ترك بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع الذي فر خارج البلاد، وراءه إرثا هائلا من الدمار والمأساة، ففي تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، تقول فيه إن الذخائر المتفجرة لا تزال تحصد أرواح المدنيين في سوريا بشكل يومي.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير نشره أمس الاثنين، أنه تم تسجيل أكثر من 430 حالة وفاة وإصابة، ثلثهم تقريبا من الأطفال، جراء الذخائر المتفجرة.

سوريا تعاني من مخلفات الحرب

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المزارعين والرعاة يشكلون نسبة كبيرة من هذه الخسائر، مشيرا إلى أنه منذ كانون الثاني/يناير، قُتل أكثر من 60 شخصا وأصيب أكثر من 90 آخرين، كثير منهم أثناء رعيهم لأراضيهم أو لرعي مواشيهم، وفق “الأمم المتحدة”.

سوريا تعاني من مخلفات الحرب- “إنترنت”

وأردف المكتب الأممي أن العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة أكملوا مهمة إلى داريا في ريف دمشق لزيارة مزرعة تم تطهيرها من الذخائر المتفجرة بدعم وتمويل من صندوق سوريا الإنساني.

ولفت مكتب “أوتشا” إلى أنه مع تقلص الأعمال العدائية في أجزاء من سوريا، يعمل الشركاء في المجال الإنساني على توسيع نطاق عمل مكافحة الألغام في المناطق التي يمكن الوصول إليها حديثا (أي بعد سقوط الأسد)، بما في ذلك الخطوط المواجهة السابقة حيث يكون التلوث بهذه الذخائر مرتفعا.

ونوّه المكتب الأممي إلى أنه منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، تم تحديد 138 حقل ألغام ومناطق أخرى ملوثة بالذخائر المتفجرة في إدلب وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية. فيما تم التخلص من أكثر من 1400 ذخيرة غير منفجرة في أنحاء البلاد.

وشدد “أوتشا” أنه في الوقت نفسه، لا تزال المساعدات تتدفق عبر المعابر الحدودية لسوريا. خلال عطلة نهاية الأسبوع، عبرت 40 شاحنة تحمل ما يقرب من 1000 طن متري من المساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي، تكفي لأكثر من 270 ألف شخص، من تركيا إلى إدلب في شمال غرب سوريا، عبر معبر باب الهوى الحدودي.

وطبقا لـ”أوتشا”، فإن شركاء الأمم المتحدة وسعوا من استيراد الغذاء والمساعدات الأخرى من الأردن إلى سوريا منذ بداية عام 2025.

بيدرسون يعود لدمشق

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسون سيعود إلى دمشق هذا الأسبوع.

غير بيدرسون-“إنترنت”

وأشار إلى أن زيارة بيدرسون للعاصمة السورية تهدف لمواصلة اتصالاته مع مسؤولي حكومة تصريف الأعمال في دمشق وآخرين بمن فيهم سوريون يمثلون مختلف شرائح المجتمع. 

وخلال المؤتمر الصحفي اليومي في مقر “الأمم المتحدة” في نيويورك قال ستيفان دوجاريك إن عودة بيدرسون إلى دمشق تأتي بعد مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن قبل أيام حيث أجرى مناقشات مع ممثلين رفيعي المستوى من سوريا وفرنسا وألمانيا والعراق ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرهم.

وبيّن دوجاريك أن المبعوث الأممي أكد خلال مشاركته في المؤتمر على أهمية العملية السياسية الشاملة بقيادة سورية بدعم من المجتمع الدولي.

كذلك، شارك بيدرسون كذلك في حدث على هامش المؤتمر حول المرأة والسلام والأمن، حيث شدد على دعوة الأمم المتحدة لجميع الأطراف في سوريا إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية واحترام حقوق وكرامة المرأة وضمان مشاركتها الكاملة في تشكيل مستقبل البلاد، وهو ما يشمل ضمان الوصول إلى التعليم وحرية التنقل والتمثيل السياسي والحماية من العنف والاستغلال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة