بعد سنوات على فرارها من ويلات الحرب، نالت السيدة السورية نورهان حيدر جائزة “التميز” في مؤسسة “UAF” الهولندية لعام 2021.

وبهذه الجائزة، أصبحت نورهان (48 عاماً «نجمة العام»، ذلك بعد فرز أصوات أكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب ما أشارت إليه المؤسسة.

وجائزة “التميز”، هي جائزة سنوية أنشأتها مؤسسة “UAF”، التي تساعد الطلاب “اللاجئين” ممن هم فوق سن الثلاثين في التعليم، أو إيجاد فرص تدريب أو عمل في هولندا.

من خلال الجائزة، تحاول المؤسسة لفت الانتباه إلى إمكانات ومثابرة الطلاب والمهنيين اللاجئين الذين يعملون على بناء مستقبلهم في هولندا.

قد يهمك: كردية سورية تفوز بجائزة أفضل منسقة أخبار في العالم

من هي نورهان حيدر؟

نورهان الشيخ حيدر، هي معلمة كيمياء فرت من سوريا عام 2014 بسبب الحرب التي لا تزال مندلعة في البلاد.

عندما كانت في سوريا، عملت أورهان كصيدلانية بعد أن أنهت دراسة الصيدلة، ثم حاولت أن تكمل الماستر لكنها لم تستطع إتمام السنة الثالثة بفعل الحرب.

تطوعت نورهان حيدر ثلاثة أيام في الأسبوع في مدرسة ثانوية بهولندا، وعملت كمترجمة ومدرسة مساعدة في المدرسة.

كما دعمت نورهان الطلبة اللاجئين في تعلم اللغة، ما ساهم في تطوير لغتها الخاصة.

ثم التحقت نورهان بتدريب مدته عام واحد في جامعة “ويندسهايم” للعلوم التطبيقية وأنهته.

ومنذ أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأت نورهان بتدريس مادة الكيمياء لطلاب الصف الثالث في مرحلتين.

هما مرحلة التحضير لمرحلة التعليم الثانوي العام “HAVO” ، ومرحلة التعليم العلمي التحضيري “VWO” في كلية “Dr. Nassau” بمدينة أسن.

اقرأ أيضا: لا يوجد جرم اسمه “الاغتصاب الزوجي” في القانون السوري

إشادات بنورهان

إناس هوكيتش، معلمة مادة الرياضيات في جامعة “ويندسهايم” للعلوم التطبيقية، أشادت بنورهان، لافتة بالقول «نورهان فيها شيء يجعلها لا تستسلم وهي إيجابية دائما. إنها معلمة جيدة».

من جانبها، لجنة التحكيم في  “UAF” أشادت بأداء نورهان حيدر الدراسي، وكذلك بعملها والتزامها تجاه المجتمع كمعلمة ومتطوعة أيضا.

فيما أعربت مديرة “UAF” ورئيسة لجنة التحكيم مردجان سيغالي،  أن نورهان «انتهزت الفرصة لبدء حياة مهنية جديدة هنا».

مشيرة إلى أنها خضعت بتفاني للتدريب وبسرعة عالية، وهي الآن تعمل في مدرسة، و«هذا إنجاز مميز»، على حد تعبيرها.

موضحة أن نورهان تساهم كمعلمة في مستقبل طلاب المدارس الثانوية، في الوقت الذي يشهد نقصا بعدد الموظفين في قطاع التعليم، «وهذا يستحق الثناء».

ونتيجة لهذا الثناء، ستحصل نورهان على مبلغ أربعة آلاف يورو، كتكلفة للتعلم أو التدريب الذي تختاره في أكاديمية “ICM” الهولندية.

للمزيد اقرأ: “غالية.. رخيصة” وزن المرأة مَهرها!

بعد الحرب.. إنجازات بهولندا

إلى جانب نورهان، كان هناك ستة مرشحين، بينهم سوريون من جميع أنحاء هولندا، حققوا إنجازات أيضا بعد هربهم من الحرب السورية.

سمحت لجنة التحكيم للجمهور بالتصويت على أولئك المرشحين لنيل الجائزة، ليشارك بالتصويت أكثر من خمسة آلاف شخص.

حيث إضافة إلى نورهان حيدر، كان هناك ثلاثة مرشحين سوريين للفوز بجائزة “UAF”.

وهم ديانا بشور (30 عاما)، إذ تخرجت بعد أربع سنوات فقط من وصولها إلى هولندا من مدرسة أمستردام للفنون.

وكانت بشور قد درست فن التصميم الجرافيكي في سوريا بسنوات عدة قبل مجيئها لهولندا.

كما كان من بين المرشحين، خديجة منان، وهي مهندسة ميكانيك، وغزوان ياغي، باحث في “المعهد الهولندي للدراسات المتقدمة في العلوم الإنسانية والاجتماعية في أمستردام”.

وفي المراحل الأولى من اللجوء، يواجه الطلاب وضعا صعبا في هولندا، ليترتب عليهم اجتياز جميع التحديات والعقبات.

لعل أبرزها حاجز اللغة وشهادات غير معترف بها أو يتم معادلتها بأقل من تقديرها الحقيقي.

فضلا عن مواجهة اللاجئين لتحديات كبيرة في سوق العمل، والتي تجعل من الصعب الحصول على التدريب أو الوظائف التي تتناسب مع مواهبهم.

للمزيد اقرأ أيضا: الإجهاض في سوريا بين القانون والواقع

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.