تعاني المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لـ وزارة الصحة في سوريا، من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، إضافة إلى النقص في الكوادر البشرية، خاصة في بعض التخصصات الطبية النوعية.

بالنسبة للوزارة، فإنها وضعت خطة للتعامل مع الوضع الراهن، خاصة لبعض الأمراض التي تتطلب علاجا على وجه السرعة، وتوفير الأدوية المفقودة وضخها في الأسواق.

أولويات الوزارة

منذ استلام حكومة تصريف الأعمال لمهامها في دمشق، بدأت وزارة الصحة بتحديد الأولويات والعمل عليها في كافة المحافظات والمناطق، بهدف توفير الخدمات الصحية للمواطنين، وسط نقص حاد في أصناف أدوية الأمراض المزمنة وبعض التخصصات الطبية.

مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، زهير القراط - الحل نت
مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، زهير القراط – الحل نت

وقال مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، زهير القراط، إن مرضى السرطان من أولويات الوزارة، إذ تم وضع خطة تقوم على التعاون مع “الشركاء والأشقاء” لجلب خبرات خارجية لإجراء ما يحتاجه هؤلاء المرضى من عمليات جراحية بالشق الأول وتقديم الأدوية مجاناً بالشق الثاني.

القراط أكد أن هذا الإجراء يشمل جميع المرضى في سوريا، مشيرا إلى أنه سيتم تزويد الوزارة ببعض الأجهزة، التي تعتبر أساسية للعلاج الشعاعي لعلاج المرضى.

“بما يخص الأدوية الغير متوفرة، الوزارة تسعى الآن إلى توفير كافة الأدوية التي نعتبرها أدوية إسعافية ولا يمكن الاستغناء عنها، مثل أدوية الأمراض المزمنة، كالسرطان والكلى والتلاسيميا والأدوية الإسعافية التي تحتاجها المستشفيات”، وفق حديث القراط لـ “الحل نت”.

وأضاف أن مديرية الرقابة الدوائية في وزارة الصحة تواصلت مع كل المعامل الخاصة لإعادة تفعيلها وضخ الأدوية اللازمة في الأسواق.

بالنسبة للكوادر البشرية، قال القراط، إن هناك نقص في بعض التخصصات النوعية، مثل التخدير وطب الأسرة والتشريح المرضي والجراحات النوعية مثل القلبية والعصبية، إذ يتم الاستعانة ببعض الخبرات الموجودة في الداخل لتعميم هذه التجربة ليصبح لدينا خريجين جدد وهذا يحتاج بعض الوقت.

“نستعين ببعض السوريين المتطوعين الموجودين في دول المهجر ممن لديهم رغبة في العودة والعمل في سوريا وبالقريب العاجل. أيضا هناك بعض الخبرات الجيدة في بعض التخصصات في شمال غرب سوريا وممكن الاستعانة بها في سد بعض الفجوات في الموارد البشرية”، وفق القراط.

خدمات مجانية

تعمل وزارة الصحة على أن تكون معظم الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين مجانية في هذا الوقت، وفق القراط، مرجعاً ذلك إلى أن الناس في حالة عوز شديد وفقر وليسوا قادرين على دفع أية تكاليف للخدمات الطبية الأساسية.

“لكن في خطة النظام الصحي من الممكن بعد 5 سنوات، سيكون هناك اعتماد على التأمين الصحي للبعض والبعض الآخر على الخدمات الخيرية التي تأخذ تعرفة بسيطة من المواطن لاستدامة الخدمات وسيبقى جزءا مجانيا”، وفق حديث القراط لـ “الحل نت“.

وأوضح أن معظم الخدمات في مستشفيات إدلب، التي كانت تابعة لـ “حكومة الإنقاذ”، مأجورة وقريبة من القطاع الخاص. بينما أشار إلى أن القطاع الخاص سيكون له دورا محوريا لكن هذا بعد نحو 5 سنوات.

أما بالنسبة لجرحى الحرب والمعتقلين، قال القراط إن هناك خطة حكومية للتعامل معهم، إذ تقوم وزارة الصحة بجمع بياناتهم “لتقديم شيء لهم في المستقبل القريب”، مؤكدا أن الوزارة تقدم الخدمات لهذه الفئة بشكل مجاني، حتى في مراكز العلاج الفيزيائي والأطراف.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات