خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وتعليقاً على مصير العلاقات السعودية السورية في الوقت الحالي، أظهر رد فعل مندوب المملكة العربية السعودية جديد على قرارات بعض الدول العربية التي تسابقت لإعادة العلاقات مع دمشق. هذا الرد الجديد لا سيما أنّه يترافق بعد انتهاء قمة مجلس التعاون الخليجي يشير إلى استمرار السعودية في حربها الدبلوماسية مع سوريا وإيران.

لا بوادر لعودة العلاقات السعودية السورية

وأجّلت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، البت بقرار يتعلق بحالة حقوق الإنسان في سوريا. بعد أن شهدت الجلسة مشادات كلامية بين مندوب سوريا والسعودية. حيث ناقشت الجمعية قضايا كالهجرة، وحقوق اللاجئين، ومكافحة الإتجار بالبشر، والتوزيع العادل للقاحات كورونا.

وبدأ مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، حديثه بأن الحرب في سوريا لم تنته. مستشهداً بأنّه خلال العام الجاري سقط نحو 2000 شخص قتلى. قائلاً: «لا تصدقوا إذا قالوا إن الحرب انتهت في سوريا».

وفي سياق حديث المعلمي، قال إنّه لا يجب على الدول أنّ تعطي أهمية لإعادة الإعمار. بل اقترح أنّ يكون الهدف هو «إعادة بناء القلوب»، حسب تعبيره

ويبدو أنه لا توجد بوادر إلى إعادة العلاقات السعودية السورية، حيث هاجم مندوب السعودية، الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، «متسائلاً ما النصر الذي حققوه إذا وقف زعيمهم على هرم من الجثث؟».

وتابع المعلمي، أنّ الحكومة السورية فتحت أبواب البلاد لاستقبال عناصر حزب الله اللبناني، واصفاً حسن نصر الله بـ“زعيم الإرهاب”، وغيره من التنظيمات الإرهابية.

تصريحات مندوب السعودية حول النظام السوري، استندت على التقارير التي أصدرتها للأمم المتحدة، والتي أقرت بمسؤولية الحكومة السورية في انتهاك حقوق الإنسان. موجهاً حديثه للحكومة السورية، «بأنّ أولئك الذين أذنوا لموجات المتطرفين، وعرّضوا التاريخين الإسلامي والعربي للخطر»، حسب قوله.

اقرأ المزيد: قمة الرياض: بعد التوافق الخليجي ماذا عن الدور العربي في سوريا؟

سوريا ترد بلسان على السعودية “الجعفري”

ردود الحكومة السورية في الأمم المتحدة لم تختلف منذ بدأ الاجتماعات التي تخص البلاد في عام 2011. إذ تصدر حينها بشار الجعفري، جميع الردود والخطابات التي تنفي التقارير التي توثق انتهاك الجيش السوري.

ووصف مندوب الحكومة السورية في الأمم المتحدة، بسام الصباغ، تصريحات المعلمي، بأنها «أكاذيب لا أساس لها».

وتابع الصباغ حديثه، بأنّ القرارات التي تخص دول معينة هي ممارسة بمعايير مزدوجة مطالباً بتجنبها. وحث الأمم المتحدة على مراجعة شاملة لأفضل طريقة للتعامل مع حقوق الإنسان في جميع البلدان.

وكان الشرق الأوسط متقلبًا للغاية في السنوات الأخيرة في تعامله مع الحكومة السوري لدرجة أنه من الصعب التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك، ولكن بعد التصريحات مندوب السعودية يبدو من المرجح أن الصراع الحالي سيتصاعد إلى حرب دبلوماسية بين الطرفين.

قد يهمك: هل تنجح روسيا بإقناع الاستخبارات العربية للتعاون معها في إدلب؟

لماذا لن ينتهي الصراع السوري أبدا؟

ويعتقد الناشط السوري، عمر الحريري، في حديث لـ”الحل نت”، أنّ الصراع السوري مستمر على مدى السنوات التسع الماضية دون حل. لقد تسبب في مقتل الآلاف، وملايين اللاجئين والنازحين، وألحق أضرارًا باقتصاد البلاد وتتحمل الحكومة السورية مسؤولية ذلك.

ويرى الحريري، أن أحد أسباب الصراع الذي لا ينتهي في سوريا هو أن الدول المعنية غير قادرة على العمل بشكل جماعي لإنهائه. مضيفاً أن لديهم جميعًا مصالحهم الخاصة في هذه الحرب وهم غير مستعدين لتقديم أي تنازلات لأن وضعهم الراهن سيتعطل بسبب التغيير.

من ناحية أخرى، يشير الحريري، إلى أنّ روسيا وإيران تعملان باستمرار على دعم الرئيس السوري، بشار الأسد كوسيلة للاحتفاظ بالسلطة داخل سوريا. فيما تتهم المنظمات الدولية الأسد بأنّه مسؤولاً أيضًا عن الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من الفظائع ضد المدنيين خلال هذه الفترة الزمنية.

وعقب قمته الـ42 في الرياض، أعلن مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء الفائت، رفضه أي تدخلات إقليمية في سوريا. ومحاولات إحداث تغييرات ديموغرافية في البلاد. مشدداً على ضرورة حل الأزمة بناء على قرار مجلس الأمن 2254.

وجدد المجلس قراراته السابقة بشأن الأزمة السورية والحل السياسي القائم على مبادئ جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

اقرأ أيضا: بيدرسون في دمشق.. هل من تطورات في العملية السياسية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.