حذّرت منظمة الأغذية التابعة للأمم المتّحدة «فاو» من خطر غذائي قادم على السوريين، بسبب قلّة محصول القمح في سوريا هذا العام.

وقالت المنظمة في بيان لها إنّ: «نقص محصول القمح سيفاقم معاناة السكان وسيؤدي إلى أزمة جوع في البلاد».

مشيرةً إلى أن الجفاف المستمر سيؤدي إلى انخفاض محصول القمح في سوريا «بشكل شديد مقارنة بالموسم الماضي».

من جانبها، توقّعت منظمة الإغاثة الألمانيّة أن يزداد عدد الأشخاص في سوريا الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانيّة هذا العام.

ووصف منسق المشاريع السوريّة في المنظمة “كونستانتين فيتشل” وضع الغذاء بالنسبة للشعب السوري بأنه «كارثي بالفعل».

مضيفاً، «الناس لم يتبقَّ لديها مخزون ولا يمكن تركهم يعانون من هذا الجفاف. الطعام سيصبح أقل وستستمر أسعار الخبز والخضروات والفواكه في الارتفاع».

وتعاني حقول القمح في مختلف المناطق السوريّة، شحاً بكميّات الأمطار، إضافة إلى الحرائق التي تنشب في مناطق مختلفة لا سيما شمال غربي سوريا، نتيجة القصف الذي تتعرض له من جانب القوّات الحكوميّة السوريّة.

وشهدت معظم مناطق البلاد، لا سيما المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السوريّة، خلال الأشهر الماضية، أزمة خبز خانقة تمثلت بانتشار الطوابير في المحافظات السوريّة أمام المخابز، إذ فشلت جميع الإجراءات الحكوميّة باحتواء الأزمة عبر توزيع الخبز بـ«الحصة» باستخدام البطاقة الذكيّة.

وتحتاج سوريا إلى نحو مليوني طن من القمح سنويّاً لتأمين حاجتها من الخبز، إضافة إلى 360 ألف طن من البذار، ونحو 800 ألف طن للاستخدامات الأخرى من صناعة البرغل، والمعكرونة وغيرها.

وتحاول الحكومة السوريّة تعويض النقص الحاد، من خلال استيراد القمح عبر توقيع عقود مع روسيا التي أعلنت منتصف الشهر الماضي، أنها سترسل ما يصل إلى مليون طن من القمح إلى سوريا، بحلول نهاية العام الجاري.

ويرى مراقبون أن أزمة نقص الخبز في سوريا قادمة، حيث أن الكميّات المستوردة من القمح لن تكفي لسد العجز الكبير في المحصول السنوي، وبالتالي فإن الحكومة ستلجأ إلى حلول تخفيض مخصصات الأفران وتوزيع الخبز عبر البطاقة الذكيّة، الأمر الذي سيولد مزيد من الطوابير أمام المخابز على امتداد الأراضي السوريّة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.