بعد إعلانه، رفع العقوبات عن سوريا، مساء أمس الثلاثاء، من قلب الرياض، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في العاصمة السعودية، فما الذي دار خلال اللقاء؟

في التفاصيل، التقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالرئيس السوري أحمد الشرع، صباح هذا اليوم، بعد وصول الأخير، ليلة البارحة، إلى العاصمة السعودية الرياض، عقب إعلان ترامب، رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

تفاصيل لقاء ترامب والشرع

مسؤولة في “البيت الأبيض”، قالت لوكالة “فرانس برس”، إن ترامب والشرع التقيا قبل اجتماع أوسع لقادة الخليج في السعودية هذا اليوم، خلال جولة ترامب في المنطقة، قبل أن يحلّق نحو قطر بعد الاجتماع مباشرة.

واستمر الاجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب، لنحو 33 دقيقة، وشارك فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر تقنية الفيديو، وذلك بحضور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وقال ترامب خلال الاجتماع: “نسعى لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة”، مؤكدا أنه سيقوم بإلغاء كامل العقوبات عن سوريا، فيما أضاف بأن “رفع العقوبات على سوريا سيعطيهم فرصة عظيمة”.

وأردف الرئيس الأميركي، أنه أمر برفع العقوبات عن سوريا بعد مشاورات مع الأمير محمد بن سلمان، مبيّنا، أن القرار يهدف لمنح سوريا بداية جديدة، مؤكدا بالقول: “تطبيع العلاقات مع سوريا بدأ بلقاء الشرع في الرياض”.

الشرع وبن سلمان وترامب – (وكالات)

إلى ذلك، قال “البيت الأبيض”، إن ترامب طلب من الشرع مساعدة أميركا في منع عودة تنظيم “داعش”، ومن جهته أبلغ الشرع، نظيره ترامب، بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا.

وفي السياق، أشاد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بقرار الرئيس الأميركي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، فيما ثمّن العاهل البحريني، حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، إعلان ترامب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا.

من جهتها، قالت الخارجية الأميركية، إنه من قلب الشرق الأوسط، أميركا منحت سوريا فرصة حقيقية، وأن ‏الرياض وولي العهد لعبا دورا إيجابيا في رفع العقوبات عن سوريا، وأشارت إلى، أن نية ترامب هي رفع كل العقوبات عن سوريا، مؤكدة، أن “الخيار المناسب للشعب السوري هو رفع العقوبات”.

ومن الجدير بالذكر، أن الشرع هو أول رئيس سوري يلتقي رئيسا أميركيا منذ 25 عاما، أي بالضبط منذ لقاء الرئيس الأسبق حافظ الأسد، مع بيل كلينتون في جنيف عام 2000.

بيان رسمي من “البيت الأبيض”

في ذات السياق، قالت المتحدثة الرسمية باسم “البيت الأبيض”، كارولاين ليفيت في بيان، إنه “بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التقى الرئيس ترامب اليوم بالرئيس السوري أحمد الشرع، وانضم إليه الرئيس التركي أردوغان هاتفيا”.

وبحسب بيان “البيت الأبيض”، أشاد إردوغان برفع العقوبات عن سوريا، وتعهد بالعمل مع المملكة العربية السعودية لتعزيز السلام والازدهار فيها، كما أشاد ولي العهد بن سلمان بقرار ترامب رفع العقوبات عه سوريا، واصفا إياه بـ “الشجاع”.

ترامب من جهته، شكر إردوغان وبن سلمان على صداقتهما، وأخبر الشرع أن لديه “فرصة عظيمة لتحقيق إنجاز تاريخي في بلاده”، وشجعه على بذل جهود حثيثة من أجل الشعب السوري، وحثه على: “الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، ومطالبة جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا، وترحيل الإرهابيين الفلسطينيين، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة داعش، وتحمل مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا”.

ووفقا لبيان “البيت الأبيض”، فقد شكر الشرع نظيره ترامب وولي العهد السعودي وإردوغان على جهودهم في تنظيم الاجتماع، وأقر بالفرصة المهمة التي أتاحها انسحاب الإيرانيين من سوريا، بالإضافة إلى المصالح الأميركية السورية المشتركة في مكافحة الإرهاب وتدمير الأسلحة الكيميائية.

وأكد الشرع، بحسب البيان، “التزامه باتفاقية فك الارتباط مع إسرائيل عام 1974، واختتم كلمته معربا عن أمله في أن تكون سوريا حلقة وصل أساسية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، ودعا الشركات الأميركية إلى الاستثمار في النفط والغاز السوريّين”.

نظرة على العقوبات

أمس الثلاثاء، قال ترامب، خلال كلمة ألقاها في الرياض، خلال المنتدى الاستثماري السعودي الأميركي، إنه سيرفع العقوبات عن سوريا، ووافق على لقاء الشرع بالعاصمة السعودية، وحضور اجتماعات مع مجلس التعاون الخليجي.

وفي عام 2011، وتحديدا عقب اندلاع “الثورة السورية”، فرضت واشنطن ودول عدة معها عقوبات اقتصادية واسعة النطاق ضد النظام السوري السابق، وكان الهدف الأساس منها هو الأسد ونظامه وأفراد عائلته، لكن الشعب السوري تضرر منها بشكل مباشر، وتفاقم هذا الضرر بعد تشريع “قانون قيصر” ودخوله حيز التنفيذ في 2020.

وكان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، اعتبر خلال زيارته العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي، أنه لم يعد هناك ” أي مبرر” لبقاء العقوبات على سوريا بعد سقوط الأسد.

وبحسب ما قاله الشرع، فإن “هذه العقوبات وضعت على النظام السابق بسبب الجرائم التي ارتكبها، وقد زال هذا النظام، وزوال النظام يجب أن تزول معه هذه العقوبات، وليس هناك أي مبرر لبقاء العقوبات”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات