تُظهر تقديرات الخبراء العسكريين إلى أنه لا تزال هناك أولوية لتواجد القوات الأمريكية في قاعدة التنف شرقي سوريا، لضبط التحركات الإيرانية على الأرض، والمحافظة على عدم عودة تنظيم “داعش” الذي يشكل خطرا بالرغم من القضاء على وهم دولة خلافة التنظيم الإرهابي عام 2019.

ادعاءات إيرانية روجتها طهران عبر صحيفة “الأخبار” اللبنانية، من خلال الانطلاق من الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها القواعد الأمريكية شرقي سوريا، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية أقدمت على إخلاء قاعدتها في منطقة التنف، خوفا من تعرض القاعدة للاستهداف في الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

ونقلت “الأخبار” عن مصادرها العسكرية: “القوات الأمريكية أخلت قاعدتها في التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن”، وقد تم نقل المعدات والجنود إلى داخل الأراضي الأردنية، تجنبا لأي خسائر مادية وبشرية، قد تقع نتيجة استهداف ما. إلا أن أي من ذلك لم يُؤكد بدلائل مادية على الأرض، بل تم نفيه فعليا بعد تصريح المكتب الإعلامي لفصيل “مغاوير الثورة” المدعوم من قوات “التحالف الدولي” والمتواجد ضمن منطقة قاعدة “التنف” والمعروفة بمنطقة الـ55.

أكد جيش “مغاوير الثورة” المتواجد في منطقة التنف في البادية السورية، استمرار التدريبات العسكرية مع قوات التحالف الدولي. 

وأوضح المكتب الإعلامي للفصيل في بيان له يوم أمس الخميس، أن “مغاوير الثورة يواصل تدريباته القوات الأمريكية على المناورات باستخدام صواريخ HIMARS”. 

وأضاف أن “هذه التدريبات توضح مدى قدرة جيش المغاوير على حماية نفسه والمدنيين من أي هجوم”، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لم يكن هناك أي إصابات في منطقة التدريب. 

وأكد “مغاوير الثورة” أن أولوياتهم مع حلول العام الجديد 2022، هي العمل من أجل السلام والقضاء على تنظيم “داعش”. 

وفي السياق ذاته نفى المكتب الإعلامي للفصيل، خلال حديث لـ”الحل نت” ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي. واصفا ما تم تناقله بـ “الإشاعات”، وأن أي أخبار حول انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة “التنف” عارية عن الصحة. 

لافتا إلى أن الفصيل وشركائه في “التحالف الدولي” مستمرون بالدوريات والعمل في المنطقة. 

للقراءة والاستماع: اتهام أمريكي إسرائيلي لإيران بغارة جوية على قاعدة التنف

ما مدى بقاء القوات الأميركية في سوريا؟

 المحلل العسكري، العقيد عبد الرحمن حلاق، استبعد خلال حديث لـ”الحل نت”، انسحاب قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من سوريا خلال الفترة الحالية. لا سيما أن العديد من القوات الأجنبية لا تزال تتواجد في البلاد. مشيرا إلى أن طبيعة الملف السوري تختلف عن أفغانستان وحتى عن العراق، بالنسبة لواشنطن، وفق تقدير الحلاق.

من جهته، أوضح المحلل العسكري، العقيد مصطفى فرحات، لـ”الحل نت”، بأنه لا توجد أي مؤشرات حقيقية بخصوص الانسحاب. حتى الأنباء التي تحدثت عن تقليص أعداد القوات في قاعدة “التنف” ليست صحيحة ولم تحصل.

وقال فرحات، إن “تنظيم داعش لم ينته بشكل كامل. فهناك وجود جيوب وبؤر للتنظيم في مناطق شاسعة ويمكن التخفي بها. ولكن برأيه أن هذا ليس المحدد الوحيد لوجود القوات الأميركية”.

للقراءة أو الاستماع: استهداف قاعدة التنف: مواجهة إيرانية-أميركية على المثلث الحدودي الأخطر في المنطقة؟

بُعدين لوجود القوات الأمريكية في قاعدة التنف

وأشار فرحات، إلى أن التمدد الإيراني في سوريا، كان سبب رئيس في ضغط إسرائيل على الولايات المتحدة. من خلال زيارات متتالية لمحاولة إقناع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن هذا التمدد الإيراني في سوريا أصبح يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل، أو على المنطقة. ذلك بالتزامن مع محاولات إيرانية لتطوير المنظومة الصاروخية ورفع نسبة التخصيب اليورانيوم.

ونوه المحلل العسكري، إلى أن الاستهدافات المتكررة لإيران في الفترة الأخيرة على منطقة قاعدة “التنف” أكدت التخوفات الإسرائيلية. في حين أن القوات الأميركية بات من المهم تواجدها في هذه المنطقة كونها منطقة العبور لإيران حيث تستخدمها كخط إمداد.

ورأى فرحات، أن هناك تعقيد في المشهد مع ترابط الأحداث جميعها، “على المدى المنظور لا يوجد نية للولايات المتحدة الأمريكية للانسحاب؛ إلا إذا كان هناك انفراج تام في الملفات بين موسكو وواشنطن والغرب”.

وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، نقلت الأربعاء الفائت، عما قالت عنهم مصادرها العسكرية أن تبرير الانسحاب الأمريكي وفق الزعم الإيراني. و”مرده ورود معلومات استخبارية للأمريكيين، تفيد بإمكانية تعرض قاعدتهم في التنف لهجمات. فيما سجلت حالة من الاستنفار العالي في كل القواعد الأمريكية الأخرى في سوريا”.

الجدير ذكره، أن التنف هي قاعدة عسكرية للتحالف الدولي أنشئت في عام 2014، والهدف منها هو محاربة تنظيم “داعش” آنذاك. وتقع القاعدة على بعد 24 كم من الغرب من معبر التنف الحدودي (الوليد) عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، في محافظة حمص.

للقراءة والاستماع: بعد الهجوم على قاعدة “التنف”.. حرب تلوح في الأفق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة