يواجه القطاع الصحي في سوريا تحديات كبيرة للعودة إلى تقديم الخدمات بشكل جيد للمواطنين، إذ عمل النظام المخلوع على إهمال المؤسسات؛ المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظات التي كانت تحت سيطرته، مما أدى إلى تهالكها، فضلا عن نقص كبير في الأجهزة والمعدات نتيجة الفساد. 

وقال مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، زهير القراط، إنه لا يوجد نظام صحي في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام المخلوع. 

النظام الصحي متهالك

القراط اعتبر في حوار خاص مع “الحل نت” أن النظام الصحي في سوريا متهالك، حيث “لا يوجد أي شيء في المراكز الصحية والمستشفيات لتقديم الخدمات”، مشيراً إلى أن الوزارة قيّمت الوضع بعد إجراء زيارات ميدانية للمنشآت والمستشفيات.

مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، زهير القراط - الحل نت
مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، زهير القراط – الحل نت

وأضاف أن هناك تأثير كبير على المواطن نتيجة نقص الخدمات والاعتماد على القطاع الخاص بنسبة تجاوزت 60 بالمئة. 

“المستشفيات التي تتبع لوزارة الصحة تحتاج إلى الكثير من الأدوية والمستهلكات الطبية، ومعظم الأجهزة متهالكة وغير فعالة وعمرها يتجاوز 15 سنة”، أوضح القراط لـ “الحل نت”. 

وقال إن هناك سوء بتوزيع الخدمات والأداء ولا يوجد خدمات صحية حقيقية إطلاقا، لافتاً إلى أن وزارة الصحة هي وزارة مستهلكة وتحتاج إلى الكثير لبناء نظام صحي.

بحسب القراط، فإن الكوادر الطبية منهكة بشكل كبير، نتيجة تردي الرواتب والتي تصل إلى 20 دولارا، وهي لا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية. 

وأضاف أن هناك فجوات كبيرة قامت وزارة الصحة بتغطيتها لأنه لا يمكن تأجيلها وهناك مشاريع استراتيجية وحيوية وقد تحتاج إلى الكثير من الدعم. 

خطة طوارئ

بعد إجراء زيارات ميدانية وضعت وزارة الصحة خطة طارئة لـ 3 أشهر، لتطوير النظام الصحي وتقديم الخدمات الأساسية الإسعافية وخدمات الأم والطفل والإسعاف الحربي والجراحي وبعض الخدمات النوعية التي لا يمكن تأجيلها، مثل مرضى التلاسيميا وغسيل الكلى وبنوك الدم ومرضى السرطان، إذ إن هؤلاء المرضى لا يمكنهم الانتظار حتى تعافي النظام الصحي بشكل كامل.

وزارة الصحة في دمشق – الحل نت

وأضاف أنه تمت الاستعانة بالدعم الخارجي والمساعدات التي تصل من عدة دول من الخليج العربي وغيرها، مشيرا إلى أن معظم المشاريع قد يتم عرضها على المنظمات الدولية المانحة بهدف واحد وهو تأمين الخدمات الإسعافية بشكل طارئ وعاجل، ثم العمل على تأطير العمل الطبي ومنها نظام صحي متكامل. 

“القطاع الصحي في سوريا يحتاج إلى 560 مليون دولار بحسب دراسة من العام الماضي 2024، وتمت تغطية نحو 24 بالمئة من هذه التكلفة”، وفق حديث القراط لـ “الحل نت”.

لكن التكلفة هذا العام ستكون أكبر نتيجة الحاجة إلى إعادة بناء نظام صحي متكامل، بحسب القراط، بينما هناك زيادة بعدد السكان نتيجة عودة السوريين إلى بلدهم من بلدان اللجوء. 

وأضاف أن وزارة الصحة قامت بدراسة احتياج سريع لترميم المستشفيات، مشيرا إلى أن هناك ملفات توضح هذا الاحتياج على امتداد الجغرافيا السورية باستثناء مناطق شمال شرق البلاد، إذ “ليس لدينا دراسة كافية.” 

وأكد أن الوزارة تعمل على ترميم اللازم سواء عبر وزارة الصحة بشكل مباشر أو عبر التعاون مع بعض الشركاء الدوليين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات