يبدو أن العلاقة بين “قسد” ودمشق بدأت تتضح معالمها، وبات في الأفق انفراجة لافتة تبيّن شكل المرحلة المقبلة، وذلك عقب اجتماع بين “قسد” و”مسد”، لكن السؤال هو ما الذي طلبه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي؟

في التفاصيل، كشف عبسي الطه الملقب بـ “أبو عمر الإدلبي”، قائد لواء الشمال في “قوات سوريا الديمقراطية”، عن مخرجات اجتماع “قسد” و”مسد”، حيث تمثلت بـ 8 نقاط، أولها، “دمج المؤسسات العسكرية والأمنية”، حيث تم الاتفاق على دمج “قسد” والمؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن هيكلية الجيش السوري، بهدف توحيد الجهود وتعزيز القوة الوطنية.

ثانيا، وفق تدوينة نشرها الأدلبي عبر حسابه بمنصة “فيسبوك”، هي “إعادة تفعيل المؤسسات المدنية”، إذ اتفق المشاركون على إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة في شمال وشرق سوريا، لضمان تقديم الخدمات الأساسية وتحسين مستوى المعيشة للسكان.

من اجتماع “قسد” و”مسد” – الصورة من تدوينة أبو عمر الأدلبي

ثالثا، “انسحاب المقاتلين الأجانب”، حيث تم التأكيد على ضرورة انسحاب جميع المقاتلين غير السوريين من صفوف “قسد” ومنطقة شمال وشرق سوريا، كخطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار.

رابعا بحسب تدوينة الأدلبي، “تعزيز التنسيق مع الحكومة السورية”، إذ تم الاتفاق على تكثيف الاجتماعات والتنسيق مع الحكومة السورية في دمشق لتعزيز التعاون حول القضايا الوطنية.

خامسا، “التأكيد على وحدة سوريا”، فقد تم التأكيد على أهمية وحدة الأراضي السورية، وأن انضمام القوات المحلية إلى الجيش السوري سيعزز قدرته على حماية الوطن.

سادسا، كما جاء في منشور الأدلبي، “عودة النازحين”، إذ تم الاتفاق على تسهيل عودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم، مع ضمان توفير الظروف الملائمة لحياتهم.

سابعا، “تهنئة ودعوة الرئيس أحمد الشرع”، إذ تم تقديم التهنئة للرئيس السوري أحمد الشرع بمناسبة توليه منصب الرئاسة، مع توجيه دعوة رسمية له لزيارة شمال وشرق سوريا لتعزيز العلاقات.

ثامنا، وفق تدوينة الأدلبي، “آليات تنفيذ البنود المتفق عليها”، حيث تم تشكيل لجان مشتركة من كافة الأطراف لوضع خطط وآليات تنفيذية لضمان تطبيق البنود بشكل فعال.

ما الذي طلبه الشرع من قائد “قسد”؟

في سياق آخر ذي صلة، كشف القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، عن طلبَين وصَلاه من إدارة الشرع، وهما جزء من 3 مسائل خلافية بين دمشق و”قسد”، مؤكدا في الوقت ذاته، “استمرار الجهود المشتركة لإيجاد حلول تحقق المصلحة الوطنية”.

فيما لفت عبدي، إلى دعم قواته لأي خطوات “تعزز الاستقرار والوحدة الوطنية”، فإنه أكد في حديث لوكالة “نورث برس”، وجود “نقاط اتفاق” مع إدارة المرحلة الانتقالية السورية، قائلا كذلك، إنه “لا تزال بعض القضايا قيد النقاش”.

نقاط الخلاف تتركز بحسب قائد “قسد”، في 3 مسائل، بينها طلبان من إدارة الشرع، أولهما يتعلق بإخراج “المقاتلين غير السوريين” من صفوف “قسد”، والطلب الثاني، هو تسليم ملف سجناء تنظيم “داعش” لإدارة المرحلة الانتقالية السورية.

الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع – (Getty Images)

أما المسألة الثالثة، فقال مظلوم عبدي، إنها تتعلق بعودة مؤسسات الدولة المركزية إلى العمل في شمال وشرق البلاد، مُعلنا انفتاح قواته على التعاون في هذا المجال، وأشار إلى أن وفدا من “قسد” سيزور دمشق مجددا لمناقشة “آلية تنفيذ التفاهمات المشتركة”.

وأكد قائد “قسد”، أن “التحضيرات مستمرة لتهيئة أرضية مناسبة للحوار مع الإدارة السورية في دمشق”، مشددا على “أهمية التفاوض الجاد كسبيل لتحقيق توافق وطني”، على حد تعبيره.

أنقرة تحاول إفساد الحوار!

من الجدير بالذكر، أنه وبينما تسعى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) جاهدة لإنجاح الحوار مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق بشأن شكل العلاقة بينهما بعد سقوط نظام الأسد، تحاول أنقرة منع أي تفاهم بين الجهتين.

مدير المركز الإعلامي لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، فرهاد شامي، قال في تصريحات صحفية سابقة، إن تركيا تسعى لعرقلة “الحوار الإيجابي” مع الإدارة السورية الجديدة، مشيراً إلى ضغط من قبل أنقرة على الحكومة في دمشق.

وأكد شامي، أن الحوارات مع دمشق مستمرة وهي بحسبه “ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار”، فيما لفت إلى أن “سكان شمال سوريا قادرون على إدارة أنفسهم بأنفسهم”، على حد قوله.

وأضاف: “هناك أطراف خبيثة لا تعجبها تلك الحوارات، وتعمل على إفشالها. حيث كنا في مرحلة متقدمة لحل القضايا المتعلقة بالأحياء ذات الغالبية الكردية في حلب، والإدارة في دمشق كانت راضية بالحوار، ونقاط الاتفاق كانت قوية، لكن تركيا تدخلت ومنعت توقيع الاتفاقية بيننا والإدارة في دمشق”.

وقال القيادي في “قوات سوريا الديمقراطية”، إن انضمام “قسد” إلى الجيش السوري سيكون عامل قوة لهذا الجيش، مُشدّدا على أن تركيا لن تبني جيشا في سوريا إنما ميليشيات تابعة لها، بحسب تعبيره.

وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، تحدث قبل زيارته الأخيرة لتركيا، عن مفاوضات جارية مع قوات “قسد” لحل ملف شمال شرقي سوريا، لكنه أشار إلى أنه “يتحفظ على ذكر التفاصيل بخصوص المفاوضات، لأن هناك بعض الدول لا تريد إنجاحها”.

“قسد” ومسألة تسليم السلاح

قبل ذلك، قال نائب المتحدث الرسمي باسم “قسد”، صايل الزوبع، في مقابلة متلفزة: “خرجنا بنقاط إيجابية من جولة المفاوضات الأولى مع الإدارة السورية الجديدة”، مضيفا أن هناك جولة ثانية من المفاوضات مع إدارة دمشق.

وأردف نائب المتحدث الرسمي باسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أنه “قد نوجه دعوة لأحمد الشرع لعقد جلسة المفاوضات الثانية في شمال شرقي سوريا في الحسكة”.

قسد لم تقرر تسليم السلاح ولا حل نفسها، بل أعلنت نيتها الانخراط في جيش سوريا المستقبل، وأي طريق غير التفاوض في مسألة دمج القوات بوزارة الدفاع سيؤدي إلى مشاكل كبيرة

قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، في تصريح متلفز

وأشار مظلوم عبدي، إلى أن الاتفاق مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، أكد على رفض “أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد”، وذلك بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).

ولقت عبدي، إلى أن لقاءً وصفه بالإيجابي جمع قيادتي “قسد” والسلطة الجديدة في سوريا نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي في دمشق، مشددا على وجود اتفاق على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات