في خضم التغيرات غير المسبوقة التي تشهدها الساحة السورية، أعلنت “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا عن إفساح المجال للسوريين المقيمين في مخيم “الهول” شمال شرقي البلاد بالعودة الطوعية إلى أماكن إقامتهم الأصلية، مؤكدة التزامها بتقديم التسهيلات اللازمة لهذه العملية.

كما ودعت، في بيان رسمي، اليوم الخميس، المجتمع الدولي لتأمين عودة آمنة لسكان مناطق عفرين وسري كانييه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض الخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالية لتركيا.

قرار بشأن مخيم “الهول”

نحو ذلك، قالت هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، في بيان رسمي مصور، اطلعت عليه “الحل نت”، إنه مع سقوط نظام بشار الأسد دخلت سوريا مرحلة جديدة، وبدأت بعض الملفات الإنسانية تفرض نفسها، بما في ذلك تلك التي تشكل عبئا ثقيلا على “الإدارة” وهو ملف النازحين واللاجئين.

وأشار البيان إلى أن هذا القرار كان قد اتخذ سابقا في عام 2020، إلا أن العوائل المقيمة في مخيم “الهول” كانت تخشى العودة بسبب وجود نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأردف البيان: “مع سقوطه لم يعد هناك داع للخوف، وسنقوم بتقديم جميع التسهيلات وتأمين رحلات للعوائل الراغبة بالعودة الطوعية إلى مدنهم وقراهم في عموم سوريا”.

كما دعت “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا “المنظمات الدولية المعنية بالشأن الإنساني إلى تقديم العون والمساعدة للمواطنين السوريين الذين نزحوا إلى مناطق شمال وشرق سوريا بسبب الحرب الدائرة في البلاد، ويقيمون حاليا في مخيمات، العريشة، والمحمودلي وطويحينية، وأبو خشب”.

وشددت البيان على “ضرورة أن تتخذ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي موقفا حازما تجاه قضية المهجرين قسرا من مناطق عفرين وكري سبي/تل أبيض وسري كانييه/رأس العين شمالي سوريا، لتمكينهم من العودة الآمنة إلى مناطقهم الخاضعة لسيطرة الفصائل السورية المدعومة من أنقرة مع ضمانات أممية تحميهم وتؤمن عودتهم”.

معضلة مخيم “الهول”

يعتبر مخيم “الهول” أكبر مخيم للنازحين داخليا في سوريا. ويعيش في المخيم حوالي 22 ألف شخص، حوالي 6000 منهم من عائلات مسلحي “داعش” الأجانب. لذا فإن قضية مخيم “الهول” بريف الحسكة شمال شرقي سوريا تمثل معضلة غير عادية، تكاد تكون أزمة تتفاقم بسبب الكثير من الصعوبات، وبالتالي يجب حل قضية مخيم “الهول” بشكل كامل وليس الاكتفاء بالسماح بمغادرة من لم تتلطخ أيديهم بالدماء.

ومن بين تلك الصعوبات التي تقع تحت أعباء “الإدارة الذاتية” التي يقع المخيم تحت سيطرتها، عملية استعادة عوائل وأفراد “داعش” الموجودين في المخيم، وهم من جنسيات عربية وأوروبية من نحو 45 دولة.

مخيم “الهول” في شمال وشرق سوريا- “أ ف ب”

هذا وتكررت نداءات “الإدارة الذاتية” بضرورة إيجاد حل لهذه القضية التي تشكّل تهديدا مباشرا لشمال وشرق سوريا. بينما تبدو مثل ألغام تهدد استقرار المنطقة. فالمخيم يقع بين المدنيين، وفي مساحات شاسعة صحراوية وعلى امتداد حدودي مع العراق، الأمر الذي يجعل عملية السيطرة الأمنية تواجه صعوبات ليست هيّنة، لا سيما مع فلول “داعش” وكمونهم لتنفيذ هجمات مباغتة على طريقة “ذئاب منفردة” بين الحين والآخر.

في العموم، يحتاج ملف مخيم “الهول” إلى أن يكون حاضرا على طاولة النقاش السياسي والمجتمعي، محليا وإقليميا ودوليا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة