في حين ذكرت عدة صحف أجنبية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق على “إلقاء التحية” على الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في السعودية يوم غد الأربعاء، قال ترامب إنه سيرفع العقوبات عن سوريا وذلك لمنحهم فرصة جديدة.

وقال ترامب خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي: “بعد مناقشة الوضع السوري مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل بي سابقا وطلب مني شيئا مماثلا، سأقوم بإصدار أمر بإيقاف العقوبات عن سوريا”.

كما أعلن ترامب عن أن وزير خارجية بلاده، ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري أسعد الشيباني بعد مناقشته الوضع السوري مع الأمير محمد بن سلمان.

ترامب سيرفع العقوبات عن سوريا

وأردف الرئيس الأميركي خلال المنتدى اليوم الثلاثاء، أنه “قمنا بالخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع سوريا”، مشيرا إلى أن “سوريا شهدت الكثير من البؤس وهناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح بتحقيق الاستقرار”، وفق ما نقلته قناة “العربية“.

وفي السياق ذاته، أفاد مصدران مطلعان لموقع “أكسيوس”، بأن “محادثات غير عادية ستجري مع الشرع من شأنها أن تمثل أول لقاء بين رئيس أميركي ورئيس سوري منذ 25 عاما”.

كذلك، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء إن الرئيس ترامب وافق على “إلقاء التحية” على أحمد الشرع في السعودية يوم غد الأربعاء.

وعندما سأله الصحافيون الثلاثاء عما إذا كان يتوقع لقاء الشرع، أجاب ترامب: “نعم، أعتقد ذلك”.

ولفت تقرير “أكسيوس” إلى أن من بين الأهداف المعلنة لترامب الانسحاب الكامل لجميع القوات الأميركية المتبقية من سوريا، وهي العملية التي بدأها في الأسابيع الأخيرة.

هذا وكانت السعودية، التي تستضيف ترامب في أولى محطات جولته الإقليمية إلى جانب قطر وتركيا، وهما الدولتان الداعمتان للإدارة السورية الجديدة، تدفع بقوة من أجل عقد لقاء بين الشرع والرئيس الأميركي، بحسب ما ذكرته أربعة مصادر على الأقل لـ”رويترز” في وقت سابق.

لكن عدة مصادر قالت إنها حذرة بشأن ما إذا كانت هذه الخطوة ستمضي قدما في انتظار موافقة ترامب.

وخلال حديثه في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى السعودية، قال ترامب إنه قد يخفف العقوبات الأميركية على سوريا، بعد أن أجرا مشاورات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وقادة آخرين بشأن إمكانية رفع العقوبات عن سوريا.

الشرع سيتوجه إلى السعودية

في سياق متصل، كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” نقلا عن مصادرها أن أحمد الشرع سيتوجه إلى السعودية غدا الأربعاء للقاء الرئيس الأميركي على هامش القمة الخليجية الأميركية.

وأفاد مصدر في وزارة الخارجية السورية، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ “ذا ناشيونال”، بأن مسؤولين سعوديين اقترحوا عقد “جلسة مدتها 45 دقيقة” بين ترامب والشرع.

وأردف المصدر ذاته أن ترامب وافق على منح الشرع “وقتا للاستماع”. ولم تؤكد الولايات المتحدة بعدُ عقد الاجتماع بينهما.

وصرح مسؤول آخر في وزارة الخارجية السورية، للصحيفة ذاتها، بأن السعودية تولت زمام المبادرة في التوسط في العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، قائلا إن نتيجة الاجتماع بين الزعيمين، في حال انعقاده، “ستعتمد على السعوديين”.

وكانت صحيفة “التايمز”، قد ذكرت يوم الاثنين، أن ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، يؤيد عقد لقاء بين الرئيس الأميركي والشرع في الرياض.

ووفق الصحيفة البريطانية، يعتبر ويتكوف أن اللقاء بين ترامب والشرع “فرصة لكسر التقاليد” السياسية السائدة، وفتح باب جديد للعلاقات بين واشنطن ودمشق. ويبدو أن هذا اللقاء سيكون بمثابة تحول كبير في السياسة الأميركية تجاه سوريا.

وبحسب مصادر مطلعة لـ”التايمز“، فإن الشرع قد يطرح على ترامب “صفقة معادن”، أي السماح للشركات الأميركية بالاستثمار في الموارد الطبيعية على غرار ما فعلته أوكرانيا، في إطار مساعيه لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا “مقابل تقديم بعض التنازلات” السياسية والاقتصادية.

كما أشارت مصادر “التايمز” إلى أن الشرع قد يعرض الدخول في محادثات سلام مع إسرائيل، وقد يوافق على إقامة منطقة منزوعة السلاح قرب الجولان، بل وقد يوافق أيضا على بقاء القوات الإسرائيلية في محيط الجولان مقابل تخفيف أو رفع العقوبات.

كما وكانت وكالة “رويترز”، قد أفادت، الأحد، نقلا عن عدة مصادر مطلعة، أن خطة الشرع للتقارب مع الولايات المتحدة تتضمن تهدئة التوتر مع إسرائيل، ومنح واشنطن حق الوصول إلى موارد النفط والغاز في سوريا.

• الحسكة: سوق عمل هشّ وفرص غائبة
• “الهجرة الدولية” تبرز معوقات اقتصادية أمام العائدين لسوريا.. تفاصيل
• بعد رفع العقوبات الأميركية عن سوريا.. هل يتحقق حلم التعافي الاقتصادي أم يظل بعيد المنال؟
• سوريون يتحدثون عن رفع العقوبات ماذا قالوا!
• أفراح تعمّ السوريين بعد رفع العقوبات عن بلادهم