بعد شد وجذب، واتهامات طالت نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بالوقوف وراء عملية تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى إسرائيل، تبين أخيرا، أن هذه العملية جرت بموافقة وإيعاز من قبل الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، فما وراء ذلك؟

ما سبب تسليم الشرع أرشيف إيلي كوهين لإسرائيل؟

في التفاصيل، كشفت وكالة “رويترز” البريطانية، أن الحكومة السورية الجديدة في دمشق، وافقت على تسليم مقتنيات وأرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى إسرائيل.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع، إضافة إلى شخص مطّلع على محادثات غير علنية بين دمشق وتل أبيب، تأكيدهم، أن الأرشيف تم تقديمه لإسرائيل في إشارة وموافقة من قبل الشرع.

وعزت المصادر الثلاثة، هذه الخطوة، إلى أنها “محاولة من القيادة السورية لتخفيف العداء الإسرائيلي وتهدئة التوتر الحاصل بين الطرفين، وكبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب” الذي قرر مؤخرا رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.

الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين – (وكالات)

وبعد أن أطاحت قوات “المعارضة السورية” بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، عثرت على ملف كوهين في أحد مباني الأمن الداخلي، بحسب المصدر الأمني السوري.

ولفت المصدر، إلى أن الشرع ومستشاروه قرّروا بسرعة استخدام الأرشيف كورقة تفاوضية، مؤكدا أن الرئيس السوري أدرك أهمية الأرشيف بالنسبة لإسرائيل وأن تسليمه يمكن أن يشكل بادرة دبلوماسية مهمة.

تفاصيل العملية.. ومقتطفات عن كوهين

الأحد الماضي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن جهاز (موساد) نفّذ عملية سرية مع جهاز استخباراتي وصفه بـ “الصديق”، تمكن بواسطتها من جلب “الأرشيف الرسمي السوري” الخاص بالجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أُعدم في ساحة المرجة بدمشق عام 1965.

وبحسب البيان الإسرائيلي، فإن الأرشيف جُلب من دمشق إلى إسرائيل، ويضم أكثر من 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية تعود إلى الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين.

وقال بيان (موساد)، فإن المواد تشمل وصية كتبها كوهين بخط يده، وتسجيلات من التحقيقات التي أُجريت معه، إلى جانب صور ومراسلات عائلية وأغراض شخصية، وقال إن جزءا كبيرا منها يُعرض لأول مرة.

كما تضم الوثائق، وفقا للبيان، تفاصيل عن نشاط كوهين الاستخباري في سوريا، بينها مهام تعقب وتوثيق منشآت عسكرية، إضافة إلى نسخة من قرار المحكمة التي حكمت عليه بالإعدام.

وأشار البيان، إلى أن هذه الخطوة تندرج في إطار “جهود مستمرة للكشف عن مصير كوهين ومكان دفنه”، على حد تعبيرهما، فيما خُتم البيان بتصريحات من نتنياهو، ورئيس جهاز (موساد)، دافيد برنياع، عبّرا فيها عن أهمية هذه الخطوة من الناحيتين “الرمزية والاستخباراتية”، كما وصفا العملية بأنها “جزء من التزام الدولة بإعادة جنودها المفقودين والأسرى”.

ومن الجدير بالذكر، أن كوهين أُعدم شنقا بعد تسلله إلى الطبقة السياسية السورية، ولا يزال إلى اليوم يعتبر بطلا في إسرائيل، ويُعد من أبرز جواسيس “الموساد” لتزويده تل أبيب بمعلومات حساسة “ساهمت في نصرها السريع خلال حرب 1967”.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجاسوس إيلي كوهين، الأحد المنصرم، بأنه “أسطورة” و”أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة”، بينما اعتبر “الموساد”، أن العملية التي جرت تعد “إنجازا أخلاقيا من الدرجة الأولى”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة