انخفاض حاد شهدته أسعار الفروج في سوريا خلال الأسبوع الماضي، بعد موجات من الارتفاع بدأت منذ نحو شهرين، وسط حالة من الجدل حول مدى انعكاس هذا الانخفاض على أسعار الوجبات السريعة، التي يُعتبر فيها لحم الدجاج مكونا رئيسيا.

الأسواق السورية شهدت اليوم انخفاضا حادا في أسعار الفروج وأجزائه، حيث سجلت الأسواق وفق النشرة التموينية سعر 13000 ليرة سورية للكيلو الواحد من الفروج الحي، وذلك بعد أن كان سعره يتجاوز 22500 ليرة، منذ نحو أسبوعين.

في وقت يتعرض فيه أصحاب مطاعم الوجبات السريعة في سوريا، إلى اتهامات تتعلق بعدم تخفيض أسعار وجبات الدجاج والشاورما بعد الانخفاض، أوضح تقرير نشرته صحيفة “الوطن” المحلية السبت، أن  سعر الفروج المشوي والبروستد وكيلو الشاورما انخفض بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمئة.

الفروج المشوي والبروستد

الفروج المشوي والبروستد كان يُباع في سوريا قبل 25 يوما بسعر 80 ألف ليرة سورية، وذلك عندما كان سعر الفروج بذروته، أم اليوم فيُباع بسعر يتراوح بين 60 و65 ألف ليرة، في حين أن كيلو الشاورما وصل لحدود 100 ألف ليرة منذ شهر أما اليوم فيُباع بحدود 70 ألف ليرة.

هذا الانخفاض لا يعبر ربما عن مدى أو نسبة انخفاض أسعار الفروج، التي وصلت إلى حدود الخمسين بالمئة، وهنا أوضح عضو “لجنة مربّي الدواجن” بدمشق حكمت حداد،  أنه من الطبيعي ألا تنخفض أسعار الفروج البروستد والمشوي والشاورما، بنسبة انخفاض الفروج الحي وأجزائه نفسها، لأن أصحاب محال بيع الفروج يتحملون تكاليف إضافية من ضرائب وغاز وأجور عمال وغيرها من التكاليف الأخرى.

حداد أشار في تصريحات نقلتها الصحيفة المحلية، أن أسعار الوجبات السريعة تختلف بحسب تصنيف المطعم ودرجة الفعالية الاقتصادية، مستبعدا في الوقت نفسه أن تنخفض أسعار الفروج الحي وأجزائه أكثر من السعر الحالي، حيث إن استمرار انخفاض الأسعار سيعود بالضرر الكبير على مربي الدواجن والمنتجين.

هل يستقر السعر؟

قضية ارتفاع الأسعار تشغل الشارع السوري أكثر من شهرين، وقد أكد أمين سر “غرفة الزراعة” في دمشق محمد جنن، أن نسبة كبيرة من مربّي الدواجن، بدأوا الخروج من خطوط الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف، كما أشار في تصريحات صحفية قبل أيام، إلى أن الحال الذي وصل إليه قطاع الدواجن بحاجة إلى دعم خاص وجدّي من رئاسة مجلس الوزراء “لأن الوضع أصبح خطير جدا”.

انخفاض أسعار الفروج وتراجع معدل الطلب عليه، تزامن مع بدء لحوم الأسماك بغزو الأسواق السورية وبأسعار مناسبة، إذ حاولت العائلات السورية البحث عن بدائل لتحضير الوجبات المنزلية اليومية خاصة، بعدما وصل متوسط سعر لحم الفروج لـ 55 ألف ليرة.

مع بدء موسم صيد السمك، فإن بديلا للحوم قد اقتحم الأسواق السورية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أفاد تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، بأن سوق مدينة بانياس للسمك على الساحل السوري، “غصّ بأنواع مختلفة من الأسماك وبكميات جيدة”.

الصيادون على الساحل استطاعوا خلال الأيام القليلة الماضية جلب كميات وافرة من الأسماك، ومع كثرة العرض في الأسواق، شهدت أسعار لحوم السمك انخفاضا ملحوظا عن الفترة السابقة، بلغت نسبته 50 بالمئة لمعظم أنواع السمك المختلفة.

قد يهمك: العقارات بسوريا أرخص من سعر التكلفة.. ما القصة؟

بحسب تقرير الموقع المحلي، فقد بلغ سعر سمك البلميدا المبرومة 15 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، والبلميدا العريضة بين 20-22 ألف ليرة، بعد أن كان يُباع الكيلو منها خلال الأيام الماضية بين 40-42 ألف، كما وصل سعر كيلو سمك الغبص إلى 25 ألف ليرة، والجراوي بين 30-33 ألف وكيلو السكمبري 25 ألف في حين كان يُباع سابقا بين 30-35 ألف ليرة.

بما أن انخفاض أسعار الفروج ليس ناتجا عن انخفاض في أسعار التكلفة، أو توجه الحكومة لدعم مربّي الدواجن، فإن هذا الانخفاض سيتسبب بخسائر كبيرة لمربي الدواجن، ما يعني أن الأسواق ستشهد خلال الفترة القادمة خروج مزيد من المنتجين من الأسواق.

القرارات الحكومية ساهمت بدورها في زيادة معاناة التجار والمستهلكين، إذ من المتوقع أن تشهد الأسواق السورية قفزة في الأسعار خلال الفترة القادمة، خصوصا بعد قرار الحكومة برفع أسعار المحروقات قبل أيام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات