استعرضت وزارة “الاقتصاد والتجارة الخارجية” في “حكومة تصريف الأعمال” السورية أبرز إنجازاتها في طريق تعزيز الاقتصاد وتحفيز الاستثمارات واجراءاتها التي تم العمل عليها بعد تحرير سوريا.
يأتي ذلك تزامنًا مع انتهاء مهمة وزير الاقتصاد باسل عبد العزيز الحنان و”حكومة تصريف الأعمال” رسميًا في أول آذار/ مارس الجاري، بعد فترة عمل استمرت خمسين يومًا أعقبت سقوط نظام الأسد البائد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد الإطاحة به على يد المعارضة متمثلة في “هيئة تحرير الشام”.
ترويج للإنجازات بطريقة دعائية
كان لوزارة الاقتصاد دورًا مثيرًا للجدل، بسبب القرارات الصادرة عنها خاصة أنها دون ضابط دستوري، وعدم تقيّدها بالصلاحيات المحدودة لـ “حكومة تصريف الأعمال”، فاتخذت جملة من القرارات الاستراتيجية التي تتعارض مع تعريفها الدستوري والعرفيّ، من قبيل حلّ المؤسسات وإنشاء بدائل لها، وتسريح العمال.
بدورها عددت الوزارة إنجازاتها من قرارات عبر إعلان مرئي أشبه بحملة دعائية للنظام وحكومته، ومن هذه الانجازات:
حلّ “مؤسسة التجارة الخارجية” وذلك بهدف تسهيل التجارة الخارجية وتعزيز تدفق الاستثمارات، وإلغاء الروتين الإداري وتحسين بيئة العمل التجارية.

وكذلك تم “إصدار تعرفة جمركية جديدة” بهدف تحديد تعريفات جمركية لحماية الصناعات الوطنية ودعم الإنتاج المحلى وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات السورية، ونوهت الوزارة إلى إعادة دراسة قوانين الاستثمار بهدف جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام وتبسيط الإجراءات وتقديم حوافز استثمارية فعالة.
وأضافت أنه تم حلّ “مجالس الأعمال السورية” المشتركة بهدف إعادة هيكلة مجالس الأعمال وفق أسس جديدة تتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية، حيث تم حلّ المجالس القديمة وإعادة تنظيمها لتكون أكثر كفاءة.
وأكدت على تحسين بيئة الاستثمار ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة بهدف تعزيز الإنتاج المحلى وخلق فرص عمل جديدة، ما يؤدي إلى تقليل البيروقراطية وتسريع الحصول على التراخيص الصناعية وتقديم قروض ميسّرة وتسهيل الحصول على المواد الخام بأسعار مناسبة.
لا تنسجم مع الواقع السوري
يُعد استعراض الوزارة سجلها من إجراءات وما حققته فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي للبلاد، بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت محاولة لا تنسجم مع واقع سوريا الاقتصادي، أيضًا محاولة منها لتجميل الوزارة والنظام القائم، والرّد كذلك على الانتقادات التي تطال الوضع الاقتصادي الذي لم يشهد تحسّنًا منذ تحرير البلاد من قبضة نظام الأسد البائد.
وتشير قرارات وتصرفات “الحكومة السورية” المؤقتة التي تم تشكيلها في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد، إلى أن البلاد تمضي نحو نمط اقتصادي يقوم على الاقتصاد الحر، بعكس النمط السابق الذي كان يقوم على مركزية الدولة واحتكارها لأغلب وسائل الإنتاج والعمل والسيطرة عليهما.
وكان وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، باسل عبد الحنان، تحدث في تصريحات سابقة عن توقعه بنمو اقتصاد بلاده بأكثر من 1 بالمئة في 2025 بعد سنوات من الانكماش.

وتحدث أيضًا في كانون الثاني/ يناير الماضي، عن أن “المصرف المركزي” يعمل على تثبيت سعر الصرف قدر الإمكان، بينما على مدار شهرين يعاني السوريون من أزمة في سعر الصرف والسيولة بعد أن فرضت الحكومة قيودًا مشددة على السحب اليومي من البنوك مما أثار أزمة حادة.
وفي الشهر ذاته وعد بأن تزيد الحكومة رواتب العديد من موظفي القطاع العام بسبة 400 بالمئة الشهر التالي بعد استكمال إعادة الهيكلة الإدارية للوزارات لتعزيز الكفاءة والمساءلة، وحتى الآن لم تفِ الحكومة بوعدها.
ويبدو واقع الاقتصاد السوري مغايرًا تمامًا لما أرادت أن تروج له وزارة الاقتصاد لما أسمته بـ “إنجازات”، فعلى سبيل المثال هناك 9 من كل 10 أشخاص في سوريا يعيشون في فقر، وواحدا من كل أربعة عاطل عن العمل، بحسب تقرير أممي صدر الشهر الماضي.
وفقًا للتقرير فإن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، كما يعاني ربع السكان من البطالة.
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

3 شروط لتنفذ الحكومة السورية وعدها بزيادة الرواتب.. ما علاقة سعر الصرف؟

مع انتصاف شهر رمضان.. استمرار الغلاء وسط لا مبالاة حكومية

تأخر تشكيل الحكومة يثير حيرة السوريين.. ما التشكيل الأمثل لحاملي الحقائب الوزارية؟

رمضان سوريا: تحضيرات خجولة وقدرة شرائية محدودة
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول اقتصاد

السعودية وقطر تتكفلان بسداد ديون سوريا لدى “البنك الدولي”.. ما دلالات تلك الخطوة؟

احتجاز شاحنتين أردنيتين في السويداء: هل تتأثر حركة النقل بين البلدين؟

خبير يحل اللغز.. لماذا ترتفع أسعار المواد المحلية السورية أمام المستوردة؟

الوزير العائد: هل ينجح يعرب بدر في ترميم شرايين النقل السوري؟

سرّ تزايد الطلب على الدولار.. هل تتراجع الليرة السورية؟

صندوق النقد الدولي يعين رئيسا لبعثته إلى سوريا.. ماذا تعني هذه الخطوة؟

سخط كبير رغم تسهيلات “التجاري السوري” لسداد القروض.. بماذا طالب السوريين؟
