على هامش مشاركة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة “تصريف الأعمال”، أسعد الشيباني، في مؤتمر باريس حول سوريا، التقى بعدد من أبناء الجالية السورية، حيث جرى مناقشة عدد من الملفات الداخلية والخارجية. 

وتحدث الشيباني عن مصير الرئيس المخلوع، بشار الأسد، الذي هرب إلى موسكو في الساعات الأولى لسقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والاتفاقيات المبرمة مع روسيا، إضافة إلى مصير البعثات الدبلوماسية الخارجية، وملفات داخلية أخرى. 

مفاوضات مع روسيا

 الشيباني أشار إلى إطلاق مفاوضات أولية مع موسكو بشأن مصير بشار الأسد، لكنه لم يتحدث عن تفاصيل المباحثات أو نتائجها الأولية، بحسب ما تحدث أحد الحاضرين لـ “الحل نت“.

وأضاف أن الوزير قال إن العقود الموقعة مع روسيا لن تُجدد، مشددا على أن سوريا لن تكون تابعة لأي محور إقليمي.

يأتي ذلك في حين تسعى موسكو إلى الحفاظ على وجودها العسكري في الساحل السوري، بموجب اتفاقيات وقعتها مع النظام المخلوع، بينما تؤكد روسيا أن المفاوضات مستمرة مع دمشق.

إذ قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال إحاطتها الصحفية أمس الجمعة، إن العمل جارٍ مع دمشق بشأن الوجود العسكري الروسي في سوريا. وأوضحت أن الاتصالات الروسية- السورية تهدف إلى ما وصفتها بـ “تجسيد الفرص الموجودة في مجال التعاون الثنائي بالمرحلة الحالية”.

بحسب زاخاروفا، تجري مناقشة القضية المتعلقة بالوجود العسكري الروسي في سوريا بهذه المرحلة، بينما امتنعت عن الإدلاء بالمزيد من التفاصيل حول المفاوضات، ولم تشر فيما إذا كانت المباحثات تتعلق أيضا بمصير الأسد.

وكان وزير الدفاع في حكومة “تصريف الأعمال”، مرهف أبو قصرة، قال في وقت سابق لصحيفة “واشنطن بوست”، إن بلاده منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في قاعدتي طرطوس وحميميم، ما دام ذلك يخدم المصالح السورية.

البعثات الدبلوماسية والحكومة الجديدة

الشيباني وزير الخارجية السوري تطرق، خلال الاجتماع مع الجالية في باريس، إلى مصير البعثات الدبلوماسية الخارجية، وتشكيل الحكومة الجديدة التي من المنتظر تشكيلها مطلع آذار/مارس المقبل.

وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، خلال اجتماعه مع الجالية السورية في باريس – انترنت

إذ صرح الشيباني بتشكيل حكومة جديدة في الأول من آذار/مارس المقبل، مؤكدا أنها ستكون “مفاجأة” للسوريين. 

تغيير وزاري واسع يشمل 80 بالمئة من الحكومة الحالية، إضافة إلى إقالة مسؤولين محسوبين على النظام السابق في السفارات والقنصليات، وبشار الجعفري قد يكون من بين المسؤولين الذين سيتم إعفاؤهم قريبا، وفق الشيباني. 

وأشار إلى أن الحكومة تعمل على إعادة تشغيل التلفزيون السوري الرسمي، وتعيين ناطق رسمي باسم الرئاسة، لضمان تواصل أكثر شفافية مع المواطنين والإعلام خلال الأيام القليلة القادمة. 

ملف العدالة الانتقالية لن يكون مغيبا وفقا ما قاله الشيباني، لكن أشار إلى أن تنفيذها يحتاج إلى وقت لضمان تحقيقها بشكل سليم، بينما لفت إلى أن صياغة الدستور لن يستغرق وقتاً طويلاً. 

الوزير تحدث عن اتفاقيات جديدة مع الأردن وتركيا في مجال الطاقة، موضحاً أن وضع الكهرباء في سوريا سيتحسن خلال عام لتصل مدة الوصل إلى 8 ساعات يومياً.

وحول اندماج الفصائل العسكرية في وزارة الدفاع، لم يكن حديث الشيباني في هذا الملف واضحا، ما يشير إلى وجود تحديات، بينما تستمر المفاوضات مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مع ضغوط أوروبية، وفق أحد الحاضرين، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته. 

وأضاف أن الشيباني كان حريصا على إيصال صورة منفتحة، إذ أكد أن الحكومة الجديدة ستكون أكثر انفتاحا، وأن الديمقراطية ستبقى الأساس في سوريا، ومصطلح “الشورى” لن يكون بديلا عنها. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات