في ظل أزمة الطاقة التي تعاني منها سوريا منذ سنوات، تعمل الحكومة الانتقالية على حلّ جزء من الأزمة عبر استيراد الغاز من دول أخرى، حيث بدأت قطر بضخ الغاز الطبيعي عبر الأردن، بينما أعلنت تركيا أنها تخطط لتصدير 6 ملايين متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي، في “إطار التعاون التركي السوري بمجال الطاقة”. 

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن الغاز الطبيعي المُخطط تصديره، والذي يُتوقع أن يصل إلى ملياري متر مكعب سنوياً، سيُستخدم في إنتاج الكهرباء داخل سوريا. 

من كليس إلى حلب

بيرقدار أوضح في مقابلة تلفزيونية، أمس الخميس، أن أعمال البنية التحتية لخط أنابيب الغاز الطبيعي بدأت في الجانب السوري، وأن الغاز سيُنقل من ولاية كليس التركية إلى مدينة حلب السورية.

سوريا تمتلك 14 محطة كهرباء – انترنت

وأضاف أن هذا الغاز سيستخدم في محطة الكهرباء بحلب، حيث سيبدأ التدفق خلال 3 أشهر.

“لقد أحرزنا تقدماً سريعاً في سوريا، لأن خط الغاز الطبيعي وصل بالفعل إلى الحدود السورية في منطقة كليس. وبهذه الطريقة، سنكون وفّرنا الوقود لتلك المحطات الكهربائية”، بحسب الوزير التركي. 

وزير الطاقة السوري، محمد البشير، أعلن في وقت سابق عن خطوات حيوية لتعزيز واقع الطاقة في البلاد، تشمل توقيع اتفاقيات استراتيجية لاستيراد الكهرباء من تركيا ومدّ خط غاز طبيعي لضمان استقرار القطاع، في إطار سعي الحكومة السورية لتحسين قطاع الطاقة الحيوي في البلاد. 

ورغم المنحة القطرية، إلا أن قطاع الكهرباء ما زال يعاني من نقص كبير في الإنتاج، إذ تشمل منحة الدوحة توريد مليونَي متر مكعب من الغاز يوميًا، عبر خط الغاز العربي الذي يمرّ عبر الأردن، مما رفع ساعات وصل الكهرباء نحو أربع ساعات يوميا في بعض المناطق. 

الكهرباء إلى جانب الغاز

الوزير التركي، قال في تصريحاته، أمس الخميس، إن العمل بدأ أيضاً في مجال تزويد سوريا بالتيار الكهربائي إلى جانب الغاز الطبيعي. وأوضح أنه يتم حالياً تزويد مدينة حلب بنحو 200 ميغاواط من الكهرباء من تركيا.

وكشف وزير الطاقة السوري، خلال مشاركته في قمة إسطنبول للموارد الطبيعية، عن اقتراب توقيع اتفاقية لاستيراد الكهرباء من تركيا عبر خط بجهد 400 كيلو فولت.

سوريا تمتلك 14 محطة كهرباء؛ 3 منها كهرومائية، و11 محطة تعتمد على الغاز الطبيعي والوقود السائل (فيول- مازوت) بصفتهما حاملين رئيسين للطاقة، بحسب “منصة الطاقة”.

يأتي ذلك في وقت تبلغ الفجوة بين القدرة الإنتاجية والطلب على الكهرباء نحو 5.2 غيغاوات، إذ تحتاج البلاد إلى نحو 6500 ميغاوات لتأمين الكهرباء على مدار الساعة، في حين لا يتجاوز الإنتاج الحالي 1500 ميغاوات.

وتعتمد سوريا بشكل رئيس على الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء؛ إذ يُستعمل الغاز الطبيعي والوقود السائل في تشغيل المحطات الحرارية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات