في ظل تصاعد الطلب المحلي وقلة الموارد المتاحة، يشكل توفير الطاقة الكهربائية تحديا أمام حكومة تصريف الأعمال السورية، إذ يعاني قطاع الكهرباء من تحديات تتعلق بتوفير مصادر كافية ومتنوعة لتلبية الاستهلاك، إضافة إلى تهالك البنية التحتية نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية.

وتسعى وزارة الكهرباء إلى تقليص الفجوة بين الإنتاج والطلب، من خلال الاعتماد على مصادر خارجية، من خلال بوارج توليد الطاقة الكهربائية واستجرار الكهرباء عبر الخطوط الدولية من الدول المجاورة.

عجز بنسبة 75 بالمئة

بحسب بيانات القطاع لدى “منصة الطاقة“، يتراوح متوسط إنتاج الكهرباء في سوريا بين 2300 و2600 ميغاواط، في حين يصل متوسط الطلب اليومي إلى 9 آلاف ميغاواط؛ ما يعكس عجزا كبيرا بنسبة تقارب 75 بالمئة.

سوريا تمتلك 14 محطة كهرباء – انترنت

وتعتمد سوريا بشكل رئيس على الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء؛ إذ يُستعمل الغاز الطبيعي والوقود السائل في تشغيل المحطات الحرارية.

سوريا تمتلك 14 محطة كهرباء؛ 3 منها كهرومائية، و11 محطة تعتمد على الغاز الطبيعي والوقود السائل (فيول- مازوت) بصفتهما حاملين رئيسين للطاقة، بحسب “منصة الطاقة”.

ويزيد تزويد تلك المحطات بالوقود من تعقيد الوضع؛ إذ يُوفر يوميا ما بين 6 و6.5 مليون متر مكعب من الغاز، مقارنة بحجم الطلب البالغ 23 مليون متر مكعب، وما بين 5 و5.5 ألف طن يوميا من الوقود، من 8 آلاف طن يوميًا تشكل حجم الطلب الكلي اللازم للتشغيل.

بحسب “منصة الطاقة”، فإن الاستثمار في الطاقة المتجددة يعد خيارا إستراتيجيا، من شأنه خفض تكاليف الإنتاج، وخفض الانبعاثات الضارة نتيجة تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب، موضحة أن تكلفة إنتاج كل كيلوواط من مجموعات التوليد البخارية تتراوح بين 2000 و2200 ليرة سورية، أما تكلفة إنتاج الكيلوواط من مجموعات التوليد الغازية؛ فتبلغ نحو 1700 ليرة.

حلول قصيرة وطويلة الأمد لدى دمشق

بالنسبة لحكومة تصريف الأعمال، فإنها تسعى إلى العمل على تحسين واقع الكهرباء في البلاد ورفع ساعات الوصل اليومي خلال الشهور المقبلة، من خلال حلول آنية تنعكس بسرعة على السوريين.

إذ تركز الخطط القصيرة الأمد على جهود الطوارئ لزيادة الحصة من التيار الكهربائي. إذ قال مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، إنه تم التواصل مع دول مثل تركيا وقطر، ومن المقرر أن تصل بوارج خاصة بتوليد الطاقة الكهربائية (عددها اثنتان مبدئياً) إلى بانياس وطرطوس خلال الفترة المقبلة. حيث ستولد 800 ميغاواط، أي ما يعادل 33 بالمئة من القدرة الإنتاجية الحالية. 

الوزارة تعمل على تجهيز خطوط النقل الرئيسية لنقل الطاقة من مواقع التوليد إلى محطات التحويل. كما سيتم استجرار الكهرباء عبر خطوط دولية من تركيا والأردن، لكن هذا يتطلب فترة تتراوح بين 7 أشهر وسنة، ريثما يتم إصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية المدمرة، وفق حديث أبو دي لوسائل إعلام سورية.

المدير العام لشركة كهرباء دمشق، حسام المحمود، قال إن البنية التحتية في المحافظة سيئة جداً، حيث لم يغير النظام المخلوع الشبكات منذ 20 عاماً، مشيرا إلى أن البنية التحتية تقيم بـ 40 أو50 بالمئة من حالتها.

وأوضح، في لقاء عبر إذاعة “أرابيسك” المحلية، أن كمية الكهرباء التي تحصل عليها دمشق تتراوح بين 150 و250 ميغا، في حين أن حاجتها تتراوح 900 إلى 1300 ميغا، مضيفاً أن ساعات التقنين تتراوح بين سبع ساعات قطع وساعة تغذية، وعشر ساعات قطع وساعة تغذية بسبب تغير التوليد الآني والأعطال الموجودة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات