في حين لم يشف أهالي الساحل السوري بعد من جراحهم والمأساة، بعد جملة الانتهاكات والمجازر التي وقعت في العديد من القرى والبلدات على يد فصائل سورية محسوبة على وزارة الدفاع السورية، والتي راح ضحيتها نحو 1500 مدني، تتزاحم خطابات الكراهية والتهديد والتحريض ضدهم من قبل عناصر سابقة في “ هيئة تحرير الشام”، التي قادت معركة إسقاط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
هذا الخطاب جاء عبر مقال كتبه القاضي الشرعي السابق والعسكري البارز في “هيئة تحرير الشام” (يحيى بن طاهر الفرغلي) المعروف بـ”أبي الفتح الفرغلي”، ما أثار موجة غضب بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي ومنها “الفيسبوك”.
يحيى الفرغلي، الذي لا يُعرف دوره في سلطة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الذي هو أيضا زعيم “هيئة تحرير الشام”، والذي قال إنه قام بحل فصيله داخل وزارة الدفاع السورية.
لكن المؤكد أن يحيى الفرغلي، وهو مصري الجنسية، يقيم في سوريا، وقد ذكر في مقاله أنه زار الساحل السوري بعد سقوط نظام الأسد.
يحيى الفرغلي يغضب السوريين
نحو ذلك، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشور يفيد بأن القيادي الشرعي السابق في “هيئة تحرير الشام” يحيى الفرغلي كتب مقالا بعنوان “الساحل ليس مهما”، دعا فيه إلى توطين من أسماهم “المجاهدين” وعائلاتهم، وخاصة الأجانب، في الساحل السوري لتغيير تركيبته السكانية (تغيير ديمغرافي) فيه للأبد.

ونشر يحيى الفرغلي هذا المقال على حسابه الشخصي على منصة “إكس“، عبر رابط مُتاح هناك. ويضيف في مقاله أن “النصيريين استوطنوا الساحل السوري منذ قرون، ورسّخوا جذورهم في جباله، لأنهم أدركوا – كأقلية – ما يُوفره لهم موقعه الجغرافي الفريد المُمتد على الكرة الأرضية من قوة هائلة ودرع منيع، مع وفرة في الغذاء والماء، وساحل بحري استراتيجي مُمتد يسمح بوصول الإمدادات والنجدة في أي لحظة، ويمنع الحصار في آنٍ واحد”.
وتابع: “الوضع الجيوسياسي للساحل السوري مناسبٌ للغاية لاستمرار أي أقلية في العيش، بل والتمدد عند الحاجة، كما فعل النصيريون في سوريا زمن الأسدين، الأب والابن. فهي بالتالي المنطقة الأقوى تحصينا في كل سوريا، وحاجة “الإسلاميين” (أقلية النظام الدولي) إليها لا تفوقها حاجة”.

وخلص الفرغلي دعوته بالقول: “الساحل السوري هو أهم منطقة في سوريا، ولا يشك عاقل في أن مؤامرة دولية حيكت وتُحاك لفصله عن سوريا عاجلا أم آجلا. لذلك، أكرر مطالبتي بتوطين المجاهدين وعائلاتهم فيه – وخاصة المهاجرين لسهولة تنقلهم اجتماعيا- بأي طريقة كانت، وتغيير ديموغرافيا المكان للأبد، وعدم الاكتفاء بالحل الأمني الذي هو بطبعه حل تكتيكي موؤود، وانتهاز هذه اللحظة الفارقة في التاريخ، وإلا سنبكي دما على فرصة لم نكن رجالها”.
فتاوى سابقة للفرغلي
يُنسب إلى يحيى الفرغلي، وهو مناصرٌ للفكر الجهادي المتطرف، عبارة “اضرب فوق الرأس وتحت الرأس”. وكان عضوا في المجلس الشرعي لـ”هيئة تحرير الشام”، لكنه ترك منصبه عام 2022 دون أن يُعلن صراحةً عن توجهه المستقبلي.
والمنصب الذي كان يشغله الفرغلي، من المناصب الحساسة في “الهيئة”، حيث يعتمد عليه في جميع التشريعات القضائية والسياسية والعسكرية، عن طريق المجلس الشرعي العام بـ”تحرير الشام”، والذي كانه يقوده من يعرف باسم عبد الرحيم عطون، الشرعي السابق لـ”جبهة النصرة” التي تحولت لاحقا لـ”هيئة تحرير الشام”.
بحسب مصادر سابقة لـ”الحل نت”، فإن يحيى الفرغلي قدم إلى سوريا عام 2014، وانضم إلى فصيل “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليا)، وكان اليد اليمنى، للجولاني (أحمد الشرع) في القضاء على فصائل المعارضة الأخرى.
وأكدت المصادر، أن “الفرغلي لديه أكثر من 300 عنصر تحت امرته، معظمهم من الجهاديين المصريين الذين يقيمون في سوريا، وأبرز تلك الأسماء هو أبو اليقظان المصري”.
وكان الفرغلي قد أصدر فتوى سابقة تدعو إلى الضرب فوق الرأس وتحت الرأس في القتال ضد أعضاء جبهة تحرير سوريا، وفقا لمقطع صوتي سُرب في آذار/مارس 2018. ولعب دورا رئيسيا في تمكين هيمنة “الهيئة” على حساب الفصائل الأخرى، ومثل “أبو اليقظان”، اشتهر بإصدار “فتاوى القتل وسفك الدماء”.
في التسجيل المسرب، يظهر فرغلي وهو يُصدر تعليمات لجنود “هيئة تحرير الشام”، قائلا: “كل من يقاتل اقتله، اضرب فوق الرأس وتحت الرأس، اقتله نصرة للدين، وحتى لو انهزم لمناطق يقاتلنا منها اقتله، لو كان ينسحب انسحاب أيضا فأجهز عليه واقتله”.
وفي 30 مارس/آذار 2020 سرب تسجيل صوتي للشرعي المصري السابق بـ”الهيئة”، يحيى الفرغلي، يتناول فيه مسار دخول الجيش التركي إلى إدلب واستحداثه نقاط المراقبة، حيث تضمن التسجيل، أن “القرار الشرعي لدخول الأتراك إلى إدلب، جائز في حال لن تتحكم تركيا بقرارات ومفاصل المنطقة”.
ترهيب “الهيئة” للسوريين
وخلال أيار/مايو العام الفائت، توعد أحد عناصر “تحرير الشام” المتظاهرين في إدلب بـ”قطع الرؤوس”، حيث تداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لعضو في “تحرير الشام” قيل إنه للمدعو بـ “أبو خطاب الغزاوي أو شامل الغزي” فلسطيني الجنسية، أثناء تشييع عنصر في “الهيئة”.
وظهر شامل الغزي في مقطع الفيديو وهو يهاجم فيه المتظاهرين السلميين ضد “هيئة تحرير الشام” آنذاك، وتوعد بـ“جَزّ الرؤوس”، ووصف الحراك الشعبي بإدلب بـ”حراك الشر” وأنهم مجرد “حثالة”، فقال: “والله سنقطع أيديكم، بل وسنجز رؤوسكم”، وأردف قائلا: ”من يسمون أنفسهم بالحراك، هؤلاء حراك الشر.. كانوا يقولون عن المجاهدين، الذين يدافعون عنا ونحن آمنين في البيوت.. كانوا يقولون عن هؤلاء المجاهدين، شبيحة.. كانوا يقولون عن أبطال وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، شبيحة.. إذا هؤلاء شبيحة فأنتم ماذا يا حثالة القوم.. أنتم ماذا يا شرذمة؟..”.
وبالطبع يعيد هذا التهديد إلى الأذهان فتاوى القتل وسفك الدماء لمشرعي “تحرير الشام” السابقين “أبو اليقظان والفرغلي” وغيرهم، الذين أباحوا دماء السوريين، حين طالبوا بحقوقهم المحقّة.
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات

الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل

بعد حظرها في الأردن.. الشرع يرفض فتح مكاتب لـ “الإخوان المسلمين” في سوريا

العلاقات السورية الأميركية: هل ينجح الشرع في كسب ثقة ترامب؟
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول مرايا الإرهاب

تحذيرات من استعادة “داعش” لقوته في سوريا

كُردستان العراق: منفذ الهجوم على احتفال “أكيتو” سوري وينتمي لـ”داعش”

شرعي سابق بـ”تحرير الشام” يدعو لتوطين “المجاهدين” في الساحل السوري

الجيش الأميركي يعلن قتل قيادي في تنظيم تابع لـ”القاعدة” بسوريا

“لأول مرة منذ عامين”.. فرنسا تقصف مواقع لـ”داعش” بسوريا

الأمم المتحدة و”المرصد” يحذران من استغلال “داعش” للتصعيد بسوريا

10 قتلى في هجوم بأفغانستان.. من يقف وراءه؟
