بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا خلال زيارته الخارجية الأولى إلى المملكة العربية السعودية، ثم لقائه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، خرج الأخير ليلقي كلمة للسوريين أعرب فيها عن امتنانه وشكره لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وكل من ساهم في رفع العقوبات.
وأكد الشرع في كلمته المتلفزة، على أن سوريا لن تكون إلا ساحة للسلام، وأن المستقبل الواعد لسوريا بدأ الآن.
كما وصف، قرار رفع العقوبات الأميركية عن بلاده بأنه قرار “تاريخي وشجاع يمهد لرفع المعاناة عن السوريين”.
خطاب الشرع
وفي كلمته التي بثت على شاشة “الإخبارية السورية” الرسمية، أشار الشرع إلى أن “سوريا مرت بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث في ظل حكم النظام السابق.. دمرت مقدرات الدولة، ونبذت وعزلت عن أشقائها وأبنائها وجيرانها”.
وشكر الشرع جميع الدول التي زارها، قائلا إنه رأى بعينيه حبهم واهتمامهم وحرصهم على أن تنهض سوريا من جديد، مؤكدا على دعمهم المستمر.
وتابع بالقول: “إنني اليوم لا أحتفل برفع العقوبات عن سوريا فحسب، بل فرحتنا تكمن في الأخوة الصادقة وعودة المشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة”.
وزاد بالقول: “فقد صدق الأمير محمد بن سلمان بما وعد به، وصدق الرئيس أردوغان بمحبته، وصدق الأمير تميم بوفائه، وصدق الشيخ بن زايد بلهفته، وسائر الحكام صدقوا جميعا بمشاعرهم”.
وأشار إلى أن “الرئيس ترامب قد استجاب لكل هذا الحب، فكان قرار رفع العقوبات”، مؤكدا على أن “الطريق لا يزال أمامنا طويلا، فاليوم قد بدأ العمل الجاد، وبدأت معه نهضة سوريا الحديثة، لنبني سوريا معا نحو التقدم والازدهار والعلم والعمل”.
“الباب مفتوح لجميع المستثمرين”
ودعا الشرع جميع المستثمرين إلى سوريا، مشددا على التزام “سوريا بتعزيز المناخ الاستثماري وتطوير التشريعات الاقتصادية وتقديم التسهيلات الكفيلة بتمكين رأس المال”.
وأكد الشرع على أن “سوريا تعاهدكم أن تكون أرض السلام والعمل المشترك وتكون وفية لكل يد امتدت إليها بخير”.

وتابع أن “سوريا بعد اليوم لن تكون ساحة لصراع النفوذ ولا منصة للأطماع الخارجية ولن نسمح بتقسيم سوريا ولن نفسح المجال لإحياء سرديات النظام السابق لتفتيت شعبنا، فسوريا لكل السوريين”.
بدء عملية رفع العقوبات
في سياق متصل، أعلن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن الوزارة بدأت عملية رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن سابقا على سوريا.
وكتب بيسنت على منصة “إكس”، اليوم الأربعاء: “تتخذ وزارة الخزانة الأميركية خطوات لتخفيف العقوبات بهدف استقرار الوضع ومساعدة سوريا على التحرك نحو السلام”.
ويوم أمس الثلاثاء، وعند وصوله إلى الرياض، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيرفع العقوبات عن سوريا وذلك لمنحهم فرصة جديدة.
واليوم الأربعاء التقى الرئيس ترامب، بالشرع، في الرياض. وعلى إثره ذلك قالت مسؤولة في “البيت الأبيض”، لوكالة “فرانس برس”، إن ترامب والشرع التقيا قبل اجتماع أوسع لقادة الخليج في السعودية هذا اليوم، خلال جولة ترامب في المنطقة، قبل أن يحلّق نحو قطر بعد الاجتماع مباشرة.
واستمر الاجتماع بين ترامب والشرع، لنحو 33 دقيقة، وشارك فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الفيديو، وذلك بحضور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وقال ترامب خلال الاجتماع: “نسعى لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة”، مؤكدا أنه سيقوم بإلغاء كامل العقوبات عن سوريا، فيما أضاف بأن “رفع العقوبات على سوريا سيعطيهم فرصة عظيمة”.
إلى ذلك، قال “البيت الأبيض”، إن ترامب طلب من الشرع مساعدة أميركا في منع عودة تنظيم “داعش”، ومن جهته أبلغ الشرع، نظيره ترامب، بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا.
بيان “للخارجية الأميركية”
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم “البيت الأبيض”، كارولاين ليفيت في بيان، إنه “بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التقى الرئيس ترامب اليوم بالرئيس السوري أحمد الشرع، وانضم إليه الرئيس التركي أردوغان هاتفيا”.
وبحسب بيان “البيت الأبيض”، أشاد أردوغان برفع العقوبات عن سوريا، وتعهد بالعمل مع المملكة العربية السعودية لتعزيز السلام والازدهار فيها، كما أشاد ولي العهد بن سلمان بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، واصفا إياه بـ “الشجاع”.
ترامب من جهته، شكر أردوغان وبن سلمان على صداقتهما، وأخبر الشرع أن لديه “فرصة عظيمة لتحقيق إنجاز تاريخي في بلاده”، وشجعه على بذل جهود حثيثة من أجل الشعب السوري، وحثه على: “الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، ومطالبة جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا، وترحيل الإرهابيين الفلسطينيين، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة داعش، وتحمل مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا”.
ووفقا لبيان “البيت الأبيض”، فقد شكر الشرع نظيره ترامب وولي العهد السعودي وأردوغان على جهودهم في تنظيم الاجتماع، وأقر بالفرصة المهمة التي أتاحها انسحاب الإيرانيين من سوريا، بالإضافة إلى المصالح الأميركية السورية المشتركة في مكافحة الإرهاب وتدمير الأسلحة الكيميائية.
وأكد الشرع، بحسب البيان، “التزامه باتفاقية فك الارتباط مع إسرائيل عام 1974، واختتم كلمته معربا عن أمله في أن تكون سوريا حلقة وصل أساسية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، ودعا الشركات الأميركية إلى الاستثمار في النفط والغاز السوريين”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

ترامب إلى الخليج.. رحلة “التريليون دولار” نحو صفقات جديدة في زمن التوترات

رئيس وزراء لبنان يعتزم زيارة سوريا.. طي حقبة “الأسد”

بوساطة سعودية ترامب سيجتمع بالشرع في السعودية

زيارات متبادلة بين دول خليجية والقيادة الجديدة في سوريا.. ما التفاصيل؟
الأكثر قراءة

هل تكون العملة الجديدة حلا سحريًا لاستعادة الثقة في الليرة السورية؟.. خبير يوضح

هل تستطيع سوريا النجاة من نيران الطائفية؟

نتائج زيارة الوزير الشيباني إلى نيويورك: بين الخلط والفشل!

محمد رمضان يتجاهل محاكمته بتُهمة إهانة العَلم المصري بأسلوب استفزازي!

ماهر مروان: سيرة مشبوهة وقرابة نافذة بالشرع.. ما أهليّته لقيادة دمشق؟

لا قرار رسمي.. نقل مراكز الامتحانات يثير مخاوف طلبة الحسكة
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

بعد رفع العقوبات.. الشرع يلقي خطاباً للسوريين

“رايتس ووتش”: فصائل سورية مسلحة تحتجز المدنيين وتواصل الابتزاز

سوريا: انتهاكات مستمرة وخاطفون يطالبون عائلة 130 ألف دولار للإفراج عن طفلها

“لا غناء ولا أمان”.. المداهمات الأمنية تهدد مطاعم دمشق القديمة

سلام يتفقد الحدود مع سوريا وفرنسا تسلّم لبنان خرائط لدعم ترسيم الحدود

استيلاء على منازل في حي عش الورور بدمشق تحت التهديد بالاعتقال والضرب

التوترات الطائفية تُفرغ الجامعات السورية من طلاب السويداء
