بعد اندلاع الثورة السورية في 18 آذار/مارس 2011، بدأت جماعة “الإخوان المسلمين” بالتحرك لعودة نشاطها داخل الأراضي السورية، خاصة في المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة في السنوات اللاحقة لانطلاق الثورة، بينما أتاح سقوط نظام الأسد عودة الجماعة وقياداتها إلى البلاد، بعد عقود من الملاحقة الأمنية.  

حيث بدأت الجماعة بإعادة إحياء نفسها بشكل علني، وتقدمت بطلب للحكومة الانتقالية لإعادة افتتاح مكاتب ومقرات لها، لكنه قوبل بالرفض. 

رفض قاطع

عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد ووصول زعيم “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع، إلى قصر الشعب بدمشق، دعمت جماعة “الإخوان المسلمين” السلطة الجديدة في البلاد، بينما بدأت بترتيب نفسها، تمهيدا لقوننة أوضاعها، بعد عقود من حظرها في عهد النظام المخلوع.

لكن تنفيذ طموح الجماعة على أرض الواقع جاء في توقيت أصبح فيه التوجه الدولي والإقليمي يسعى لتضييق الخناق على أي حزب أو جماعة يمكن أن يتحول إلى تنظيم مسلح أو ينبثق عنه مستقبلا. 

“الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، رفض طلباً تقدمت به قيادات من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، لإعادة فتح مكاتب ومقرات للجماعة داخل البلاد، بحسب مصدر سوري مطّلع.

الباحث الأردني المختص في الشأن السوري، صلاح ملكاوي.

وأضاف ملكاوي في حديث لـ “الحل نت”، نقلا عن مصدر سوري رفض الكشف عنه، أن قرار الشرع جاء في ظل وجود توجه عربي وأميركي لحظر “كل ما هو دون الدولة، الميليشيات أو الأحزاب المسلحة”، مشيرا إلى أن ذلك من نتائج حرب “7 أكتوبر”.

واعتبر الباحث السياسي أن قرار الشرع يأتي بحثاً عن الاستقرار في سوريا، بينما لم يستبعد ملكاوي تعرّض الشرع لضغوط كبيرة من تيار لا يُستهان به من داخل السلطة، لكنه يرى أن الشرع سيتجنب “مرحلة اصطدام” مع هذا التيار. 

تنسيق سوري أردني

بحسب ملكاوي، فإن هناك تنسيق بين دمشق وعمّان في هذا الملف، وجاء خلال زيارة وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي الأخيرة، حيث التقى بالشرع ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني.

وعقب اللقاء، كتب الشيباني عبر منصة “إكس“: “نؤمن أن تعزيز التعاون السوري الأردني يصبّ في مصلحة شعبينا ويساهم في استقرار منطقتنا وازدهارها”. 

الحديث عن رفض الشرع لطلب جماعة “الإخوان المسلمين” تزامن مع إعلان الأردن حظر “كافة نشاطات ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة، واعتبار أي نشاط لها أياً كان نوعه عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية.” 

وأكد وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، اعتبار الانتساب لما يسمى بجماعة “الإخوان المسلمين” المنحلة أمراً محظوراً، كما يحظر الترويج لأفكارها وتحت طائلة المساءلة القانونية.

إذ جاء القرار الأردني بعد إحباط دائرة المخابرات العامة الأردنية لمخططات “كانت تستهدف المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب داخل الأردن”. حيث أقرّ المتهمون بقضايا تصنيع الصواريخ في الأردن، والتجنيد والتدريب والطائرات المسيرة، انتماءهم لجماعة “الإخوان”، وفق الاعترافات التي بثتها قناة “المملكة” الأردنية. 

الشرع إلى عمّان قريبا

بحسب الباحث، صلاح ملكاوي، فإن رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، سيتوجه إلى عمان قريبا للقاء الملك عبد الله الثاني، حيث يجري ترتيب برنامج الزيارة. وأضاف لـ “الحل نت” أن اللقاء سيبحث ملفات عديدة تتعلق بالإقليم وسبل الاستقرار ورفع العقوبات الغربية عن سوريا، والتنمية، وإعادة الاعمار، والتطرف.

وكان العاهل الأردني، قد التقى أحمد الشرع في عمّان في الـ 26 شباط/فبراير الماضي، حيث أجرى الزعيمان مباحثات في قصر بسمان، تناولت عددا من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.

يأتي ذلك بينما زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، العاصمة السورية دمشق، أمس الأربعاء، حيث التقى وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، لبحث ملفات التعاون العسكري والأمني بين البلدين.

• لقاء ودي بين مسؤولي استخبارات دمشق وموسكو: إحياء العلاقات؟
• الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل 
• باريس وأربيل تكثفان الجهود لدعم “قسد” وترتيب البيت الكردي في سوريا.. تفاصيل
• بعد أيام من إنهائه.. توتر واستنفار للقوى الأمنية والعسكرية في الساحل السوري
• “العضوية الشرفية”: تقدير سوري لمسيرة أصالة.. فكيف علّقت؟