بعد الإطاحة بالنظام السوري قبل أزيد من شهر، تحرر رجال الأعمال في سوريا من القيود الأمنية والحكومية، التي فرضتها أسماء الأسد، زوجة الرئيس المخلوع، إذ باتوا قادرين على الاستيراد والتصدير من دون دفع “أتاوات” لـ “سيدة القصر” آنذاك.
وقال رجال أعمال التقاهم “الحل نت” في دمشق اليوم الجمعة، إن الوضع تغير جذريا بعد إسقاط نظام الأسد وأجهزته الأمنية، حيث لم يعد هناك “المجلس الاقتصادي”، الذي كان سيفا مسلطا عليهم، بينما أصبحت أعمالهم تحت حماية السلطات، بدلا من التضييق عليهم.
ما قصة “المجلس الاقتصادي”؟
بعد فرض العقوبات على نظام بشار الأسد وعدد من الشخصيات المحسوبة عليه، لم يعد بمقدورهم استيراد وتصدير البضائع من وإلى سوريا، حيث عملت أسماء الأسد، زوجة الرئيس المخلوع، على تعويض تلك الخسائر من خلال ابتزاز رجال الأعمال عبر ما سُمي “المجلس الاقتصادي”.

رجل الأعمال، المهندس باسل المبيض، قال في لقاء مع “الحل نت“، إن أسماء الأسد أنشأت “مجلسا اقتصاديا” خاصا فيها، لمتابعة رجال الأعمال الذين يعملون في سوريا، ويتم استدعاؤهم إلى “فرع الخطيب”، حيث يجري تقديم كشف بالميزانية لكل رجل أعمال.
“من خلال الميزانية، فإن 30 بالمئة يجب أن تذهب للمجلس الاقتصادي التابع لأسماء الأسد، بحجة أن هذا سيذهب للدولة والمواطنين”، وفق المبيض.
وأضاف أن رجال الأعمال تعرضوا لابتزاز كبير جدا خلال السنوات الماضية، إذ حاولوا الخروج من سوريا لكن لم يستطيعوا ذلك بسبب منعهم من السفر، خاصة ممن ليسوا مدرجين على قوائم العقوبات، ليتسنى الاستفادة منهم، من خلا الاستيراد والتصدير، كونهم الوحيدين القادرين على ضخ المواد في الأسواق، مقابل إجبارهم على دفع “الأتاوات”.
تتجاوز 300 ألف دولار شهرياً
عملت زوجة الرئيس المخلوع على إيجاد طرق للالتفاف على العقوبات الدولية بما يخدم مصالح النظام بالمرتبة الأولى وقد أظهرت أسماء و”المجلس الاقتصادي” الذي تديره خبرة في اللعب على ديناميكيات الوضع الداخلي للاستفادة من العائد المرتبط بالبدائل التي تظهر نتيجة العقوبات الاقتصادية. إذ إن غالبية هذه البدائل هي عبارة عن مصادر كسب غير مشروع تعمل على نطاق واسع، وفق دراسة لـ “مركز كاندل للدراسات”.

وأوضح المبيض أن دفع “الأتاوات” كان يقوم على مبدأ أن هناك عقوبات على رجال الأعمال المحسوبين على عائلة الأسد وهذا أعطى الفرصة لغيرهم و”بالتالي علينا أن ندفع مقابل ذلك.”
“أقل رجل أعمال كان يدفع 300 ألف دولار شهريا للمجلس الاقتصادي أو ما كان يطلق عليه التجار الفرع الاقتصادي نسبة للفروع الأمنية أو اللوبي الاقتصادي”، وفق حديث المبيض لأ “الحل نت”.
هذا الوضع انتهى مع سقوط نظام الأسد وأركان حكمه في البلاد، حيث شهدت الأوضاع تغيرا ملموسا في الشهر الأول من انتهاء حقبة عائلة الأسد، التي استمرت لنحو 54 سنة، إذ عملت على إفساد مؤسسات الدولة ليتسنى لهم جمع ثروة غير مشروعة.
وأجمع رجال الأعمال، الذين التقاهم “الحل نت” في دمشق اليوم الجمعة، على أن الوضع حاليا تغير جذريا، حيث باشروا أعمالهم مباشرة بعد سقوط النظام السابق، واجتماعهم مع قائد الإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع، الذي وصفوه بـ “الإيجابي”.
وأضافوا أن خلال الشهر الأول من رحيل الأسد، لمسوا تغيرا كبيرا وواضحا، خاصة بتوفر المحروقات والمواد الأولية خلال الأيام الأولى. بينما أصبحوا قادرين على السفر خارج البلاد لمتابعة أعمالهم، بعد منعهم لسنوات.
رجال الأعمال أكدوا أنه لن يكون هناك شيء ملموس بالنسبة لمن يراقب الوضع من الخارج في الوقت القريب.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

مؤتمر باريس حول سوريا ينتهي دون موافقة أميركية.. ما توجه إدارة ترامب تجاه دمشق؟

هل أعاد الشرع تحالف دمشق مع روسيا لضبط الساحل السوري؟

الشرع يتلقى اتصالاً من بوتين.. والشيباني يزور العراق قريباً
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول سياسة

درعا تُعيد بناء نفسها.. حملة تبرعات للمستشفيات والبدء بإزالة آثار الحرب

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

طهران تتلقى “رسائل إيجابية” من الشرع.. تفاصيل

الشيباني من باريس يكشف مصير الأسد والعقود الروسية والبعثات القنصلية

السجناء السوريون بلبنان يضربون عن الطعام.. وهذا مطلبهم

وسط استياء شعبي.. روسيا تؤكد استمرار المفاوضات على وجودها العسكري في سوريا

مؤتمر باريس حول سوريا ينتهي دون موافقة أميركية.. ما توجه إدارة ترامب تجاه دمشق؟
