يبدو أن النزوح بات مرافقا للسوريين ولا يفارقهم، فرغم الفرحة بسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وعودة الأمل برجوع اللاجئين والنازحين إلى مدنهم، إلا أن مسألة النزوح لم يكتب لها النهاية بعد، فها هي موجة نزوح جديدة تحدث بعد مجازر وانتهاكات الساحل السوري، والوجهة هي لبنان، كما جرت العادة في أغلب المرات.

عدد النازحين من الساحل السوري إلى لبنان

في التفاصيل، نزح الآلاف من الساحل السوري، منذ 4 أيام وحتى اليوم من مدنهم وقراهم، حيث قاموا باللجوء إلى شمالي لبنان، هربا من المجازر التي طالت المدنيين العزل في مدن وجبال وقرى الساحل في الأيام الخمسة الماضية، على خلفية شن حكومة دمشق لحملة أمنية ضد فلول نظام الأسد، وما رافقها من إعدامات ومذابح طالت مئات المدنيين على يد فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع السورية.

السلطات اللبنانية، سجّلت حتى نهار اليوم الثلاثاء، دخول أكثر من 9 آلاف لاجئ سوري عبر المعابر غير الشرعية في شمال لبنان، حيث اجتازت مئات العائلات النهر الكبير شمالي لبنان وصولا إلى القرى ذات الغالبية العلوية في محافظة عكار اللبنانية.

واكتظت 12 بلدة في محافظة عكار شمالي لبنان باللاجئين السوريين، حيث انتشروا في الأحياء والطرق والمنازل، وغالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية، وظهر العديد منهم أمام الكاميرات وهم “ملثّمون”، وذلك خشية من أعمال انتقامية قد تطالهم، على حد قولهم في تصريحات لوسائل إعلام مرئية غطّت لحظات عبورهم من النهر الكبير الفاصل بين سوريا ولبنان، حيث لجأوا إلى محافظة عكار.

وفي سياق آخر، شهدت مدينة كوباني السورية، وكذلك الحسكة، احتجاجات عارمة تنديدا بالمجازر التي حصلت في الساحل السوري، حيث طالب المئات من المحتجين، بإنهاء عمليات القتل التي تقع بحق المدنيين العزّل، ووقف الانتهاكات، معربين عن تضامنهم مع أهالي الضحايا وعوائلهم.

https://twitter.com/syriahr/status/1899387370371170561?s=19

ويشهد الساحل السوري منذ عدة أيام، مجازر وانتهاكات بحق المدنيين، بل و”عمليات تطهير عرقي وطائفي” تطال الطائفة العلوية، بحسب منظمات ومراكز حقوقية، وتُتّهم فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع السورية بالوقوف وراء تلك الأحداث، وأبرزها “العمشات” و”الحمزات”.

ضحايا الساحل السوري بالأرقام

بعد هدوء نسبي دام لـ 3 أشهر، منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، طفت إلى السطح أحداث عنف دامية، حيث بدأتها عناصر من “فلول النظام السابق”، بهجمات على قوى الأمن السوري والمؤسسات الحكومية في مناطق الساحل السوري، لتقرر حكومة دمشق القيام بعملية أمنية ضد “فلول الأسد”، رافقتها مجازر وانتهاكات طالت المدنيين العزل.

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية، شهدت عمليات تصفية على أساس “طائفي ومناطقي”، راح ضحيتها المئات من المدنيين من أبناء الطائفة العلوية، قائلا إن من بين القتلى نساء وأطفال، قتلوا نتيجة “جرائم حرب” وانتهاكات جسيمة “ارتكبتها قوات الأمن وعناصر وزارة الدفاع والقوات الرديفة لها، وسط غياب أي رادع قانوني”، وفقا له.

وذكر المرصد، أن عدد “المجازر” في الساحل السوري وجباله، بلغت 44 مجزرة، منذ اندلاع التصعيد في 6 آذار/ مارس الجاري، بعد هجمات نفذها “فلول النظام السابق” ضد قوات وزارتي الداخلية والدفاع السورية، وهو ما أعقبته، وفقا للمرصد، “إعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي، بدأت في 7 آذار/ مارس الحالي”.

ومنذ 7 آذار/ مارس الجاري وحتى ليلة البارحة، قُتل 1323 شخصا، من بين جميع الأطراف، من مدنيين و”فلول النظام السابق”، ومن قوى الأمن العام السوري، على حدّ إحصاءات “المرصد السوري” التي طالعها “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة