تسعى “الإدارة السورية الجديدة” إلى تحسين الخدمات المقدمة للسوريين، بعد عقود واجهوا فيها بيروقراطية كبيرة خلال إنهاء أي إجراءات بالمصالح الحكومية، خاصة إصدار أو تجديد جوازات السفر. 

لذا أعلنت إدارة الهجرة والجوازات في سوريا، اليوم الإثنين، عن بدء عودة تقديم خدماتها وعودة العمل بشكل رسمي بعد توقّفٍ دام أكثر من شهر. 

بدء العمل بعد توقف أكثر من شهر

بدأت الإدارة في إصدار جوازات السفر واستكمال طباعة الجوازات التي كانت قيد الطباعة، بعد أن توقف المركز الرئيسي في دمشق عقب تعرضه إلى حريق يوم سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، وهو ما أدى إلى تعطّل تقديم خدمة الجوازات للشعب السوري بأكمله. 

قام موظفو إدارة الهجرة والجوازات في منطقة البرامكة بدمشق بنقل قرابة 3 آلاف جواز من فرع إدارة الهجرة في منطقة الزبلطاني، والذي تضرر بشكل كبير من جراء الحريق، ويعملون حالياً على تسليمها لأصحابها. 

وأكدت الإدارة في بيان لها، أنها بصدد استكمال طباعة الجوازات التي كانت قيد الإنجاز، مع إعادة جدولتها ضمن مواعيد جديدة، وفق موقع وزارة الداخلية السورية، مُعلنة أنها أجرت مجموعة من التحديثات المتعلقة بالخدمات. 

تحديثات على الخدمة 

أوضحت إدارة الهجرة والجوازات، أن تلك التحديثات تتضمن أن تكون صلاحية جواز السفر لمدة ست سنوات لجميع الأعمار دون استثناء، والإبقاء على رسوم استخراج جواز السفر كما هي دون أي تغييرات، معلنة أن المنصة القديمة ستعود للعمل اعتباراً من الأسبوع المقبل. 

مطار دمشق الدولي – الحل نت

وأفادت بأن جوازات السفر القديمة ستبقى صالحة حتى انتهاء صلاحيتها ولن يتم استبدالها، لافتة إلى أن الشكل الجديد للجواز لن يختلف عن التصميم السابق، مؤكدةً فتح كافة الفروع في جميع المحافظات لتقديم الخدمات للمواطنين. 

كان المسؤول المكلف بتسيير أعمال إدارة الهجرة والجوازات في سوريا وليد عرابي، قال الأحد خلال تصريحات صحفية، إن الإدارة بدأت طباعة الجوازات المتراكمة التي كانت قيد التنفيذ عند سقوط نظام الأسد، كما تم إعادة تفعيل شبكة عمل الإدارة وأفرعها بعد توقفها بسبب حريق نشب في المقر الرئيسي بدمشق يوم سقوط النظام. 

طرح جواز سفر جديد 

أشار المسؤول إلى أنه خلال فترة وجيزة، ربما بضعة أشهر، سيتم طرح جواز سفر جديد يتناسب مع المتطلبات الحديثة، إضافة إلى تغيير رسوم إصدار جواز السفر السوري بحيث تكون مقبولة لدى الجميع، وإلغاء كافة المبالغ التي يدفعها المواطنين إلى الوسطاء، دون تغيير آلية الإصدار. 

وعد عرابي بتخفيف رسوم استخراج جواز السفر، لكنه أضاف أن هذا يحتاج إلى بعض الوقت، موضحًا أنه في الوقت الحالي الرسوم والإجراءات مرتبطة كلّها بنظام واحد، ولا إلغاء رسوم أو خفضها، أو التعديل على جميع الإجراءات الموجودة على جواز السفر، لأنها كلها مرتبطة بنظام عمل واحد. 

حددت حكومة النظام السابق تكاليف مختلفة لإصدار جوازات السفر، إذ كانت بالنسبة للجوازات العادية المستخرجة من داخل سوريا التي تُستلم خلال 45 يوماً نحو 320 ألف ليرة، بينما تبلغ نحو مليوني ليرة للجواز الذي يتم استخراجه بصورة فورية، ويصدر خلال 48 ساعة. 

أما الجوازات التي تستخرج في الخارج فكانت تكلفة إصدارها تبلع 300 دولار أميركي للجواز العادي ويصدر خلال 40 يوماً، و800 دولار للفوري الذي يصدر خلال يوم واحد. 

لا تغييرات في آلية الإصدار 

وفيما يتعلق بآلية طلب جواز السفر، أوضح أنها ستكون كما هي بدءً من تسجيل المواطن على المنصة الإلكترونية وحتى إصدار جواز السفر، مشيرًا إلى أن أي تغيير في هذه الآلية سيؤدي إلى تأخير الخدمة لعدة أشهر والإدارة تتجنب ذلك تماما لضمان تقديم الخدمة دون تأخير إضافي. 

وأشار عرابي إلى أن السوريين كانوا يدفعون تكاليف باهظة للحصول على جواز سفر، بعضها تتحملها الدولة وأخرى يتم تحصيلها من قبل السماسرة، مؤكدًا أن الإدارة تسعى للتخلص من كافة المبالغ الإضافية التي يدفعها المواطنون للسماسرة وغيرهم. 

وأوضح أنه لم يتم بشكل كامل إصدار جوازات السفر وهذا الأمر لن يستغرق سوى أيام قليلة حتى تعود الخدمة إلى طبيعتها بنسبة 100% وبعد أيام قليلة سيتم تفعيل المنصة الإلكترونية. 

وفيما يتعلق بطلبات إصدار جواز السفر خارج سوريا، قال: “لن يكون هناك أي قيود على تقديم طلبات إصدار جواز السفر في أي مكان، وسنقدم هذه الخدمة لجميع السوريين دون استثناء”، لافتًا إلى أن الوضع في الخارج يحتاج فقط إلى التنسيق. 

وثيقة ذات وزن 

في سياق متصل أعرب قائد “الإدارة السورية الجديدة“، أحمد الشرع، عن تطلعاته المستقبلية، قائلًا “الجواز السوري خلال بضع سنوات سيصبح وثيقة ذات وزن على الطاولة الدولية”. 

وتوقع في مقابلة أجراها مع اليوتيوبر جو حطاب داخل القصر الرئاسي بدمشق، أمس الأحد، أن يعود معظم السوريين المقيمين في الخارج إلى بلادهم خلال العامين المقبلين. 

وقال الشرع “أنا على يقين أنه خلال عامين، السوريون الموجودون بالخارج، البالغ عددهم 15 مليونًا، لن يبقى منهم سوى مليون، والناس ستعود”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة