كانت قمة مجلس التعاون الخليجي التي قادتها السعودية نقطة تحول لدول الخليج التي كانت منقسمة بشدة بشأن سوريا. تم حل القضية بالإجماع على أن دول مجلس التعاون الخليجي ملتزمة بإعادة الاستقرار إلى سوريا.

استضافت السعودية القمة بهدف خلق موقف عربي موحد من العديد من القضايا الإقليمية. وكانت سوريا من أكثر المواضيع المثيرة للجدل في القمة، حيث أرادت بعض الدول مواصلة التأكيد على أنّ الحل بإشراف الأمم المتحدة بينما أرادت دول أخرى التأكيد على إبقاء الأسد في السلطة. فكيف أثرت المصالحة بين قطر والسعودية على دور العربي في سوريا؟

سوريا بين المصالحة والمصافحة الخليجية

كانت القمة بمثابة حملة علاقات عامة للمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات الذين تمكنوا من المصافحة في وقت يشهد توترا شديدا في الشؤون العالمية.

لكن دول الخليج، لا تزال منقسمة بشأن سوريا ويمكن ملاحظة ذلك من خلال موقف قطر والسعودية المتمثل في حل الأزمة بناء على قرار مجلس الأمن 2254، وهذا ليس ما تريده الإمارات وعُمان.

وتحاول دول الخليج استعادة دورها في سوريا بعد المصالحة في قمة الرياض. الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، تحاول المشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا بعد إعادة علاقاتها الرسمية مع الرئيس السوري، بشار الأسد.

وأوضح المحلل السياسي، درويش خليفة، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أنّ دول مجلس التعاون الخليجي دائما ما تؤكد على وحدة واستقلال وسيادة سوريا. ودائما ما تشير إل تمسكها ببيان جنيف واحد. وبالقرارات الدولية التي تخص سوريا.

وأضاف خليفة، حول اهتمام دول الخليج في إعادة الدور العربي لسوريا، أن سوريا هي من تسعى لإعادة دورها في مجلس الجامعة العربية. وبالتالي دول الخليج هي مقسمة حقيقة في الشأن السوري. لذلك يعني لم تتوجه بشكل مباشر لتوصيف الحالة في سوريا. 

وبيّن خليفة، أنّ البحرين والإمارات قد افتتحتا سفاراتهما في دمشق. وأيضا هناك رفض قطري سعودي شديد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وبالتالي هذا يشير الى انقسام داخل دول مجلس التعاون الخليجي إزاء الوضع في سوريا. 

ولا يعتقد المحلل السياسي، أن تسعى الدول الخليجية لإعادة تعويم النظام السوري، كون حكومة دمشق هي من تسعى للعودة إلى الحضن العربي. ولكن على ألا تخسر حليفتها إيران. 

اقرأ أيضا: بيدرسون في دمشق.. هل من تطورات في العملية السياسية؟

مخرجات القمة الخليجية

وعقب قمته الـ42 في الرياض، أعلن مجلس التعاون الخليجي، أمس الثلاثاء، رفضه أي تدخلات إقليمية في سوريا. ومحاولات إحداث تغييرات ديموغرافية في البلاد. مشدداً على ضرورة حل الأزمة بناء على قرار مجلس الأمن 2254.

وقال المجلس، في بيان ختام القمة، «مواقفه الثابتة تجاه الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية الشقيقة. واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية».

وجدد المجلس قراراته السابقة بشأن الأزمة السورية والحل السياسي القائم على مبادئ جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وبخصوص الحل السياسي، أعرب المجلس عن تطلعاته في أن تسفر اجتماعات اللجنة الدستورية عن توافق يكون معينا للجهود المبذولة للوصول لحل سياسي للأزمة السورية. كما جدد المجلس دعمه لجهود الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين والنازحين السوريين، والعمل على عودتهم الآمنة إلى مدنهم وقراهم.

قد يهمك: هل تنجح روسيا بإقناع الاستخبارات العربية للتعاون معها في إدلب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة