الأردن وقطر وتركيا يدعمون الإدارة السورية الجديدة بـ”الكهرباء”

تسعى حكومة تصريف الأعمال في سوريا إلى وضع حلول لأزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد منذ العهد البائد لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث تتجه للاعتماد على سفن الكهرباء العائمة لتوفيرها.

في هذا الصدد أعلنت السلطات السورية، اليوم الثلاثاء، أن دمشق ستستقبل سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر، للمساهمة في حل الأزمة التي تواجهها البلاد، دون تحديد موعد وصولها، فضلا اتفاق الأردن مع الحكومة الجديدة في دمشق على التعاون فيما يتعلق بالربط الكهربائي.

وتضررت البنية التحتية في سوريا بشكل كبير خلال عهد الأسد، وتعاني البلاد نقصا حادا في الطاقة إذ لا تتوفر إمدادات الكهرباء من الدولة إلا لساعتين أو ثلاث ساعات يوميا في معظم المناطق، هذا وتقول حكومة تصريف الأعمال إنها تهدف إلى توفير الكهرباء لثماني ساعات يوميا في غضون شهرين.

دعم بخصوص الكهرباء

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، إعلانه أن بلاده ستستقبل سفينتين من تركيا وقطر تولدان 800 ميغاواط، وهو ما يعادل نصف ما يتم توليده حاليا في سوريا، الأمر الذي يساهم في زيادة حصة ‏المواطن من الكهرباء بنسبة 50 % تقريبا.

محطة كهرباء عائمة تابعة لشركة كارباورشيب التركية- الصورة أرشيفية
محطة كهرباء عائمة تابعة لشركة كارباورشيب التركية- الصورة أرشيفية

وكانت تركيا أرسلت وفدا من وزارة الطاقة إلى سوريا الشهر الماضي لبحث كيفية حل مشاكلها فيما يتعلق بالكهرباء.

وتمد تركيا حاليا بالكهرباء بعض مناطق شمال سوريا، حيث شنت أربع عمليات عسكرية منذ عام 2016 ضد مناطق “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، بحسب وكالة “رويترز”.

إعادة تأهيل محطات التوليد

وأشار خالد أبو دي إلى أن حجم الأضرار التي تعرضت لها محطات التوليد والتحويل وخطوط الربط الكهربائي خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد، كانت “كبيرة جدا”.

وتسعى الإدارة السورية الجديدة لإعادة تأهيل محطات التوليد وخطوط النقل لتكون الشبكة قادرة على نقل الطاقة، إذ تعرضت لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية، بحسب خالد أبو دي.

في سياق متصل أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية بالإدارة الانتقالية في سوريا أسعد الشيباني، اليوم الثلاثاء، استعداد بلاده لتوفير الكهرباء والغاز لسوريا بشكل فوري.

وقال الصفدي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في عمّان رفقة نظيره السوري، إن “استقرار سوريا استقرار لنا وللمنطقة”، موضحا أنه اتفق مع الوفد السوري حول “أمن الحدود وتشكيل لجان مشتركة في كافة القطاعات، لحل قضايا مثل الإرهاب والربط الكهربائي”، والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي.

بدوره، دعا الشيباني إلى إلغاء العقوبات الاقتصادية على بلاده، باعتبار أنها “إرث النظام السابق”، مضيفا أن رفع العقوبات سينعكس إيجابا على كافة القطاعات السورية، وفق ما نقلته وسائل الإعلام.

العقوبات تمنع الحكومة من استيراد الوقود

وفي سياق موازٍ أكد وزير التجارة السوري الجديد، ماهر خليل الحسن، أن دمشق غير قادرة على إبرام صفقات لاستيراد الوقود أو القمح أو البضائع الرئيسية الأخرى بسبب العقوبات الأميركية الصارمة على البلاد وذلك رغم رغبة كثير من الدول، ومنها دول الخليج، في توفير هذه البضائع لسوريا.

وأوضح خلال مقابلة مع رويترز في مكتبه في دمشق، أمس الإثنين، أن الإدارة الجديدة التي تحكم البلاد تمكنت من جمع ما يكفي من القمح والوقود لبضعة أشهر، لكن البلاد تواجه “كارثة” إذا لم يتم تجميد العقوبات أو رفعها قريباً.

هذا وأصدرت الولايات المتحدة، أمس الاثنين، إعفاء من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة ستة أشهر في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية. ويسمح الإعفاء ببعض معاملات الطاقة والتحويلات الشخصية إلى سوريا حتى السابع من تموز/يوليو، غير أن الإجراء لم يرفع أي عقوبات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات