يبدو أن العد التنازلي اقترب لسحب العملة الوطنية السورية التي تحمل صورة الرئيس السابق بشار الأسد من السوق السورية لتحل بدلًا منها عملة جديدة تحمل تصميمًا جديدًا، لكن لم يتضح حتى الآن أي ملامح لتلك العملة الجديدة سواء اسمها وبأي فئة أو ستكون من خلال حذف أصفار من العملة القديمة. 

وبحسب ما تداولته وسائل إعلام مختلفة، فإن هناك توجّه من السلطات السورية لطباعة العملة في ألمانيا والإمارات بدلًا من روسيا. 

ترجيحات باقتراب تغير العملة 

في السياق أصدر “المصرف المركزي السوري” بيان قال خلاله إن كل الأمور قيد البحث، وأن الحكومة لم تحسم أمرها، حيث تلقى المصرف عروضاً من شركات تسع دول عربية وأجنبية لطباعة عملة سورية جديدة من بينها بريطانيا والولايات المتحدة والنمسا وأيضاً الإمارات وألمانيا. 

من المرجّح أن تتخذ الإدارة السورية هذه الخطوة خاصة في ظل التضخم المفرط وانهيار العملة، إذ تتخلص منها لتبدأ مرحلة جديدة، ووفقا للتجارب الدولية عادة ما يتم حذف أصفار من العملة القديمة، على سبيل المثال تركيا والبرازيل. 

وفقاً لتقرير وكالة “رويترز”، تخطط سوريا لطباعة عملة معاد تصميمها في الإمارات وألمانيا بدلاً من روسيا، بناءً على معلومات من ثلاثة مصادر مطلعة. 

الشركات المرشحة وفقًا للوكالة، في الإمارات شركة “أومولات” التابعة بالكامل لمصرف الإمارات المركزي، بينما في ألمانيا شركة “بوندسدروكري” الحكومية و Giesecke+Devrient الخاصة. 

تأثير تغيير العملة على سعر الصرف 

يمثل تغيير العملة نقطة تحول في السياسة النقدية السورية، مما يؤثر إيجابياً على سوق الصرف، لتتزايد التساؤلات بشأن طبيعة هذا التأثير ومصير سعر الصرف. 

من جهته أوضح الخبير الاقتصادي ومستشار وزير الاقتصاد والصناعة، جورج خزام، أن طباعة عملة جديدة ستعني نقل القوة الشرائية نفسها من العملة القديمة إلى العملة الجديدة دون زيادة أو نقصان، لكن شرط أن تكون قيمة الأوراق النقدية القديمة المسحوبة تساوي قيمة الأوراق النقدية الجديدة. 

ورجّح الخبير الاقتصادي، خلال منشور له عبر صفحته بموقع التواصل “فيسبوك“، أن يرتفع سعر صرف الدولار في سوق الصرف السورية، مشيرًا إلى أنه عند حذف صفرين من العملة فإن القوة الشرائية لمائة مليار ليرة سوف تعادل القوة الشرائية نفسها لمليار نيو ليرة.  

وتوقع أنه في حال استبدال السوريين العملة فإن الكثيرين سوف يفضلون شراء الدولار بالليرة القديمة بدلاً من استبدالها بالليرة الجديدة، وهو ما يؤدي حينها لزيادة الطلب على الدولار وارتفاع سعره، خاصة من قبل الصرافين والأموال غير المشروعة. 

المضاربون على الليرة 

أشار الخبير الاقتصادي إلى أن الأموال بالليرة الموجودة خارج سوريا التي يستخدمها الصرافين للمضاربة على الليرة السورية سوف يتم استبدالها دفعة واحدة بالدولار مما يؤدي لارتفاع سعره، مشددًا على ضرورة ضبط الحدود بطريقة أمنية مشددة لمنع دخول تلك الأموال التي استخدمت للمضاربة على الليرة وإلحاق الأضرار الجسيمة بالاقتصاد السوري. 

ورجح أن توزع الأموال بالليرة السورية في كل من تركيا ولبنان والعراق، كما أن جزء كبير منها يوزع في إيران عندما كان هنالك تسهيلات بالاستيراد بالليرة السورية، قائلًا إن في هذه المرحلة سوف يظهر وسطاء لشراء الليرة السورية من مصادر غير شرعية بأقل من قيمتها مقابل تصريفها للدولار. 

يُذكر أن “مصرف سوريا المركزي” يُبقي سعر صرف الدولار مقابل الليرة في البنوك عند 11,000 ليرة للشراء و11,100 ليرة للبيع، وبلغ السعر الوسطي 11,055 ليرة للدولار الواحد. 

بينما سجل سعر الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية في السوق الموازية بدمشق 9100 ليرة للشراء، و9200 ليرة للبيع. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات