شخصية تعرف بكونها محور الاقتصاد في إدلب، والماسك بزمام الأنشطة المالية لـ “هيئة تحرير الشام”، وبعد سقوط نظام بشار الأسد، ووصول الهيئة مع فصائل المعارضة المسلحة لقيادة سوريا الجديدة، جرى تعيينه رئيسًا للهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا، فماذا تعرف عن قتيبة البدوي؟

من هو قتيبة البدوي؟

نشأ قتيبة البدوي في مدينة بنش بريف إدلب، وهي منطقة كانت مركزًا ثقيلًا لتواجد فصائل المعارضة السورية المسلحة، وكان معروفًا بلقب “المغيرة بنش” (قادم من بنش، إدلب) أثناء فترة عمله مع “هيئة تحرير الشام”، حيث كان مسؤولًا عن الأنشطة الاقتصادية في إدلب.

برز اسم البدوي كقيادي مهم داخل “هيئة تحرير الشام”، حيث شغل منصب أمير قاطع إدلب، وبالإضافة إلى ذلك، لعب قتيبة البدوي دورًا محوريًا في إدارة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وهو شريان حيوي لدخول الإمدادات والمساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية قبل سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

كما كان البدوي، مسؤولًا عن إدارة ملف المعابر بشكل عام داخل “هيئة تحرير الشام”، ولذلك يُعرف قتيبة أيضا بكونه “حوت الاقتصاد في إدلب”.

بعد سقوط نظام الأسد. وفي اليوم الأخير من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024، تم تكليف قتيبة البدوي بمنصب رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية من قبل رئيس مجلس الوزراء السوري حينها محمد البشير.

عمق عائلي مع “هيئة تحرير الشام”

أثار تعيين بدوي حينها، جدلًا واسعًا بسبب مزاعم وجود علاقات عائلية تربطه بقائد الإدارة السورية الجديدة وقتها، أحمد الشرع، كونه صهره (البدوي هو شقيق زوجة الشرع)، إذ قال المنتقدون، إن صعوده السريع إلى السلطة قد يكون مرتبطًا بهذه العلاقات الشخصية.

لاحقًا، تأكد عدم صحة هذا الأمر جملة وتفصيلًا، حين أصبح الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية في سوريا، حيث اكتُشف أنه لديه زوجة واحدة، وهي لطيفة الدروبي، حيث أظهرها للإعلام في مناسبات متعددة، وقال إنها زوجته الوحيدة، وهي “السيدة الأولى في سوريا” اليوم.

ما يمكن ذكره أيضًا، أن قتيبة البدوي هو شقيق حذيفة البدوي (أبو حفص بنش)، وهو أيضًا شخصية أمنية بارزة في “هيئة تحرير الشام”، مما يشير إلى عمق جذور العائلة في الهيئة التي يتزعمها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.

وارتبط اسم البدوي أيضًا بملفات حساسة ومثيرة للجدل، فقد ورد ذكره كأحد المتهمين بالمسؤولية عن حلقات الاحتكار المعقدة التي قيل إن “هيئة تحرير الشام”، أنشأتها للسيطرة على اقتصاد محافظة إدلب، مما أثار انتقادات واسعة النطاق حول ممارسات الهيئة وسيطرتها على حياة المدنيين وقتئذ.