بينما خرج العديد من السوريين في احتجاجات شعبية تندد بالتصريحات الإسرائيلية التي تطالب بإقامة منطقة “منزوعة السلاح” في جنوب سوريا، فضلا عن تحويل البلاد لدولة فيدرالية، لا يزال الحكام الجدد في دمشق، وعلى رأسهم الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، يلتزمون الصمت.

خرجت مظاهرات شعبية في العديد من المدن والمحافظات السورية، منها حلب وطرطوس ودرعا والسويداء والقنيطرة رفضا للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة ودعما لوحدة الأراضي السورية.

دمشق “صامتة” واحتجاجات شعبية

قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن مظاهرة حاشدة خرجت، اليوم الثلاثاء، وسط مدينة السويداء جنوب سوريا، تنديدا بالتصريحات الإسرائيلية الأخيرة، ورفضا للتدخل في شؤون سوريا الداخلية.

كما أشارت الوكالة السورية إلى أن أهالي محافظتي اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري نظموا وقفة احتجاجية تنديدا بالتصريحات الإسرائيلية الأخيرة، وتعبيرا عن رفضهم لأي توغل في قرى وبلدات منطقة القنيطرة. 

أيضا، نشرت “سانا” لقطات لتجمعات نظمها أهالي درعا والقنيطرة وحلب في العديد من ساحات هذه المدن للتنديد بالتصريحات الإسرائيلية الأخيرة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال مساء الأحد الماضي، إن “إسرائيل لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق”، مطالبا بنزع سلاح المنطقة الجنوبية السورية بشكل كامل.

وأردف بالقول: “نطالب بنزع السلاح الكامل في الجنوب السوري”، متابعا في حديثه: “لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.

وأشار نتنياهو إلى أن “قواته في سوريا ستبقى في منطقة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة زمنية غير محدودة، لحماية بلداتنا وإحباط أي تهديد”.

لا رد رسمي

من جانبه، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الحكومة السورية الجديدة، بأنها “جماعة إرهابية إسلامية جهادية من إدلب، استولت على دمشق بالقوة”، مطالبا بتحويل سوريا إلى “دولة فيدرالية تضم مناطق حكم ذاتي”.

واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي خلال كلمة ألقاها في اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في العاصمة البلجيكية بروكسل أن”سوريا المستقرة لا يمكن أن تكون إلا سوريا فيدرالية تضم مناطق حكم ذاتي مختلفة وتحترم طرق الحياة المختلفة”.

ونقلت “القناة 12” الإسرائيلية عن الوزير قوله: “إننا، في إسرائيل، سعداء برحيل بشار الأسد، لكن الإسلاميين يتحدثون بلطف، وينتقمون من العلويين ويؤذون الأكراد”، على حد تعبيره.

وحتى الآن، لم ترد السلطة في دمشق على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشكل رسمي، فيما اعتبر البعض أن أحمد الشرع، خلال مشاركته في “مؤتمر الحوار الوطني” السوري، اليوم الثلاثاء، رد بشكل غير مباشر، إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره ردا كافيا. بل إن كلمة الشرع خلال المؤتمر التشاوري كانت فضفاضة وغير موجهة مباشرة إلى إسرائيل، لدرجة أنه لم ينطق بكلمة “إسرائيل”، واكتفى بالقول: “سوريا لا تقبل القسمة، هي كل متكامل”، مطالبا السوريين بـ”الوقوف متحدين”، لجهة التصدي إلى “كل من يريد العبث بأمن سوريا ووحدتها وتحويل نكباتها إلى فرص استثمارية”.

واجتمع أحمد الشرع مساء يوم أمس الاثنين، مع وجهاء وأعيان من الطائفة الدرزية، إلا أنه لم يتم إصدار بيان رسمي للرد على تصريحات نتنياهو.

السوريون يطالبون دمشق “بالرد”

أثار حديث نتنياهو موجة من الغضب والانتقادات بين الناشطين السوريين، كما أثار ردود أفعال رافضة لما صرح به نتنياهو، مطالبين السلطة في دمشق، بالرد وإبداء موقف حقيقي وجاد.

ويقول مراقبون إن موقف السلطة الانتقالية بسوريا، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، من التصريحات الإسرائيلية ليس مفاجئا، إذ تغاضت خلال الشهرين الماضيين عن تقدم القوات الإسرائيلية في المنطقة، وفق تقارير صحفية.

ويشير مراقبون إلى أن السلطة السورية تريد بوضوح تجنب استفزاز إسرائيل، فهي تدرك هشاشة وضعها الداخلي والدولي في ظل خلفيتها الجهادية، وتخشى أن تكلفها أي دفعة الكثير.

هذا وكانت وسائل إعلام عبرية قالت إن “إسرائيل تخطط لاستقدام عشرات العمال السوريين للعمل في قطاعات البناء والزراعة داخل القرى الدرزية بالجولان في إسرائيل في المرحلة الأولى، وذلك استجابة لطلب قدمه قادة المجالس المحلية الدرزية إلى الجيش الإسرائيلي لمساعدة أقاربهم في الجانب السوري بعد تدهور الأوضاع هناك عقب سقوط نظام بشار الأسد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة