مهنة جديدة للارتزاق من جيوب السوريين.. ما علاقة جواز السفر؟

مهنة جديدة للارتزاق من جيوب السوريين.. ما علاقة جواز السفر؟


تشهد إدارة الهجرة والجوازات السورية وفروعها داخل سوريا، وفي القنصليات السورية في الخارج، ازدحاما شديدا منذ عدة أشهر، في إقبال غير مسبوق من السوريين على استخراج جوازات السفر، أو تجديدها.

وتسبب الازدحام خلال الفترة الماضية بتأخير كبير لإصدار الجوازات وتسليمها لأصحابها، بسبب النقص في الأوراق المخصصة لطباعة الجوازات، ولذلك وجدت إدارة الهجرة والجوازات حلا اعتبرته الأنسب لتنظيم هذا الازدحام، وهو منصة حجز الدور للتقديم على الجواز.

المنصة باب ارتزاق جديد

أصبحت منصة حجز الدور للحصول على جوازات السفر، مصدرا جديدا للارتزاق من قبل بعض السماسرة،  في ظل عدم استجابة الموقع لساعات طويلة جدا، حسب موقع “أثر برس” المحلي.

ونقل الموقع عن مواطنين، أنهم دفعوا مبالغ لا تقل عن 100 ألف ليرة سورية لأشخاص ليقوموا بحجز دور لهم على المنصة التي أطلقتها وزارة الداخلية السورية، مضيفين أن السماسرة انتقلوا من أمام أبواب الهجرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي فلم يختلف شيء، فالمحسوبيات ما زالت قائمة.

وأشار الموقع إلى المعاناة التي يتعرض لها المواطنون خلال عملية الحجز على الموقع، مبينا أن المنصة لا تفتح في اليوم سوى في موعدين الأول في 9 صباحا لمدة تقل عن دقيقة واحدة، والموعد الثاني عند الثالثة ظهرا تفتح مرة أخرى لأقل من دقيقة، وهذا ما دعا مواطنين للحجز عن طريق أشخاص محددين، يتقاضون مبالغ لا تقل في بعض الأحيان عن 150 ألف ليرة سورية.

وأكد الموقع، أن القائمين عليه تأكدوا من صحة هذه المعلومات، من خلال التواصل مع أحد من هؤلاء الأشخاص والذي بالفعل أكد “أن الحجز يستغرق مدة 4 أيام ويتقاضى مقابل ذلك 100 ألف ليرة سورية”، موضحا بأن الدفع يكون بعد إتمام العملية والتأكد من الحجز، دون أن يشرح ما هي  الطريقة التي يتبعها لحجز الدور.

من جهة ثانية، تشهد القنصليات السورية، ازدحاما مماثلا على إصدار جوازات السفر، لكن دون التقدم للمنصة لحجز دور، لكن المعاناة تكمن في مدة الانتظار التي لا تقل عن 3 أشهر للحصول على جواز سفر جديد، أو تجديد القديم.

وقال محمد عامر، سوري مقيم في الأردن، أنه تقدم في نهاية شهر أيار/مايو من العام الماضي للحصول على جواز سفر من القنصلية السورية في عمان، ولكن حصل عليه في شهر أيلول/سبتمبر من العام نفسه، لأنه وحسب آلية الحصول على الجوازات، لم يتقدم بطلب الحصول على جواز مستعجل، حيث قام بدفع رسوم استخراج الجواز بقيمة 325 دولار، بينما تبلغ قيمة الحصول على جواز سفر مستعجل 850 دولار، ليحصل عليه المتقدم خلال أسبوع.

إقرأ:قريباً في دمشق.. إصدار جوازات سفر إلكترونية

عمليات احتيال وجوازات مزورة

نقل تقرير لموقع “الحل نت”، نهاية العام الماضي، إعلان وزارة الداخلية السورية أنها ستنجز مشروع جوازات السفر الإلكترونية خلال العام 2022، حيث تم نقاش مشروع جواز السفر الإلكتروني في مجلس الشعب، لإقرار موازنته خلال العام الحالي.

ويعمل مشروع الجواز الإلكتروني المفترض، على الربط مع منظومة الدفع الإلكتروني، ومشروع الربط مع منظومة التوقيع الرقمي المتضمن استبدال التوقيع التقليدي للعاملين بالشؤون المدنية بالتوقيع الإلكتروني منعا للتزوير.

ومن جهة ثانية، أكد عدة أشخاص، من محافظة درعا، لموقع “الحل نت”، أنه في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة سماسرة إصدار الجوازات دون التسجيل على المنصة، مشيرين إلى أن هؤلاء الأشخاص من أبناء المحافظة المرتبطين بالأجهزة الأمنية السورية.

وأكد سامر العلي، من منطقة اللجاة، أنه تواصل مع أحد هؤلاء الأشخاص بغرض الحصول على جواز سفر، وتم الاتفاق بينهما، مقابل دفع مبلغ 1450 دولار، للحصول على الجواز خلال مدة شهر كحد أقصى، يتم دفع نصف المبلغ قبل عند الاتفاق والباقي بعد استلام الجواز، مؤكدا أنه حصل على جواز سفر حسب الاتفاق.

أما عبد الكريم الحوراني، من ريف درعا الشرقي، فأكد لموقع “الحل نت”، أنه تعرض لعملية احتيال من قبل محام في دمشق، وعده باستخراج جواز سفر خلال مدة قصيرة، مقابل مبلغ 1200 دولار، ليتضح فيما بعد أن جواز السفر الذي حصل عليه مزور، مبينا أنه لم يكن الوحيد الذي تعرض لعملية الاحتيال.

قد يهمك:ترتيب جوازات السفر في عام 2021: سوريا في المرتبة الأدنى والإمارات الثالثة عالمياً

ظروف الحرب، وطلب الشبان بشكل خاص للخدمة الإلزامية، والانهيار الاقتصادي والبحث عن فرص عمل في الخارج دفعت بآلاف السوريين لمحاولات الحصول على جوازات السفر، ليكون أحد مصادر اقتصاد الحرب المهمة للحكومة السورية، والتي تحصل على إيرادات بملايين الدولارات بطريقة قانونية وغير خاضعة لأي عقوبات دولية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.