تدل المؤشرات حول وزير الخارجية الإيراني الجديد، أمير عبد اللهيان، إلى أن ذراعاً سياسية وبأعلى مستوى باتت تمثّل ‘‘الحرس الثوري’’ الإيراني في حكومة الرئيس ‘‘إبراهيم رئيسي’’.

ووافق البرلمان الإيراني، يوم الأربعاء الفائت، على تشكيلة الحكومة الجديدة التي قدمها رئيسي، من بينهم ‘‘أمير عبد اللهيان’’ الذي عين وزيراً للخارجية، بديلاً عن الوزير السابق ‘‘محمد جواد ظريف’’.

وبحسب وكالة “فارس” الإيرانية، فإن عبد اللهيان، حصل على ثقة البرلمان الإيراني “بنسبة تصويت قاطعة”. فيما قالت وكالة “إسنا” إن «عبد اللهيان حصل على ثقة البرلمانيين لمنصب وزير الخارجية لمدة أربع سنوات، بأغلبية 270 صوتاً، مقابل 10 معارضين وامتناع 6 عن التصويت».

وصول عبد اللهيان بالتزامن مع تولي رئيسي رئاسة البلاد في إيران (يدعمه المرشد الأعلى ‘‘علي خامنئي’’) يدفع التساؤل الأبرز بخصوص سوريا إلى الواجهة من جديد، والمتمحور حول مدى سعي طهران لتوسيع نفوذها في سوريا وإدخالها كورقة رئيسية في المفاوضات التي تدور مع إيران حول الاتفاق النووي وكذلك البرنامج الصاروخي الإيراني.

التوقعات السابقة لمتابعي الشأن السوري، ربطت بين انحسار النفوذ الإيراني في سوريا وتحقيق أي تقدم إيجابي في المفاوضات النووية، إلا أن وصول عبد اللهيان لحقيبة الخارجية، قد تبرز جانباً جديداً في التحركات الإيرانية داخل الملف السوري.
لا سيما وأنه اعتبر في مناسبات عديدة بأن سوريا كانت الخط الأمامي لمحور المقاومة، وأن إيران ستبقى إلى جانبها وستواصل دعمها، ما يدفع للتنبؤ بأن الديبلوماسية الإيرانية ستنتهج خطاً أكثر تشدداً إزاء سياستها الخارجية لتأخذ الملف السوري منطلقاً رئيساً في مناكفاتها مع الغرب.

الباحث السياسي ‘‘محمود إدريس’’ قال خلال حديث لـ(الحل نت) إن «وصول عبداللهيان يزيد من توتر العلاقات الإيرانية مع الغرب، ما قد يؤدي إلى إيجاد دور معرقل مرة أخرى للتواجد الإيراني داخل الملف السوري، وهو الأمر الذي يُعزّز التوجّه المتشدّد لحكومة ‘‘إبراهيم رئيسي’’».

وذكّر مشيراً إلى أنه ومنذ فترة وصول ‘‘حسن روحاني’’ إلى الرئاسة عام 2013، ظهر عبد اللهيان كأحد عوامل الصراع بين جناحي المحافظين والإصلاحيين بالمؤسسات الإيرانية.

وتابع: «عند وصول ‘‘محمد جواد ظريف’’ إلى وزارة الخارجية الإيرانية خلال رئاسة روحاني، واهتمامه بمفاوضات الاتفاق النووي، بدأ الدور الخفي الذي يمثله عبد اللهيان فى الخارجية كمتحدث باسم الحرس الثوري في الوزارة وممثلا لمصالح المحافظين فيها».
ولعل تعيين ‘‘أمير عبداللهيان’’ كوزير للخارجية، يعكس تركيز ‘‘إبراهيم رئيسي’’ بإيصال رسائله إلى الغرب والمتمثلة بعدم اهتمامه بتحسين العلاقات السياسية أو الاقتصادية معهم.

وفي هذا السياق لفت إدريس إلى أن عبداللهيان «سيجعل مواقف الحرس الثوري في مقدمة أولويات وزارة الخارجية. كذلك فإنه قضى الكثير من حياته الدبلوماسية في تنفيذ أو الدفاع عن سياسة إيران الإقليمية التوسعية في المنطقة، ولابد أنه سيواصل القيام بذلك كوزير للخارجية».

وكان عبد اللهيان زار سوريا عدة مرات خلال السنوات الماضية، والتقى بالرئيس ‘‘بشار الأسد’’، كان آخرها في 2019.

وفي تصريحات سابقة لعبد اللهيان في 2015، وصف الأسد بأنه “خط أحمر” بالنسبة لإيران، واعتبر أنه «لولا دعم إيران لنظام بشار الأسد وجهود مستشاريها العسكريين، لكانت دمشق قد سقطت خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.