شهدت الأسواق السورية ارتفاعا في معدل الأسعار خلال هذه الفترة بشكل غير مسبوق، لا سيما المواد الغذائية والخضروات واللحوم، ويبدو أن ذلك جاء نتيجة قرار الحكومة السورية “إنهاء الدعم” لنصف مليون أسرة سورية، و استغلال كبار التجار مسألة رفع الدعم، ونتيجة لعدم توفر المقومات الخدمية لتحسين أو زيادة الإنتاجية المحلية.

ارتفاع غير مسبوق!

بات أسعار اللحوم بنوعيها الأحمر والأبيض في أعلى مستوياتها، فكل يوم يطرأ تغير على أسعارها حتى تصدرت قائمة أغلى المواد الغذائية في الأسواق السورية.

وحسب صحيفة “الوطن” المحلية، فقد وصل سعر الفروج إلى 8500 ليرة والشرحات 15500 ليرة والكستا 13000 وسعر الدبوس 11500 ليرة والوردة 13500 ليرة والجوانح 9000 ليرة في حين وصل سعر كيلو لحم الهبرة الخروف إلى 40 ألفا واللحم مع العضم 30 والمسوفة 22 ألفا، في الوقت الذي وصل سعر كيلو لحم العجل إلى 22 ألف ليرة ولحم مع العضم 18 ألف ليرة.

من جانبه رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها، إدمون قطيش، قال لصحيفة “الوطن” المحلية، أن سبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يعود إلى ارتفاع تكلفة التدفئة والأعلاف، لافتا إلى أنه وصل سعر الكيلو الواحد من اللحوم الحمراء 25% دهن إلى 35 ألف ليرة سورية.

يقول أبو خالد، من سكان مدينة دمشق، متسائلا “بعد هذا الارتفاع الكبير، من سيشتري اللحوم؟” ويضيف حول الأوضاع التي وصل إليها المواطنون، “هناك العديد من العائلات التي قاطعت شراء اللحوم منذ شهور، فهم الآن يشترون نصف كيلو فقط من قطع الدجاج وفي أفضل الأحوال كيلو واحد”.

وأضاف خلال حديثه لـ “الحل نت”، يلاحظ بوضوح ركود كبير تشهده حركة الأسواق، وخاصة أسواق الدجاج اللاحم واللحوم، بات الفقر والعجز ظاهرا على وجوه الناس المتعبة والشاحبة”.

وأوضح، “لا أدري سبب هذا الارتفاع حقيقة، مع العلم أنه لا يوجد زيادة كبيرة في العملات الأجنبية، والمنتجات في الأساس إنتاج محلي”. يعني لو أن هذه المواد مستوردة لكان من الممكن تفهم هذا الارتفاع، لكن ليس من منطقيا هذا الغلاء، فلم يعد بإمكان الناس شراء كيلوغرام من اللحوم لأطفالها، هل هذا يرضي الحكومة والمسؤولين؟

قد يهمك: قلة البضائع في أسواق دمشق.. فهل ترتفع الأسعار؟

أسباب الارتفاع!

وحول سبب ارتفاع أسعار اللحوم إلى هذا الحد، أكد عدد من مربي الدواجن في ريف دمشق للصحيفة المحلية، “أن ارتفاع تكاليف الإنتاج لعدم توافر مواد التدفئة، أدى إلى تراجع عدد مربي الدواجن وأن نسبة المربين الذين يعملون في التربية حاليا لا تتجاوز 30 في المئة”.

إضافة إلى أن موجة الصقيع التي ضربت البلاد مؤخرا أدت إلى نفوق الطيور الصغيرة في المناطق الباردة، كما أدت إلى انخفاض إنتاج البيض بحدود 20 في المئة.

من جانبه، برر وسيم المعطي مدير فرع دمشق للسورية للتجارة التابع للحكومة السورية، “أن الكميات التي يتم ضخها للصالات من الفروج يوميا، من المؤكد أنها لا تكفي حاجة السوق بالكامل، ونتدخل من خلال بيع الفروج من أجل تخفيض السعر”.

مشيرا إلى إعداد قوائم وصلت من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالمربين الراغبين بتسويق الفروج لمصلحة المؤسسة السورية الحكومية، وتم الاتفاق معهم، لكن بعض المربين طلبوا استجرار الفروج للمؤسسة عبر مكاتب، وأن هذه المكاتب يعتبر وسيطا بشكل أو بآخر، مما يزيد من التكلفة. ولم يبين المسؤول الحكومي سبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، من العجل والغنم.

وبحسب مصادر محلية، فإن مربي الدواجن والمواشي لا يرفعون أسعار المنتوجات، بل هناك زيادة في تكاليف الإنتاج بسبب نقص الكهرباء والتدفئة، حيث يضطرون إلى شراء المازوت من السوق السوداء لتشغيل مولدات الكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة علف الدواجن والماشية من (العجول والأغنام والأبقار).

وأوضحت المصادر أن العديد من أصحاب المواشي يضطرون إلى تقليص عدد مواشيهم بسبب ارتفاع تكاليف العلف، حيث أن متوسط ​​التكاليف أعلى من الإنتاج، لذلك ليس من المعقول أن يخسر المربي في عمله.

وفقا لتقديرات الحكومة السورية، تراجع نسبة الثروة الحيوانية بنحو الربع وأكثر. نتيجة الأزمات المتتالية في البلاد وعدم وجود أبرز مقومات دعم الإنتاج المحلي، فضلا عن الحرب السورية التي أدت إلى فقدان جزء كبير من الثروة الحيوانية خاصة في البادية السورية” دير الزور والرقة.

 إضافة إلى غلاء المعيشة، وقيام العديد من التجار بتهريب المواشي خارج الحدود، في وقت تعجز الحكومة إلى وضع حلول تساهم من تحسين الواقع المعيشي الذي يزداد سوءا تدريجيا.

قد يهمك: أسعار الخضار تُحلّق.. هل استغل التجار موضوع رفع الدعم؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.