برز اسم أسعد الشيباني (38 عامًا) كأحد أبرز الشخصيات السياسية في سوريا ما بعد نظام بشار الأسد، فبعد يوم واحد من سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، كُلّف بحقيبة الخارجية في الحكومة المؤقتة، وحظي بتجديد الثقة في التشكيلة الحكومية التي أعلنها رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 29 مارس المنصرم.

من هو أسعد الشيباني؟

ولد الشيباني في محافظة الحسكة شمال غربي سوريا عام 1987، وقضى طفولته وشبابه في العاصمة دمشق حيث أكمل دراسته الجامعية. حصل في عام 2009 على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق، متخصصًا في الترجمة ضمن نظام التعليم المفتوح.

لم تتوقف مسيرته الأكاديمية عند هذا الحد، إذ حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية من جامعة “صباح الدين زعيم” في تركيا عام 2022، ليتبعها بدرجة الدكتوراه في التخصص نفسه عام 2024، كما أتم المراحل النهائية من برنامج ماجستير إدارة الأعمال “MBA” في الجامعة الأميركية.

مسيرة حافلة بالنشاط السياسي

انخرط الشيباني مبكرًا في “الثورة السورية” ضد نظام بشار الأسد منذ انطلاقها في 2011، وكان حاضرًا في مختلف مراحلها. وفي عام 2017، تولى إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ في إدلب، مستخدمًا اسم “زيد العطار” آنذاك.

عرف الشيباني بتنقله بين عدة أسماء مستعارة خلال مسيرته، من بينها: نسيم، أبو عائشة، أبو عمار الشامي، حسام الشافعي، وصولًا إلى زيد العطار، قبل الكشف عن اسمه الحقيقي وهو أسعد الشيباني، عقب سقوط نظام الأسد وتوليه حقيبة وزارة الخارجية.

الشيباني وهو يلقي كلمته في قصر الشعب إبان تكليفه بوزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية – (وكالات)

إلى جانب نشاطه السياسي، لعب الشيباني دورًا فاعلًا في المجال الإنساني، حيث أقام علاقات مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، وساهم في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا في عهد حكومة الإنقاذ.

وقبل معركة “ردع العدوان” التي أدت إلى الإطاحة بنظام الأسد، كان الشيباني يدير العلاقات السياسية الخارجية في حكومة إدلب، وشغل منصب رئيس إدارة الشؤون السياسية في “هيئة تحرير الشام”.

مهمة دقيقة في مرحلة انتقالية

تكليف الشيباني بحقيبة الخارجية. يأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى بناء علاقات سياسية ودبلوماسية متينة مع مختلف الدول والحكومات حول العالم.

وتواجه الحكومة الانتقالية تحديًا في طمأنة بعض الدول التي تنظر إلى دمشق بعين الشك بشأن المرحلة الجديدة والتحول السياسي في البلاد، إذ تتجه الأنظار إلى قدرة الحكومة الجديدة، وعلى رأسها وزير خارجيتها الشاب، على التعامل بفاعلية مع المستجدات على الساحتين المحلية والدولية بعد سقوط نظام الأسد.

وفي كلمته التي ألقاها قبل أدائه اليمين الدستورية، أكد الشيباني على أهمية مهمة وزارة الخارجية، قائلًا: “مهمتنا في وزارة الخارجية لا تكمن في تحييد الخصوم أو فك طوق العقوبات المفروضة على البلاد فحسب، بل في السعي لكسب أصدقاء حقيقيين وبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، ومد جسور التعاون والسلام بيننا وبين العالم”.

بهذه الكلمات، يستهل أسعد الشيباني مهمته الدبلوماسية الطموحة في قيادة السياسة الخارجية لسوريا الجديدة، وسط تطلعات إقليمية ودولية حذرة تراقب خطواته ومساعيه في بناء مستقبل البلاد وعلاقاتها مع العالم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة