تسبب الصراع السوري في أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، حيث فر أكثر من 4.8 مليون لاجئ مسجل إلى البلدان المجاورة لسوريا، وخلال هذه الفترة واجه الشباب والأطفال عدة أخطار عطلت تعليمهم، منها الزواج المبكر والعمل، والضرر النفسي، فضلا عن العنف، والاستغلال.

النكسات الكبيرة في الفرص المستقبلية، حيث لا يمكن بسهولة استعادة سنوات العمر التي تضررت في سن مبكرة، وعلى الرغم من ذلك و خلال الفترة السابقة، استمر سوريون ما وراء الحدود بفرض أنفسهم على المستقبل الرقمي، عبر روح المبادرة العامة التي مكنتهم من الازدهار، وليس فقط من أجل البقاء، ليكونوا أعضاء مبدعين في المجتمع، وهذا ما انطبق على قصة المبدع، محمود شحود.

أفضل مبرمج عربي

كجزء من مشروع “مليون مبرمج عربي” الذي يرعاه ولي عهد دبي، حمدان بن راشد، حصل الشاب السوري محمود شحود، أمس الأربعاء، على جائزة أفضل مبرمج عربي ومكافأة قدرها مليون دولار أميركي.

وقال ولي العهد، في حفل الافتتاح داخل متحف “المستقبل” بدبي، “نهنئ الشاب السوري محمود شحود على فوزه بجائزة المليون دولار عن مشروع هابت 360، انتصار مستحق لمخترع عربي نفتخر به وبعمله”.

كما وأضاف في تغريدة على تويتر، “نهنئ جميع الفائزين والمشاركين في مبادرة المليون مبرمج عربي، الذين نجحوا في توظيف لغة العصر المعرفي في تطوير مشاريع ريادية، تساهم في تحقيق نقلة نوعية في مجتمعاتهم”.

وأشار بن راشد، إلى أن المبادرة “أتاحت الفرصة لمليون عربي لدخول العالم الرقمي، وحققت أحلام عشرات الآلاف من المبرمجين العرب حول العالم، وستكون مخرجاتها ونجاحاتها الأساس للعديد من الإنجازات العربية القادمة في العالم”، مضيفا أن”مخرجاتها ونجاحاتها ستكون الأساس للعديد من الإنجازات العربية القادمة في عالم التكنولوجيا والبرمجة”.

مطور البرمجيات محمود شحودـ، البالغ من العمر 33 عاما، فاز  بالجائزة عن منتجه “هابت 360″، والذي يسمح للمستخدمين بخلق عادات جديدة وتتبع إنجازاتهم وإلهام مشاعرهم.

ويخدم التطبيق أكثر من 200 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، كما تم منح أفضل خمس مبادرات في تحدي مبادرة “مليون مبرمج عربي”، جوائز بقيمة 50 ألف دولار لكل واحد منهم.

لاجئون سيغيرون نظرتك

في معظم أنحاء العالم، لا يُسمح للاجئين بالعمل، إلا أن الأفكار الإبداعية للسوريين داخل المخيمات، جعلت ناصر الدين طويبية، مسؤول الإعلام والاتصال الجماهيري في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يصفهم بـ”إنهم ليسوا من هذا النوع من الأشخاص الذين يجلسون ويشبكون أيديهم، وينتظرون منك أن تفعل شيئا من أجلهم. إنهم في الواقع مبدعون للغاية، ونشطون للغاية”.

فالبنسبة لمحمد المنحدر من مدينة حلب، السكن في مخيم “الزعتري” في الأردن، لم يمنعه من تعلم كيفية إنشاء واستضافة مواقع الويب، وإنشاء شركة صغيرة وتعليم الآخرين كيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر، فضلا عن مهاراته في الصحافة والإعلام.

فعندما لا يكون محمد، خارجا لإجراء مقابلات مع أشخاص لإحدى الصحف التي يتم إنتاجها في المخيم، يمكن العثور عليه عادة في مختبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للشباب الذي أسسته مبادرة عربية خليجية، حيث يشير إلى أن التصميم عبر الويب، يكسب منه حوالي 800 دولار لكل مشروع، بينما يمكن أن تجلب استضافة المواقع ما يصل إلى 300 دولار شهريا.

الزراعة الرقمية

من خلال برنامج دعم أصحاب المشاريع الصغيرة، أدخلت منظمة الأغذية والزراعة “فاو”، الزراعة الرقمية إلى السوريين لتعزيز الابتكار والرقمنة. ففي آذار/مارس 2022، أكملت مجموعة من الشباب من سبع محافظات في جميع أنحاء البلاد تدريبات على استخدام التكنولوجيا وريادة الأعمال في الزراعة.

مشاركة الشباب في التحول الرقمي للزراعة بهدف تحسين ممارسات إنتاج الغذاء، قال عنه، ألفريدو إمبيجليا، كبير المستشارين الفنيين لمنظمة “الفاو” في سوريا، إن “الزراعة الرقمية هي شكل من أشكال الابتكار لتسهيل عمليات وممارسات الإنتاج الزراعي بدقة وكفاءة”.

تأهل ستون شخصا، من بين المئات الذين حضروا سلسلة من جلسات التوعية عبر الإنترنت، للمشاركة في معسكر تدريبي مكثف ركز على الزراعة الرقمية والتفكير التصميمي وتطوير العروض ومهارات العرض. كما تم اختيار الأشخاص الذين لديهم خلفية في الزراعة والدراسات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات للمشاركة، ومكنهم التدريب من صياغة مقترحات مشاريع تدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع الزراعة.

تم اختيار اثني عشر اقتراحا تجاريا مبتكرا من قبل لجنة من الخبراء لتقديمها في الحدث النهائي، ثم منحت اللجنة في أيار/مايو الجاري، الجائزة للاقتراحات الثلاثة الأولى، حيث ذهبت جائزة المركز الأول إلى برنامج “الراعي”، وهو نظام آلي لإدارة إنتاج الأغنام يحدد الحالة الصحية للحيوانات من خلال قياس درجة حرارة الجسم والتغيرات في الوزن.

كما حصلت فكرة “المزارع الذكية” على المركز الثاني، وهي مزرعة بحسب المنظمة، عمودية في بيئة خاضعة للسيطرة المناخية لإنتاج القمح وتسريع التجارب العلمية من خلال سرعة التكاثر، وأخيرا، حصل “مزرعتي” على المركز الثالث، وهو تطبيق وموقع إلكتروني يعمل في السوق الإلكتروني يمكّن المزارعين من بيع منتجاتهم مباشرة إلى المستهلكين وتجار التجزئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.