يعد وادي بنجشير في أفغانستان، من أعقد الأمكنة على حركة_طالبان منذ تأسيسها إلى اليوم.

ما يدلّ على ذلك، سيطرة “طالبان” بسهولة على كامل أفغانستان منذ 21 يوماً، دون السيطرة على بنجشير.

«سيطرنا على بنجشير»

لكن “طالبان”، أعلنت اليوم: «السيطرة الكاملة على وادي بنجشير»، وفق بيان رسمي لها.

وقال الناطق باسم الحركة، “ذبيح الله مجاهد”: «مع هذا الانتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب».

وآضاف “مجاهد” حسب البيان: «سيعيش الناس الآن بحرية وسلامة وازدهار».

وأردف أن: «متمردين قُتلوا والآخرين فروا. أُنقذ سكان بنجشير المحترمون من محتجزي الرهائن».

مُكملاً: «نؤكد للسكان، أن أحداً لن يتعرض للتمييز. إنهم جميعاً إخواننا وسنعمل معاً من أجل بلد وهدف».

«النضال سيستمر»

بالمقابل، كان لـ “الجبهة الوطنية للمقاومة” حديث آخر يخالف حديث “طالبان”.

إذ أكّدت “جبهة المقاومة أنها: «تسيطر على مواقع استراتيجية في وادي بنجشير».

وشدّدت “الجبهة’ بتغريدة عبر تويتر على أن: «النضال ضد طالبان وشركائها سيستمر».

صعوبة بنجشير

ويقع وادي بنجشير، على بعد 80 كم من العاصمة الأفغانية كابل.

ويعرف عن الوادي، طبيعته وتعقيداته الجغرافية الصعبة، فهو «وعر» ويصعب الوصول إليه.

ولم تستطع “طالبان” السيطرة على بنجشير، إذ تشكّلت فيه معارضة مسلّحة» للحركة بعد سيطرتها على كامل أفغانستان.

كما لم يسقط الوادي يوماً بيد “طالبان”، لا بفترة «الاحتلال السوفييتي” بالثمانينات، ولا بفترة حكم “طالبان” بالتسعينات.

من هي “الجبهة الوطنية” في بنجشير؟

وتضمّ “الجبهة الوطنية للمقاومة”، عناصر من فصائل محلية مسلّحة معارضة لـ “طالبان”.

كذلك تضم الجبهة، عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية، التي وصلت إلى بنجشير بعد سيطرة طالبان على كابل.

يُشار إلى أن “الجبهة”، اقترحت ليل الأحد/ الاثنين، وقف إطلاق النار على “طالبان”.

وجاء المقترح، بعد أنباء عن: «وقوع خسائر فادحة في الأرواح» بصفوف عناصر الجبهة.

سيطرة وهروب

وسيطرت طالبان على أفغانستان في (15 أغسطس) المنصرم، بعد دخولها إلى كابل.

وفر الرئيس الأفغاني، أشرف_غني إلى خارج أفغانستان، بمجرد سيطرة “طالبان” على العاصمة.

وأعطت الإمارات اللجوء إلى “غني” وعائلته، وذلك «لاعتبارات إنسانية»، حسب أبو ظبي.

أما شقيق الرئيس الفار، فاضطر إلى مبايعة الحركة، لعدم تمكنه من مغادرة أفغانستان.

حكومة قريبة

وأعلنت “طالبان” بعد سيطرتها على البلاد، “إمارة أفغانستان الإسلامية”.

وقالت “طالبان”، إنها تسعى إلى انتقال سلمي للسلطة.

وتقترب الحركة، من تشكيل حكومة جديدة، وفق مقاساتها.

عودة “طالبان”

وأتت عودة الحركة إلى أفغانستان، بعد إعلان أميركا عن سحب قواتها العسكرية من البلاد.

وجاء الإعلان الأميركي، بعد مباحثات متعددة بين واشنطن و”طالبان”، استضافتها العاصمة القطرية الدوحة .

ودخلت أميركا إلى أفغانستان قبل 20 عاماً بالضبط، وأزاحت “طالبان” نفسها من حكم أفغانستان.

فقد حكمت “طالبان”، البلاد منذ 1995 وحتى 2001، عند دخول واشنطن إلى كابل، عقب تفجيرات (11 سبتمبر).

«حركة متشدّدة»

وفر آلاف الأفغان إلى خارج البلاد، منذ سيطرة “طالبان” على كابل.

وهناك مئات الآلاف يسعون للمغادرة أيضاً، لخشيتهم من الطبيعة المتشدّدة التي تحكم بها “طالبان”.

ويعرف عن طالبان بأنها «حركة تشدّدها»، لا تسمح بوجود أي مظاهر مدنية وغيرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.