على الرغم من أن الزيارة وصفت على أنها دينية، إلا أن توجه رجال دين دروز من جنوب سوريا إلى إسرائيل في زيارة غير مسبوقة، أثار جدلا واسعا وانتقادات، خاصة في ظل التصريحات الإسرائيلية الأخيرة ومحاولات الاستقطاب، بينما هناك انقسامات بين مشايخ العقل.

وأظهرت مقاطع فيديو لحظة استقبال الوفد بعد عقود من الانقطاع، لكنها تأتي في وقت ما تزال فيها الأوضاع في سوريا غير مستقرة، بينما تتوغل إسرائيل يوميا في الأراضي السورية، إضافة إلى شن غارات جوية بين الحين والآخر على أهداف عسكرية.

زيارة تاريخية

نحو 60 رجل دين درزي دخلوا أمس الجمعة إلى إسرائيل في زيارة غير مسبوقة، والتي جاءت تلبية لدعوة الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، وهي أوّل زيارة من نوعها منذ حوالي 50 عامًا، بحسب وكالة “الصحافة الفرنسية”.

الوفد عبر في 3 حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري، وتوجه شمالًا لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا، وللقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل موفق طريف، وفق الوكالة.

يتواجد الدروز في كل من لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، ولا سيما في محافظة السويداء جنوبي البلاد. إذ يسكن في إسرائيل والجولان المحتل قرابة 150 ألف درزي.

وتحمل الزيارة طابعا دينيا، حيث جاءت تحت عنوان زيارة مقام ديني، لكنها حملت أيضا رفضا من أبناء الطائفة، خاصة وأنها تأتي بعد التصريحات الإسرائيلية وحماية الدروز في الجنوب السوري. بينما تسعى تل أبيب إلى خلق واقع جديد في البلاد، بذريعة حماية الحدود.

انقسام درزي

هذه الزيارة جاءت وسط حالة من التوتر والخلاف بين أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، إذ إن هناك انقسام في الرأي حول موقفهم من “الإدارة السورية الجديدة”، امتد إلى انقسام حول الزيارة.

وقال مصدر درزي إن الزيارة لقيت “معارضة شديدة” داخل المجتمع السوري علما أن الدروز يمثلون أقل من 3 بالمئة من عدد سكان سوريا، وفق الوكالة الفرنسية.

شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، يوسف جربوع، قال إن زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل كانت “زيارة دينية” بحتة.

وأضاف الشيخ يوسف جربوع، أن أطرافا في السويداء لم تكن راضية عن الزيارة، وأنهم حذروا من استغلالها لأهداف سياسية قد تضر بمصالح الطائفة وسوريا. وتابع: “لقد طلبنا من الوفد الدرزي التمهل لعدم وجود علاقات مع إسرائيل”.

الشيخ اعتبر في لقاء عبر “سكاي نيوز” أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهدف إلى إظهار أبناء الطائفة الدرزية بمظهر “المطبعين مع إسرائيل”. وأكد أن هذه الاتهامات غير صحيحة وأن أبناء الطائفة الدرزية متمسكون بهويتهم السورية.

وتابع: “نحن قادرون على حماية أنفسنا بأنفسنا، ولا يوجد خطر محدق يهدد الطائفة الدرزية يتطلب منا طلب الحماية من أي جهة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة