشنطن قلقة من الإعلان الدستوري: نراقب سلوك سلطات دمشق

“قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري

استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟

وزيرة الخارجية الألمانية في دمشق: بداية سياسية جديدة؟
