ما يزال الوجود الروسي في سوريا والاحتفاظ بقواعدها هناك، غير واضح المعالم، لكن موسكو تبذل قصارى جهدها للحفاظ على إحدى قاعدتيها في الأراضي السورية، رغم مطالب غربية واضحة يخالف ذلك.
يأتي ذلك بينما لم تجزم الإدارة السورية الجديدة موقفها من هذا الوجود، الذي ساهم بإطالة أمد الإطاحة بالنظام المخلوع، وتسبب بسقوط آلاف الضحايا السوريين، إضافة إلى تدمير البلاد بفعل آلة الحرب الروسية.
استمرار المفاوضات
المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت اليوم الجمعة، إن العمل جارٍ مع دمشق بشأن الوجود العسكري الروسي في سوريا.

وأضافت زاخاروفا خلال إحاطتها الصحفية، أن الاتصالات الروسية- السورية تهدف إلى ما وصفتها بـ “تجسيد الفرص الموجودة في مجال التعاون الثنائي بالمرحلة الحالية”.
تجري مناقشة القضية المتعلقة بالوجود العسكري الروسي في سوريا بهذه المرحلة، وفق المتحدثة باسم الخارجية الروسية.
زاخاروفا امتنعت عن الإدلاء بمعلومات إضافية حول المفاوضات بين دمشق وموسكو، إذ اعتبرت أنه من الضروري في الوقت الحالي الامتناع عن الإدلاء بتعليقات تفصيلية علنية، لأن هذا العمل جاري حاليًا.
وتعد روسيا من أبرز داعمي نظام الأسد، حيث تدخلت عسكريا لدعم حليفها في أيلول/سبتمبر 2015، وأبرمت اتفاقيات وُصفت بأنها مجحفة، أهمها قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين، إضافة إلى تشغيل مينا ء اللاذقية، التي ألغتها حكومة “تصريف الأعمال” مؤخرا.
موقف دمشق
رغم الاستياء الشعبي من الوجود الروسي في سوريا، إلا أن وزارة الدفاع السورية تميل إلى إبقاء روسيا في البلاد، وهذا كان واضحا في تصريحات وزير الدفاع في حكومة “تصريف الأعمال”، مرهف أبو قصرة.

إذ صرح أبو قصرة لصحيفة “واشنطن بوست” بأن بلاده منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في قاعدتي طرطوس وحميميم، ما دام ذلك يخدم المصالح السورية. وأكد السفير الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده مستعدة لمساعدة سوريا في مرحلة إعادة الإعمار.
بينما أقر وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، ردًا على سؤال طرحه الصحفي الكويتي عمار تقي في “قمة الحكومات العالمية” بمدينة دبي حول “العلاقات الروسية الإيرانية مع الإدارة الجديدة”، بوجود بعض الإشارات “الإيجابية” من موسكو وطهران دون تقديم تفاصيل إضافية.
لكن الشيباني أشار إلى أن علاقات سوريا مع إيران وروسيا تظل جرحًا مفتوحًا لشعبها، بعد أن دعمت هاتان الدولتان رئيس النظام السابق بشار الأسد خلال الحرب الطويلة، مضيفًا أن “الحكومة الجديدة تسعى لكسب أصدقاء جدد على الساحة الدولية، وهذه فترة جديدة من السلام وبناء السلام”.
ووصلت دفعة من الأوراق النقدية السورية إلى مطار دمشق الدولي على متن طائرة روسية، بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري أحمد الشرع، أكد خلاله بوتين استعداد بلاده لمساعدة سوريا في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية. وأعرب بوتين عن تمنياته للشرع بالنجاح في مواجهة التحديات التي تواجه “القيادة السورية الجديدة”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

“قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري

استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟

التوافق الكردي-الكردي واتفاق إدماج قسد خطى نحو تسوية سورية؟

وزيرة الخارجية الألمانية في دمشق: بداية سياسية جديدة؟
الأكثر قراءة

وصفت بـالتاريخية لحظة تصديق الشرع على الإعلان الدستوري

هل تستفيد المصارف السورية من تعليق العقوبات عن “البنك المركزي”؟

هجوم لفلول النظام على حاجز للأمن العام بدمشق

نزوح الآلاف من الساحل السوري باتجاه لبنان.. تفاصيل

ميليشيات عراقية تعتدي على سوريين وتعتقلهم

ميليشيا عراقية تعتدي على السوريين.. دمشق تندّد والسوداني يأمر باعتقال المتورّطين
المزيد من مقالات حول سياسة

“قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري

استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟

وزيرة الخارجية الألمانية في دمشق: بداية سياسية جديدة؟

بعد موجة انتقادات.. وزارة الشؤون الاجتماعية توضح التعميم 28

انتشار سيارات “الدعوة” في شوارع دمشق يثير الجدل والتوترات

“لبحث تنفيذ الاتفاق”.. قائد “قسد” يجتمع مع لجنة من الإدارة السورية

“خطوة للتقارب مع دمشق”.. ناقلة نفط روسية متجهة إلى سوريا
