تحركات عربية مختلفة، واجتماعات تتناول مواضيع مختلفة، في الآونة الأخيرة، يبدو أن الحد من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة وخاصة سوريا كان من أبرز الملفات المبحوثة.

في الأثناء عقد اجتماع ثلاثي مصري، إسرائيلي، إماراتي في شرم الشيخ يوم أمس الثلاثاء لمواجهة إيران، التي قام وزير خارجيتها اليوم بزيارة إلى دمشق قادما من موسكو.

تحركات وصفت بالمكوكية في سباق لتأمين المصالح لدول المنطقة، وخاصة من الناحية الأمنية التي تعتبر الأهم في ظل المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية.

لقاء إيراني سوري

وفي سياق هذه التحركات، وصل قادما من موسكو إلى دمشق، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على رأس وفد رفيع المستوى، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حسب تقارير صحفية.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها أن” ضمن جدول أعمال هذه الزيارة، إجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين حول تطوير العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والوضع الدولي”.

ويرى الكاتب الصحفي السوري فراس علاوي، خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أن زيارة عبد اللهيان لسوريا، هي زيارة استكشافية لمعرفة نتائج زيارة الأسد للإمارات قبل عدة أيام، والشروط التي فُرضت على الأسد لعودة روسيا إلى الجامعة العربية، كما أنها محاولة إيرانية لتعزيز ما يسمى “حلف الممانعة” المكون من إيران وسوريا وحزب الله وميليشيات العراق، وأما توجه عبداللهيان للبنان بعد دمشق فإنه لتعزيز هذا الحلف، خاصة بعد عودته من موسكو والإطلاع هناك على تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاساته على المنطقة.

قد يهمك:السعودية بين إيران وإسرائيل.. خارطة جديدة للمنطقة؟

هل ينتج عن اجتماع شرم الشيخ تحجيم لإيران؟

في محاولة جديدة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وخاصة في سوريا، عُقد في مدينة شرم الشيخ المصرية في 22 آذار/مارس الحالي، اجتماع ثلاثي ضم كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ورئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، وتناول الاجتماع التواجد الإيراني في المنطقة، وكيفية إيجاد سبل لمواجهته والحد منه، إضافة لمسألة عودة سوريا للجامعة العربية.

و قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن إسرائيل ترى أن الرئيس بشار الأسد “غير مؤهل كقائد شرعي” لسوريا، لكنها أضافت أن “مصلحة إسرائيل الأولى هي انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، والعلاقة الممتازة بين إسرائيل والإمارات قد تؤدي إلى نشاط منسق حول هذه القضية”.

وفي اليوم التالي لاجتماع شرم الشيخ، دعا رئيس وزراء إسرائيل إلى تشكيل تحالف عربي شبيه بحلف “الناتو” بين دول عربية وإسرائيل لمواجهة إيران، وبحسب القناة “11” الإسرائيلية، سيطلق على التحالف العسكري اسم “استراتيجية الدفاع الإقليمية” ضد إيران، وسيشمل الدفاع الصاروخي المشترك، والدفاع ضد ضربات الطائرات المسيّرة الإيرانية.

من جهته، قال فراس علاوي، أن اجتماع شرم الشيخ هو محاولة لتشكيل محور لمواجهة إيران في المنطقة بوجود إسرائيلي، وبوجود مصر التي تشكل ثقلا في المنطقة، وإيران تتخوف من أن تشكيل أي حلف ضدها سيضر بها بشكل مؤكد، وأيضا إسرائيل تحاول استغلال حالة العداء بين العرب وإيران للدخول أكثر في علاقات مع الدول العربية والتطبيع معها.

أما بالنسبة لتشكيل “ناتو” عربي-إسرائيلي، فيرى علاوي، أن هذا المقترح طرح منذ عدة أشهر ومن الممكن أن يتم العمل عليه، ولكن لن يكون بمستوى “حلف شمال الأطلسي”، كما أن هناك نقطة ضعف في هذا التحالف تتمثل بعدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهو ما يؤثر على الثقة بين أطراف الحلف، وفق تعبير علاوي.

إقرأ:التسوية مع دمشق: هل ستعرقل السعودية الجهود العربية للتطبيع مع الأسد؟

ما الذي تحمله الأيام المقبلة؟

لم تكن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للإمارات قبل أيام مفاجئة كما يرى مراقبون، فهذه الزيارة يبدو أنه كان يتم التنسيق لها منذ زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد لدمشق.

في سياق متصل، زعم موقع “ديبكا” الإسرائيلي بأن الرئيس السوري، بشار الأسد، يستعد لإجراء زيارة رسمية إلى السعودية ومصر قريبا، تمهيدا للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر، مضيفا أن أن الأسد سيلتقي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الرياض، فيما سيستقبله الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، فيما لم يحدد الموقع جدولا زمنيا للزيارتين أو تفاصيل أخرى، فيما لم يعلق الجانبان السعودي أو المصري على تلك الأنباء.

ويرى فراس علاوي، أنه من غير المؤكد حتى الآن، أن الأسد سيقوم بزيارة للسعودية ومصر، ولكن وحسب رأيه، فإن سوريا ستعود للجامعة العربية إذا قبلت بالشروط التي فرضت عليها من الدول العربية وخاصة السعودية وقطر ومصر، وبالنهاية سيصل العرب قبل القمة العربية إلى توازن ما لإعادة سوريا للجامعة.

وأوضح علاوي، أن هناك تيارا عربيا يرغب باستعادة سوريا من الحضن الإيراني، وزيارة عبداللهيان لدمشق اليوم لمواجهة هذا التيار، فهناك ما يشبه النزاع العربي الإيراني على سوريا، وهنا الأمر بيد دمشق، فإما أن تتوجه بشكل كامل نحو الجامعة العربية وبالتالي سيكون هناك صراع مع إيران وحتى داخل السلطة السورية نفسها، وإما ستتوجه سوريا نحو إيران بشكل كامل وبالتالي لن تعود للجامعة العربية.

وختم علاوي، أنه من الممكن أن توافق إيران على عودة سوريا للجامعة العربية، ولكن بشروط تفرضها على دمشق، وليس على الدول العربية، وهذه الشروط تتلخص بالحفاظ على التواجد الإيراني والمصالح الإيرانية في سوريا.

قد يهمك:في أول رد فعل على التطبيع مع دمشق.. السعودية: الحرب في سوريا لم تنته

وكانت العلاقات العربية مع سوريا، وخاصة السعودية شهدت قطيعة في آب/أغسطس 2011 بسبب المجازر التي ارتكبتها دمشق على خلفية المظاهرات المناهضة للسلطة في سوريا، ولكن مؤخرا ومع هذا الحراك العربي من الممكن أن تتغير طريقة التعامل مع سوريا من العداء إلى الاحتواء لتحقيق المصالح العربية بتحجيم الخطر الإيراني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.