أعاد سقوط النظام السوري السابق رسم تحالفات دمشق وعلاقاتها الخارجية، إذ إن الواضح أن دمشق تتجه نحو الولايات المتحدة وتحالفاتها الدولية، على عكس ما كان سائدا في عهد نظام بشار الأسد، الذي ركز في السنوات الأخيرة على روسيا وإيران.

وشهدت العاصمة السورية، وصول العديد من الوفود الغربية، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول من الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، إضافة إلى غالبية الدول العربية. في حين أن هناك دول لم يسبق لها أن أقامت علاقات دمشق، تنوي إرسال وفد للقاء قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع.

كوريا الجنوبية

على الرغم من العلاقات التجارية، إلا أن دمشق في عهد الأسد، لم تُقم علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية، في حين كانت تلك العلاقات مع كوريا الشمالية، التي ترتبط بجسر صداقة مع روسيا.

رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول – انترنت

لكن الإطاحة بنظام الأسد، أعاد تشكيل الحلفاء، بل تبدلهم في ظل المتغيرات التي فرضتها الثورة السورية، إذ إن سقوط النظام أخرج روسيا وإيران وحلفائها من المعادلة، لتتشكل خارطة علاقات جديدة.

لأول مرة في تاريخ سوريا، تعتزم سيول إرسال وفد رفيع المستوى إلى دمشق، للقاء قائد الإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع.

إذ قال رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، إن سيول سترسل وفدا رفيع المستوى إلى سوريا، للقاء أحمد الشرع، والعمل على اتفاقيات اقتصادية، إضافة إلى فتح سفارة لكوريا الجنوبية في دمشق، وهي المرة الأولى في تاريخ البلدين.

تعتبر سوريا واحدة من 4 دول في العالم، التي لم تُقم علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية، وهي كوريا الشمالية، كوبا، ومقدونيا، في حين أن العلاقات الاقتصادية كانت محدودة.

موسكو وطهران خارج المعادلة

الإطاحة بالنظام السوري السابق، غيّر معادلة القوى في الأراضي السورية وتوجهات دمشق السياسية، إقليميا ودوليا، فبعد أن كانت موسكو وطهران تعتبران الحليف الأبرز لسورياـ أصبحتا خارج حسابات الإدارة الجديدة.

سيدة سورية تُلوِّح بعلامة النصر وتحمل باقة ورود في ساحة الأمويين بدمشق احتفالاً بإعلان الإطاحة بالأسد (أ.ف.ب)

حيث سحبت إيران كامل قواتها من سوريا، قبل سقوط الأسد بساعات، بينما أعلنت موسكو أنها نقلت 4000 عبر قاعدة حميميم، إذ لم يتبق لها أي تمثيل عسكري أو دبلوماسي في الوقت الحالي.

بالنسبة لموسكو، ما يزال الغموض يدور حول مصير قاعدتيها في طرطوس واللاذقية، بينما تسعى الإدارة السورية الجديدة، إلى إنهاء التواجد الروسي عسكريا بشكل إيجابي. إذ أكد الشرع، في وقت سابق، أنه لا يريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها مع سوريا.

وأضاف أن روسيا ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة، معتبرا أن لـ دمشق مصالح استراتيجية مع موسكو.

يأتي ذلك بينما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارتها إلى دمشق، الجمعة، إنه “حان الوقت لمغادرة القواعد الروسية من سوريا”. وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي دعم بشار الأسد لفترة طويلة، وهو من غطى وساند جرائم النظام، على حد تعبيرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة