يتيح القانون التركي للأجانب ومنهم السوريين الحق بتقديم شكوى لدى الشرطة التركية عبر إذا ما تعرض لموقف يستدعي تدخل جهاز الشرطة، ويمكن لأي لاجئ سوري تعرض لاعتداء أو احتيال أو علم بحصول جريمة ولديه وثائق أو إثباتات تؤكد ذلك أن يراجع أقرب مركز للشرطة.

كما يستفيد السوريون ممن أضاعوا وثائق الكيملك الخاصة بهم من مراكز الشرطة من أجل الحصول على بدل ضائع، حيث تشترط مديرية الهجرة التركية أن يكون لديهم ضبط شرطة يؤكد أن صاحب البطاقة الضائعة قد حاول البحث عنها عبر الجرائد التركية ولم يجدها.

وشهد العديد من اللاجئين السوريين على حالات اعتداء في الشوارع بقصد السرقة أو الاحتيال أو افتعال المشاجرات، بينما لا يعرف الكثير من السوريين تفاصيل تقديم الشكوى لدى الشرطة التركية.

طريقة تقديم الشكوى
يتطلب تقديم شكوى للشرطة التركية أن يكون اللاجئ السوري يتقن اللغة التركية أو يأتي بمترجم معه، ويقابله عند غرفة الاستقبال بأي مخفر شرطي يطلب منه شرح حالته.
وهنا يتم تصنيف شكواه من قبل الشرطي إن كانت طارئة أم لا، وبعدها يتم تحويله لضابط على الفور لكتابة تقرير الشرطة، أما إذا صنفت غير طارئة سيعطيه موعداً يراجع فيه المخفر بوقت لاحق.

وفي حال لاحظ الشرطي تعرض مقدم الشكوى لأذى أو ضرر سيرافقه لأقرب مشفى من أجل فحص حالته وكتابة تقرير طبي بها، وبعد مضي يوم كامل يصل الملف للمدعي العام وهنا تتحول متابعة الشكوى إلى المحكمة.

ومن أجل مراجعة المحكمة من قبل صاحب الشكوى يجب أن يكون حاملاً لوثيقة الكيملك بالإضافة لنسخة من تقرير الشرطة ونسخة من التقرير الطبي.
وخصصت السلطات التركية منذ أكثر من سنتين الرقم 155 للطوارئ والشكاوى بالنسبة للناطقين باللغة العربية والمقيمين في تركيا، حيث يسهل عليهم التواصل مع الشرطة وشرح مشاكلهم.

حوادث لسوريين

تعرض لاجئون سوريون لاعتداءات متكررة إما من قبل أتراك أو حتى سوريين، ويتحدث أشخاص عن حوادث تعرضوا لها في أوقات سابقة وهل تقدموا بشكوى للشرطة أم لا.

ومن بين الأشخاص الذين تواصلنا معهم (عبد الحكيم) وهو لاجئ سوري يقيم في ولاية غازيعنتاب كان قد أخبرنا بقصته قائلاً: “في منتصف عام 2017، تعرضت لاعتداء من قبل مجموعة شبان أتراك في منطقة التشارشة بقصد السرقة، وبدأت القصة عندما كنت أمشي بالشارع متجهاً نحو المنزل ليأتي ثلاثة شبان نحوي ويقولون هذا هو”.

ويضيف،” تصرفوا وكأنهم يعرفونني وأنهم يبحثون عني لاسترداد مالهم، وحصلت بيننا مشاجرة بالأيدي حتى تمكنوا مني وسرقوا ما بحوزتي من مال، ذهبت على الفور قاصداً مخفر للشرطة وعلى الطريق رأيت عناصر من الدرك فأوقفتهم وشرحت لهم ما حصل معي”
.
ويكمل حديثه، “طلبوا مني معلومات إضافية عن الشبان وبدأوا يعممون على اللاسلكي المواصفات وبقيت معهم لفترة ولكن لم يجدوهم ونصحوني بتقديم بلاغ للشرطة وذهبت باليوم التالي للمخفر وقدماً بلاغاً ولكن لم يأتي بنتيجة.”

ويتخوف بعض السوريين من تقديم شكاوى لمخافر الشرطة معتبرين أن ذلك قد يكون سبباً في ترحيلهم إلى الأراضي السورية.

خلال إعداد المادة، التقينا بـ (أبو جمعة) وهو شاب في الثلاثينات من عمره، قال للحل نت: “حصلت ذات مرة مشاجرة بيني وبين شاب سوري وكنت أفكر بتقديم شكوى بحقه كوني متأكد أن الحق كان عليه ولكن تراجعت خوفاً من أن يكون ذلك سبباً بترحيلي لسوريا”.
ولم تحصل حالات ترحيل لأشخاص قدموا شكاوى للشرطة التركية بشأن اعتداء أو ضرر ما تعرضوا له، بينما يسود تخوف بين السوريين من الإقدام على هذا الإجراء إن لزم الأمر خاصة في ظل تزايد عمليات الترحيل للاجئين إلى سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.