تزايدت خلال الآونة الأخيرة التقارير الصحفية التي ادعت بقرب الانسحاب الأميركي من شمال شرقي سوريا، رغم وجود تأكيدات من واشنطن تنفي نيّة الولايات المتحدة سحب قوّاتها خلال الفترة الحالية.

وذلك في الوقت الذي يرحّب فيه مجلس سوريا الديمقراطيّة “مسد” في شمال شرقي البلاد، بالدعم الأميركي، ويعتبره «أمراً بالغ الأهميّة»، لتحقيق أهدافه في المنطقة، بحسب ما صرحت به رئيسة الهيئة التنفيذية لـ#مجلس_سوريا_الديمقراطية “إلهام أحمد” خلال منتدى سياسي عقده «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» أواخر الأسبوع الماضي.

وقالت إنّ: «المجلس يسعى للوصول إلى حل سياسي دائم للصراع الدائر في سوريا، من خلال الدعوة إلى حوار داخلي، والوصول في النهاية إلى اللامركزية السياسية والثقافية التي تحترم التنوع في البلاد وتدعم التنمية الاقتصادية».

مبينة أنّ: «الإدارة الذاتيّة تواجه العديد من العوائق، بما فيها انعدام الأمن والفقر والتدخل الخارجي والإرهاب، في طريقها لتحقيق الأهداف المذكورة».

وأشارت إلى أن الوجود الأميركي في سوريا من شأنه أن يضفي توازنا إيجابيا على الملف السوري، ويختلف كليا عن الحالة الأفغانية، ووصفت أحمد أجواء لقاءاتها مع مسؤولين بارزين في البيت الأبيض بالإيجابية.

وخلال المنتدى السياسي الذي استضافه المعهد الأميركي تحدثت أحمد عن زيارتها لواشنطن ولقاءاتها مع الإدارة الأميركية وأعضاء بارزين في الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

كما عبّرت عن قلقها إزاء الوضع في سوريا على الصعيد المحلي، في ظل التحديّات القائمة، كتراجع قيمة العملة والحصار والمعابر الحدودية المغلقة، والبنية التحتية السيئة للموارد الطبيعية.

كما أكدت أيضاً استعداد المجلس الدخول في حوار مع أنقرة، رغم العداء بين الجانبين، وذلك «ومن أجل تحقيق السلام مع الدول المجاورة».

بينما أبدت مخاوفها من قضية عودة تنظيم “داعش” الإرهابي، إلى شمال شرقي سوريا، معتبرةً ذلك تهديداً للمنطقة وسائر أرجاء العالم، مشيرةً إلى أن التنظيم يواصل محاولاته تجنيد أشخاص في المناطق السوريّة.

وكان معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، دعا منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى وضع حد لأي فكرة تتضمن سحب القوات الأميركية من سوريا.

وأوضح تقرير المعهد أنه يجب على إدارة بايدن أن تستمر في طمأنة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بصوت عالٍ وعلناً بأن واشنطن ليس لديها خطط لمغادرة مناطق سيطرتها في شمال وشرق سوريا.

وذكر أن الشراكة مع “قسد” تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى الوضع في غرب الفرات، حيث لا تزال القوات الحكومية عاجزة عن القضاء على تنظيم “داعش”، ولذلك ينبغي على مستشاري التحالف الدولي لمكافحة “داعش” النظر في احتمال أن يعيد التنظيم انتشاره الإقليمي هناك على المدى القريب.

يذكر أن إلهام أحمد قالت في تصريحات صحفية مطلع الشهر الفائت إنها أن أبلغت مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، أن الوجود الأميركي شمال شرقي سوريا «ضمانة للوصول لتفاهمات سياسية».

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.