في خطوة لإنهاء الفصائلية في الجنوب السوري، أعلن “اللواء الثامن” التابع لـ “الفيلق الخامس” في بيان رسمي أمس الأحد، عن حل نفسه بشكل كامل، وتسليم جميع المقدّرات العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع.
وأضاف البيان، الذي تلاه المتحدث باسم “اللواء”، المقدم محمد الحوراني، أنه جرى تكليف النقيب محمد القادري بالتنسيق المباشر مع الجهات المعنية في وزارة الدفاع، لإتمام عملية التسليم والانتقال بسلاسة.
يأتي ذلك بينما تتجه الأنظار إلى محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، والتي تتخذ موقفاً متحفظاً من السلطات السورية الجديدة.
تنفيذ بنود البيان
بحسب البيان، فإن قرار حل “اللواء الثامن” جاء انطلاقا من الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة وسلطتها. وأضاف: “نعتبر هذه الخطوة بداية جديدة لتعزيز مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية”.

وتنفيذاً للقرار، خرج جميع عناصر “اللواء الثامن” سابقاً من مقراتهم ومستودعات الأسلحة وتسليمها لوزارة الدفاع في جميع المدن والبلدات التي كان يتواجد بها اللواء في محافظة درعا.
الأمن العام تسلّم مقار “اللواء” في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، والسجون وعددها اثنان، إذ جرى نقل السجناء (10 منهم بتهم جنائية و4 بتهم أمنية) إلى مدينة درعا، بحسب مصدر أمني تحدّث لـ “الحل نت”.
وذكر “تجمع أحرار حوران” المحلي، أن قوات الأمن العام تسلّمت الأسلحة والذخائر من مستودعات قادة مرتبطين بقوات “اللواء” في بلدات معربة ونامر والمسيفرة بريف درعا الشرقي.
وجاء ذلك في أعقاب التوتر الذي شهدته مدينة بصرى الشام إثر حادثة اعتقال عناصر سابقين في “اللواء الثامن” للقيادي السابق، بلال المقداد، المعروف بـ “بلال الدروبي”، الذي لقي حتفه لاحقا إثر إصابته بطلق ناري أثناء عملية توقيفه، مساء الخميس.
حيث عقد قادة “اللواء الثامن” سلسلة اجتماعات في قلعة بصرى الشام الأثرية بريف درعا، جمعتهم بممثلين عن الأمن العام ووزارة الدفاع، وبحضور وجهاء من “هيئة الإصلاح” في حوران، يوم الجمعة الفائت، إثر حادثة اعتقال الدروبي.
“اللواء الثامن”، انبثق عن فصيل “لواء شباب السنة”، أحد فصائل “الجبهة الجنوبية” المعارضة للنظام جنوبي سوريا، بقيادة أحمد العودة، وكان أحد أهم الفصائل المقاتلة والمنظمة، كونه الفصيل الوحيد الموجود في مدينة بصرى الشام، حيث تعتبر معقله الرئيسي منذ تحرير المدينة من نظام الأسد مطلع عام 2015.
وبعد الحملة العسكرية على محافظة درعا صيف 2018 والتي انتهت بسيطرة النظام المخلوع بدعم روسي على المحافظة، حافظ العودة على تنظيمه العسكري المعارض، وانتقل به للانضمام إلى “الفيلق الخامس” الذي أسسته روسيا عام 2016.
الأنظار إلى السويداء
ما جرى في محافظة درعا خلال الأيام الثلاثة الماضية، أثار تساؤلات حول نية السلطات السورية من عمل مماثل على محافظة السويداء المحاذية لها، بعد إنهاء تنفيذ ما جاء في بيان حل “اللواء الثامن”.
خلال اجتماع لمحافظ السويداء مصطفى بكور مع مجموعة أهالٍ من المحافظة الذين تم احتجازهم أثناء توجههم إلى مناطق شمال شرقي سوريا، انفعلت إحدى السيدات خلال حديثها أمام بكور ووجّهت له مجموعة تُهم، من بينها وجود أطفال ونساء من الطائفة العلوية في سجــ.ون حارم. إليكم ما قالته:#السويداء… pic.twitter.com/SavUNZnFsx
— الحل نت (@7alpress) April 8, 2025
مصدر عسكري مطلع، اعتبر أن ما جرى في محافظة درعا، وتحديدا بما يخص حل “اللواء الثامن” هو جزء من خطة السلطات السورية بفرض سيطرتها على كامل الجنوب السوري.
“الخطوة المقبلة ستكون محافظة السويداء، حيث جرت ترتيبات أولية من أجل ذلك، لكن بما يتناسب مع خصوصية المحافظة”، بحسب المصدر.
وقبل أيام قال محافظ السويداء، مصطفى البكور، إنه يؤيد فكرة أن يكون عناصر الأمن العام في السويداء من أبناء المحافظة، مشيرا إلى أن استعادة الثقة بين الأهالي والأمن بحاجة إلى وقت.
“أنا أميل إلى رأي الشيخ حكمت الهجري في أن يكون عناصر الأمن من أبناء السويداء. أهل مكة أدرى بشعابها، وأبناء المحافظة أدرى بتفاصيلها”، أضاف البكور في لقاء متلفز.
وأكد أن السويداء تسير نحو دمشق، وأن جهود إعادة الثقة بالمؤسسات مستمرة، رغم التحديات. وقال: “نأمل أن تصل السويداء، كما باقي سوريا، إلى حالة من الأمن والاستقرار تُعيد للناس حياتهم وكرامتهم”.
- مع دخول الصيف.. أزمة الكهرباء تفاقم الأوضاع في الحسكة ومطالب بالرقابة على “المولدات”
- تسلا في دمشق: هل تعود الحياة الفارهة للسوريين بعد رفع العقوبات؟
- “سوريا لا تقبل وصاية”.. الشيباني يطلق رسائل خلال القمة العربية ببغداد
- القمة العربية تقف مع سوريا.. تفاصيل
- وزارة الداخلية تكشف عن خطة أمنية لإدارة سوريا.. تفاصيل
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

هل تكون العملة الجديدة حلا سحريًا لاستعادة الثقة في الليرة السورية؟.. خبير يوضح

هل تستطيع سوريا النجاة من نيران الطائفية؟

نتائج زيارة الوزير الشيباني إلى نيويورك: بين الخلط والفشل!

محمد رمضان يتجاهل محاكمته بتُهمة إهانة العَلم المصري بأسلوب استفزازي!

ماهر مروان: سيرة مشبوهة وقرابة نافذة بالشرع.. ما أهليّته لقيادة دمشق؟

لا قرار رسمي.. نقل مراكز الامتحانات يثير مخاوف طلبة الحسكة
المزيد من مقالات حول سياسة

“سوريا لا تقبل وصاية”.. الشيباني يطلق رسائل خلال القمة العربية ببغداد

القمة العربية تقف مع سوريا.. تفاصيل

وزارة الداخلية تكشف عن خطة أمنية لإدارة سوريا.. تفاصيل

“العفو الدولية” تطالب دمشق بمنع وقوع المزيد من الانتهاكات ومحاسبة المتورطين بمجازر الساحل

المقاتلون الأجانب.. كيف ستتعامل دمشق مع هذا الملف الحسّاس؟

السويداء.. توتر أمني واستمرار منع التحاق الطلبة بجامعاتهم

قتلى وجرحى في حمص.. كيف يمكن للحكومة فرض الأمن والاستقرار؟
