“برج ترامب” وسيلة الشرع لإغراء الرئيس الأميركي لتخفيف العقوبات عن سوريا

يحاول الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، إغراء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن طريق بناء برج يحمل اسم ترامب في دمشق، في محاولة لإقناعه بزيارة سوريا، فيبدو أن الزعيم السابق لـ “جبهة النصرة” وضع خطة لجذب رئيس أميركا عن طريق مُغازلته، وفقًا لما نقلته شبكة “رويترز” للأنباء. 

بحسب الشبكة قالت عدة مصادر مطلّعة على الجهود الرامية لجذب واشنطن إن بناء “برج ترامب” في دمشق والوفاق مع إسرائيل ووصول الولايات المتحدة إلى النفط والغاز في سوريا جزء من خطة استراتيجية للرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع لمحاولة مقابلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجها لوجه خلال زيارته للشرق الأوسط. 

محاولات ترتيب لقاء تاريخي 

الوكالة نقلت عن الناشط الأميركي المؤيد لترامب، جوناثان باس، الذي التقى مع الشرع لمدة أربع ساعات في 30 نيسان/ أبريل الماضي، إلى جانب ناشطين سوريين ودول خليجية عربية، أن الرئيس السوري الانتقالي يحاول أن يرتب لقاءً شخصيًا تاريخيًا مع الرئيس الأميركي الذي يزور السعودية وقطر ودولة الإمارات ابتداء من 13 مايو/ أيار الجاري. 

ومع أن الزيارة إلى سوريا تبدو مستبعدة حاليا، نظرًا لوجود أولويات لدى ترامب وجدول أعمال مزدحم وخلاف داخل إدارته حول كيفية التعامل مع الإسلاميين الذين أطاحوا بحكم الأسد، إلا أن الأمل لم يغب تمامًا، وتبقى هناك بارقة يُعوّل عليها حكّام دمشق الجُدد الذين يطمحون إلى رفع العقوبات عن البلاد وفكّ العزلة المالية الخانقة التي تعيشها سوريا. 

وتكافح سوريا لتنفيذ الشروط التي وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات الأميركية، التي تُبقي البلاد معزولة عن النظام المالي العالمي وتجعل التعافي الاقتصادي صعبا للغاية بعد 14 عاما من الحرب الطاحنة. 

ويأمل باس أن يساعد اجتماع ترامب مع الشرع، الذي لا يزال مصنفا إرهابيا في الولايات المتحدة بسبب ماضيه في تنظيم القاعدة، في تخفيف تفكير الرئيس الجمهوري وإدارته بشأن دمشق وتهدئة العلاقة المتوترة بشكل متزايد بين سوريا وإسرائيل. 

صفقة تجارية 

يستند جزء من الرهان على هذا الجهد إلى تاريخ ترامب في “كسر التابوهات” القديمة في السياسة الخارجية الأميركية، على سبيل المثال عندما التقى مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في المنطقة منزوعة السلاح بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في عام 2019. 

بحسب باس، فإن الشرع يريد صفقة تجارية لمستقبل بلاده، مشيرا إلى أن هذه الصفقة قد تشمل استغلال الطاقة والتعاون ضد إيران والتعامل مع إسرائيل، لافتًا إلى أنه أخبره بأنه يريد بناء برج ترامب في دمشق، ويريد السلام مع جيرانه، مؤكدًا أن ما قاله له جيد للمنطقة، وجيد لإسرائيل. 

وأشار إلى أن الشرع، يعتقد أن هناك نقاط مشتركة تجمعه مع ترامب، مثل تعرضهما لمحاولة اغتيال ونجاتهما بأعجوبة أيضا، مبينًّا أنه يريد أن يعقد مع الرئيس الأميركي “صفقة من أجل بلاده” ويقدم في سبيلها “قرابين” تشمل تحسين العلاقات مع إسرائيل، والسماح لواشنطن بالوصول إلى النفط والغاز السوري، والمساعدة في محاربة إيران. 

هل يلتقي الشرع وترامب في السعودية؟ 

تحدث الشرع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأحد، بحسب الرئاسة السورية، وقال شخص مقرّب من الشرع بعد ذلك إن لقاء ترامب والشرع لا يزال ممكنا في السعودية، لكنه لم يؤكد ما إذا كان الشرع قد تلقى دعوة. 

وقال مصدر مطلع على الجهود الجارية إن اجتماعا سوريا أميركيا رفيع المستوى من المقرر أن يُعقد في المنطقة خلال الأسبوع الذي سيزور فيه ترامب البلاد، لكنه لن يكون بين ترامب والشرع. 

من جهته، رأى رئيس “مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط”، تشارلز ليستر، أن الوصول إلى ترامب شخصيًا أفضل وسيلة، نظرًا لصعوبة تحقيق اختراقات مع بعض الشخصيات في إدارته، خاصة وأن واشنطن لم تحدد بعد صيغة نهائية توضح كيفية تعاملها مع سوريا. 

يشار إلى أنه خلال الاجتماع الأميركي-السوري الذي عُقد في نيويورك الشهر الماضي، وضع “البيت الأبيض” ما يزيد عن 10 شروط على النظام الجديد. 

الإدارة الأميركية وموقفها من السلطات في سوريا 

كانت الإدارة الأميركية قد أخبرت وزير خارجية الشرع، أسعد الشيباني، أنها تعتقد أنهم لا “يقومون بما هو كافٍ”، وأنها غير راضية عن أدائهم، خاصة فيما يتعلق بتحقيق مطالبه بإبعاد المقاتلين الأجانب من المناصب العليا في الجيش وطرد أكبر عدد ممكن منهم. 

قال أحد المصادر إن وزارة الخزانة الأميركية نقلت منذ ذلك الحين مطالبها إلى الحكومة السورية، مما رفع عدد الشروط إلى أكثر من اثني عشر شرطاً، ورفضت وزارة الخارجية الأميركية الكشف عن هوية من حضر الاجتماع من الجانب الأميركي، وقالت إنها لا تعلق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة. 

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في “البيت الأبيض” جيمس هيويت، إن تصرفات السلطات المؤقتة في سوريا سوف تحدد الدعم الأميركي المستقبلي أو تخفيف العقوبات المحتمل. 

وفي سياق متصل، أضافت مصادر لـ”رويترز” أن أحد الأهداف الرئيسية لمبادرات دمشق نحو واشنطن هو إيصال رسالة مفادها أن سوريا لا تشكل أي تهديد لإسرائيل. 

وقال باس إن الشرع طلب منه تمرير رسائل بين سوريا وإسرائيل ربما أدت إلى لقاء مباشر بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين، متابعًا: “أرسل الشرع للإسرائيليين غصن زيتون، وأرسلت تل أبيب الصواريخ في المقابل.. نحن بحاجة إلى ترامب للمساعدة في تسوية هذه العلاقة”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة