يبدو أن بعض الدول العربية، وخاصة دول الخليج بدأت تشعر بالقلق من توسع النفوذ الإيراني، لا سيما مع الحديث عن اقتراب توقيع الاتفاق النووي الإيراني، ورغبة الولايات المتحدة بإنجاز هذا الاتفاق رغم التهرب والمناورة من قبل طهران.

اللجنة الوزارية العربية الرباعية المؤلفة من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، نددت بتدخل طهران المستمر في سوريا، مؤكدة على أن هذا التدخل لا يخدم جهود التسوية السياسية.

وخلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة المعنية بتطورات الأزمة مع إيران، برئاسة السعودية الأربعاء، دانت استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعم الأعمال “الإرهابية والتخريبية”، واستنكرت في الوقت نفسه التصريحات الاستفزازية المستمرة من المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية.

واعتبرت اللجنة أن  تدخل الميليشيات الإيرانية في سوريا “يحمل تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا، وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية”.

قد يهمك: لماذا تُعرقل روسيا الاتفاق النووي الإيراني؟

تحرك عربي عسكري وشيك؟

ويرى الصحفي فراس علاوي ان دول الخليج، تشعر بالخطر من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، لذلك تحاول اتخاذ خطوات لوقف التمدد الإيراني.

ويقول علاوي في حديثه لـ”الحل نت”: “موقف هذه الدول مو جديد، خصوصا أن الإمارات والسعودية تدور في فلك السعودية بمواقفها، ومصر حليفتهم، حاليا لا توجد محاولات جدية ولكن الأمر حتى اللحظة هو عبارة عن تصريحات”.

ويؤكد علاوي أن الموقف السعودي هو من أكثر المواقف المتقدمة والحاسمة تجاه التمدد الإيراني، وهو ما سبب توترا بين السعودية والولايات المتحدة، بسبب أن الأخيرة تدفع باتجاه الاتفاق النووي الإيراني.

ويضيف علاوي: “الموقف ذاهب باتجاه التصعيد، بايدن حاليا هو بحاجة دول الخليج من أجل دعم إمدادات النفط، لذلك تحاول هذه الدول استغلال هذه الحاجة لرفع سقف المطالب المتعلقة بالملف الإيراني”.

وحول احتمالية التحرك العسكري في المنطقة ضد إيران يوضح علاوي قائلا: “أعتقد سيكون هناك توافق مع الأميركان بشأن إيران، لكن لن تكون هناك تحركات عسكرية لا على المدى القريب ولا المتوسط ضد إيران، لا في سوريا ولا في مكان آخر، التصعيد مرتبط بملفات أخرى.. أعتقد سنشهد تنسيق عربي آخر، خاصة مع تلاقي بعض المحاور والسياسات ما بين الدول العربية وإسرائيل بما يخص ملف الوجود الإيراني في المنطقة”.

ومع التعقيدات التي تحيط بالملف النووي الإيراني، بدأت بعض الدول في المنطقة تلوح بالتصعيد العسكري ضد إيران، وفي مقدمتها إسرائيل، وهو ما ألمح له وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، عندما أشار قبل أيام إلى احتمالية، أن تلجأ تل أبيب إلى استخدام الخيار العسكري، بهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وأضاف غانتس في تصريح مكتوب تداولته وسائل إعلام: “سواء تم التوقيع على الاتفاق أم لا، فلن يكون هذا نهاية الطريق بالنسبة لنا، ولا ينبغي أن يكون (نهاية الطريق أيضاً) لدول المنطقة والعالم التي يجب أن تستمر في العمل ضد العدوان الإيراني”.

التهديد الإسرائيلي قد يُنفذ بأية لحظة

ورأى الباحث السياسي صدام الجاسر، أن تلويح إسرائيل باستخدام القوة ضد إيران، أصبح واقعا وحقيقة، ويمكن لإسرائيل أن تنفذ تهديداتها بأي لحظة، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تكون مدفوعة ومدعومة من قبل دول الخليج التي تخشى أيضا من امتلاك إيران للسلاح النووي.

وقال الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“، أمس الأربعاء: “منذ بداية المفاوضات في الملف النووي الإيراني، كانت إسرائيل تلوح باستخدام القوة لإفشال هذه المفاوضات، وذلك خوفا من صفقة تكون على حساب مصالحها في المنطقة.. إسرائيل ترغب أن تكون الدولة النووية الوحيدة في المنطقة“.

ويضيف: “امتلاك إيران للسلاح النووي سيسحب هذه الميزة من إسرائيل، ويجعل إيران تبتز كافة دول المنطقة، خاصة وأن السلاح النووي أصبح للردع والابتزاز.. يبدو أن إسرائيل عقدت صفقة على حساب أوكرانيا، لا سيما وأنها تراجعت خلال الأيام الماضية عن دعمها لأوكرانيا“.

وكثفت تل أبيب محادثاتها مع واشنطن مؤخرا بشأن طهران وملفها النووي، إذ ألمح العديد من المسؤولين الإسرائيليين منذ مطلع العام الجاري، إلى احتمالية لجوء إسرائيل إلى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وسط اتهامات لطهران باستغلال المحادثات التي تجريها مع القوى الكبرى بالعاصمة النمساوية لكسب الوقت من أجل تطوير قدراتها النووية.

قد يهمك:تطورات جديدة.. إعلان قريب عن وفاة الاتفاق النووي الإيراني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة