شهدت الليرة السورية تحسن مفاجىء في قيمتها، حيث وصلت إلى مستويات قياسية أمام الدولار الأميركي والعملات الأجنبية على مدار الأسبوع الفائت، بعد أن وصلت إلى 22,000 ليرة مقابل الدولار في يوم سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. 

وأثار صعود الليرة المفاجئ وتحسّنها التساؤلات حول التداعيات وراء ذلك، فعلى الرغم من مرور أسبوع، لم يجيب “مصرف سوريا المركزي” عن هذا التساؤل بشكل رسمي، على الرغم من حالة الفوضى والارتباك التي يشهدها سوق صرف العملات. 

لماذا تحسنت الليرة بشكل مفاجئ؟ 

في هذا السياق ربط مصدر في “مصرف سوريا المركزي”، السبب وراء تحسن قيمة الليرة بحالة الارتياح العام بالأحداث السياسية والزيارات لوزراء بعض الدول، إضافة إلى اللقاءات الخارجية والآمال المعقودة عليها من مساعدات مالية واستثمارات واتفاقات. 

على مدار الأسبوع الفائت تم تنصيب الرئيس أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا للبلاد، إضافة إلى التطورات بالعلاقات الدولية ومواقف الدول تجاه دمشق، والاعتراف بالرئيس الحالي إضافة إلى تعليق بعض العقوبات المفروضة على مختلف القطاعات الاقتصادية والإنتاجية السورية. 

واستقبل الرئيس الشرع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ثم توجه إلى المملكة العربية السعودية، وبعدها إلى تركيا، في أول زيارات رسمية للرئيس الجديد بعد سقوط النظام البائد، والتي عكست انفتاح سوريا على محيطها العربي من جديد. 

وأوضح المصدر الذي لم يذكر اسمه في تصريحات نقلها عنه موقع “صوت العاصمة” أن هناك نقصاً في السيولة بالعملة السورية مع وجود عرض جيد للدولار، مشيرًا إلى أن زيادة المعروض من الدولار ناتجة عن المبالغ التي جلبها العائدون من الشمال السوري، والحوالات التي جرى تسليمها بالدولار. 

وتابع بأن هناك عامل مهم جداً وهو أنّ الاستيراد ما زال في حدوده الدنيا بالرغم من تدفق البضائع بكيمات كبيرة من المعابر البرية، مشيرًا أيضًا إلى القرارات التي أصدرها المصرف أبرزها؛ تسليم الحوالات الخارجية بالقطع الأجنبي والسماح للمصارف بتمويل المستوردات، كان لها تأثير أيضًا على سعر الليرة. 

قرارات جديدة 

وفقًا للمصدر فإن اليومين القادمين سيشهدان صدور قرارات من قبل “المصرف المركزي” تهدف إلى تضييق الفجوة بين السعر الرسمي والسوق الموازي، وذلك من خلال تخفيض السعر بالنشرة الرسمية وضخ المزيد من السيولة بالليرة السورية ليصل بالنهاية إلى سعر توازني يُمكن أنّ تستقر عليه الليرة لفترة معيّنة. 

يشهد سعر الدولار بالسوق الرسمي استقرارًا، بعد أن حدد “مصرف سوريا المركزي” سعر الدولار عند 13,000 ألف ليرة سورية للشراء، و13,130 للمبيع، والوسطي بـ 13,065. 

وحول تذبذب الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية في الوقت الراهن، بيّن المصدر أنّ هناك عدّة أسباب أبرزها، تسليم كتلة رواتب موظفي إدلب في مدينة دمشق قبل موظفي دمشق، مما زاد الطلب على العملة السورية بشكلٍ كبير، مشيراً إلى أنّ أموال المغتربين الذين جاؤوا إلى سوريا سببت تخمة دولارية مقابل نقص في العملة السورية. 

ونوّه المصدر إلى أنّ غالبية الأموال السورية محبوسة في المصارف بتعليمات من المُشرفين على “المصرف المركزي”، خشية من سحبها إلى السوق السوداء، الأمر الذي سيؤثر بشكلٍ سلبي على الليرة وسيزيد الطلب على الدولار الأمريكي. 

وبحسب المصدر، فإنّ “المركزي السوري” يعتزم خلال الأيام القادمة إيجاد حلول تقضي بتخفيف تدريجي على قيود السحب، بحيث تُساعد في دفع عجلة الاقتصاد بأقل التأثيرات السلبية على سعر الصرف. 

سبب نقص السيولة 

فيما يتعلّق بسبب نقص السيول النقدية السورية، بيّن المصدر أنّ الإجراءات التقييدية للسحب والتحويلات من الحسابات بالمصارف في عموم البلاد والتي اتخذّها النظام المخلوع، زادت في الوقت الحالي بسبب عمليات التدقيق في بعض الحسابات لبعض الجهات المرتبطة بالنظام المخلوع، إضافة إلى المبالغ الكبيرة المحتجزة في المنصة. 

وأفاد بأن هناك جزء من الموظفين لم يتسلّموا رواتبهم وهي مبالغ كبيرة كانت تتجمع أغلبها عند التجار والمستوردين. 

منذ الخميس الماضي، شهد السوق الموازي للعملات زلزالًا بعد الهبوط القياسي لسعر صرف الدولار أمام الليرة، حيث بدأت رحلة الهبوط بوصول الدولار إلى نحو 9,900 ليرة، حتى وصل الثلاثاء سعره إلى 7600 ليرة.  

وعاود سعر الليرة السورية للتراجع أمام الدولار، اليوم الخميس، حيث وصل الدولار الواحد مقابل 9,400 ليرة للمبيع، بينما الشراء 9,200 ليرة، وفق بيانات موقع “الليرة اليوم” الاقتصادي. 

• “قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري
• تفاعل واسع مع محمد رمضان وبائع مناديل سوري
• وزيرة خارجية ألمانيا تطّلع على الدمار في حي جوبر بدمشق
• استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟
• وسط الغلاء وتآكل القدرة الشرائية.. كيف يشتري السوريون “كسوة العيد”؟